أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مزوار محمد سعيد - الثقة العربية














المزيد.....

الثقة العربية


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 5463 - 2017 / 3 / 17 - 18:15
المحور: كتابات ساخرة
    



الثقة هي تلك الراحة التي تقود الأمان نحو شخص ما مهما كانت الظروف والأسباب، لهذا من الجليل التعريج على القضية الأساسية في القضية، فذاك الشعور المريح والهادئ هو ما يؤسس لما يسمى بـ: الثقة، وهذا بالذات ما يحمل إلى كافة نواحي الحياة امكانية بناء نسيج عضوي يكون بمثابة الأخذ بالاعتبار قضايا مروج الذات الجماعية ومدى تواصلها مع أعضائها الداخلية، هي قضية مبدأ تتصل بما يولد بداخل المناخ العام الذي يجعل الإنسان ينسجم بداخل معطيات جماعته مهما كان توجهها.
نرى هذه القضايا تشترك فيها كافة الشعوب والأقاليم، وتسير على طريق هداها، فهناك الكثير من الأمثلة في هذا المجال:
المثال الألماني:
لقد شهد شعب صانعي الرماح قضايا مفصلية أدارتها الثقة بامتياز، وهي بذلك تتخذ من توجهات الألمان واعتقادهم الراسخ بأنهم أفضل الأمم منبعا لوقود وجودها، ومن يلاحظ ما حدث في قصر فرساي على مرتيْن ويتأمّل فيه بعناية فائقة، سيلمس تلك الثقة المتابدلة بين الشعب الألماني وقيادته، تلك التي قادته إلى العظمة.
المثال الانجليزي:
لقد أعجب شعب الامبراطورية بما حملته اليه الثورة الصناعية، وعلى الرغم من أنّ مفردة "ثورة" قد ارتبطت بالفوضى والعشوائية، فإن الشعب الانجليزي قد وثق في اباطرته الذين قادوه إلى ريادة العالم ونحو الرفاه الذي لا تخطئه أية بصيرة.
المثال الروسي:
هذا الشعب وثق في الايديولوجية السوفياتية، ورغم انهيارها منذ زمن، منذ ثمانينيات القرن العشرين، إلا أنه بقي وفيا لمبدأ "القوة" الذي عجز على الحفاظ على الامبراطورية السوفياتية، ولكنه نجح في التمكين لاتحاد روسي صلب، هو الآن يحاور العالم من مبادئ الند للند مع القوى الأخرى، حيث تم حفظ ماء وجه الشعب الروسي القيصري التاريخي بكل فخر.
المثال الفارسي:
ما أجمل وأوضح هذه الأمثلة، فالفرس وثقوا في براثين حضارتهم القديمة، وآمنوا بمشروعهم الاسلامي العظيم اليوم، لهذا فهم يجنون ثمار ما وثقوا فيه، حيث نرى بوضوح قدرتهم على ادارة الأزمات وبناؤهم لقوة اقليمية شرق-أوسطية تنازل القوى الاقليمية الأخرى وحتى بعض القوى العالمية في منظومة مقاومة للامبريالية العالمية بشكل فعال جدا.
المثال الصهيوني-اليهودي:
وثق الشعب اليهودي في ميراث وإرث أرض الميعاد، حال ذلك بين معتقداتهم وغلوهم نحو التعصّب، لهذا جعلوا من وجودهم على الأرض المقدسة مسألة عضوية تتجاذب معهم بتماهي كامل، ربما هذا ما يفسّر سرّ القتال المستميت وخططهم الخادعة وحتى قدرتهم الكبيرة على المناورة والحرص الشديد على البقاء على أرض فلسطين التاريخية بشكل يثير الاعجاب بالفعل.
المثال الأميركي:
هي معجزة الثقة التي بنيت بين الكثير من الأجناس عبر المفتاح الذي يسمى بـ: الكفاءة، وقد تجسّد في بناء امبراطورية أقوى من روما القديمة، امبراطورية تدخل البيوت وتزرع الأفكار بكافة أنواع القوى، والأخطر أنّ لها قوة ناعمة لا يمكن صدّها أبدا، حيث تظهر الثقة المتبادلة بين البيت الأبيض وآخر فلاح على سهل الكولورادو بشكل عجيب، يجعل من هذه الأمة أمهر الشعوب في بناء أرض للأحرار على الواقع الواهم.

كل شعوب الأرض تبني ثقتها بين أعضاء نسيجها على الأفكار، كل المتوجين بالعظمة يبنون الثقة بشكل احترافي عجيب، حتى الأمة "العربية" حاولت بناء الثقة هذه، لكن حضور الحكم اللنيني وزواله، واقامة الحكم الأميركي رغم قوة أدائه، وحتى الجذور الدينية لم تتمكن من إقامت هذا "الحلم" الذي تحوّل لدى كثيرين إلى وهم، أمر غريب جدا.
حاول العرب اقامة الثقة بينهم فعجزوا عن اقامتها حتى في بيوتهم وبين أفراد عائلاتهم، لسبب بسيط، وهو ذاك الفارق القيمي بين ما يؤمنون به ويصدقون حضوره وبين تطبيقاتهم المتحركة.

[email protected]



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الجزائر: الظلم موجود، الأمل مفقود والخارج منها مولود
- حاكم حضاري تعرف على النساء عبر جواهرهن
- سلام يا أرض القراصنة
- أعبّر عن المستحيل بشكل إضطراريّ
- مدار التعقيم النهائي
- غريبة أنت أيتها المرأة الجزائرية
- فيدل كاسترو آخر حرّاس جزيرة القرم الفكرية
- أحب نفسك أوّلا
- علاج السخافة بالرداءة
- دونالد ترامب رئيسا على طريقة أنا ربكم الأعلى
- في الجزائر المستقلة لا يزال هناك عبيد
- الجذور الإسلامية للجمهورية الفرنسية
- هارب من شاطودف
- فلسفة البخار عندما ترغب في الإعتذار بدل سرد الأعذار
- الطرف الأيمن على العتبة اليسرى
- لم ندرك هذا سوى بعد ضياع كل الأمور، أدركنا أننا ندور خارج ال ...
- ذاك الذي اعتقد أنه من الآلهة، ذكّره الجزائريون بأنه بشر
- بعض توابل التفكير على الضمير قد تنفع صاحبه
- زحمة يا دنيا زحمة؛ زحمة وتاهوا الحبايب
- حريق على أعتاب دار التفكير إنتقاما من ذاته الموغلة فيه وتحرش ...


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مزوار محمد سعيد - الثقة العربية