رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 5463 - 2017 / 3 / 17 - 00:10
المحور:
الادب والفن
وقفة مع كتاب شهرزاد ما زالت تروي"
قبل أن نتحدث عن الكتاب أود أن أوضح طبيعة الكاتب "فراس حج محمد"؛ لما له من خاصية تميزه عن غيره من الكُتاب، فهو كاتب مجتهد على نفسه، كما هو مجتهد في الانفتاح على الآخرين، لهذا نجده متشعبا ومتنوعا ومتعدد المعرفة والمواهب، فهو يكتب الشعر، والنص النثري، كما أنه ناقد، ويضاف إلى هذا مشاركته في العديد من اللقاءات والندوات وحلقات النقاش المتعلقة بالأدب.
ونجد "فراس" ملتزما أخلاقيا مع أصدقائه، فيطلعهم على مشاريعه الإبداعية والكتابية؛ ويعرض عليهم أفكاره، وكأنه بهذا الفعل يريدهم جميعا أن يتمتعوا بما تم إنجازه، فما أن يُصدِر كتابا، مهما كان صنفه، إلا ونجد "فراس" يقدمه لهم.
تكمن أهمية هذا الكتاب أنه يقدمنا من المرأة، ليس المرأة العادية وحسب، بل تلك المتألقة، المرأة المبدعة، الكاتبة، إن كانت في القصة أو الرواية أو الشعر، فالكاتب لم يفرق بين كاتبة كبيرة أو ناشئة، وهذا بحد ذاته يمثل ميزة مهمة لهذا الكتاب، فهناك العديد من الكتاب والكاتبات من يطمح لأن يُكتب عنهم/نّ وعن إبداعهم/نّ الأدبي، و"فراس حج محمد" فعلها، والكتاب لم ينحز لجغرافيا معينة، فنجده يتحدث عن كاتبات من تركيا ومن إيران، ومن المنطقة العربية على حد سواء، فهو يهتم بالمرأة، وكتب عن المرأة، ولها.
الكتاب مقسم إلى ثلاثة فصول، في الفصل الأول تحدث الشاعر عن فكرته عن المرأة، وقدمها لنا بشكل المقال، وفي الفصل الثاني تحدث عن أعمال أدبية من قصة وقصيدة ورواية، وفي الفصل الثالث خصصه للحديث عن "فاطمة نزال" و"مادونا عسكر"، طبعا الحديث عن سبع وعشرين كاتبة لم يكن بذات الطريقة، أو بذات التجرد أو الاهتمام من الكاتب، فوجدناه أحيانا يسهب ويفصل في تناوله للأعمال الأدبية، وأحيانا يختصر، ووجدناه أفضل في تناول الشاعرات من كاتبات القصة، وكأنه في العقل الباطن كشاعر ينحاز للنوع الأدبي الذي يهتم به أكثر من غيره، أو لأن الشعر يمكن أن يقتبس منه ويعطي فكرة/ صورة أفضل من تلك التي في القصة أو الرواية، أقول هذا لأنني وجدت متعة ومعرفة في قراءة الكاتب عن الشاعرات، بينما لم أجد هذا المقدار عندما قرأت ما جاء عن القاصات.
لا أدري هل يمكننا أن ننقد النقد، لكن أقول إن كتاب "فراس حج محمد" هذا قدمنا كثيرا من كاتبات كنا نجهلهن ونجهل أعمالهن الأدبية، وجعلنا نتوق شوقا للتقدم منهن ومن أعمالهن، وهذا يحسب للكاتب، والكاتب عمل بأخلاق الأديب الملتزم بالأدب، ولهذا تحدث عن أكثر من نموذج إبداعي للأعمال الأدبية، ولم يميز بين جغرافيا أو مكانة الكاتبة، هل هي معروفة للجمهور أم مجهولة، فهو تعامل مع نصوص أدبية بشكل حيادي غير منحاز لهذه أو لتلك.
الكتاب من منشورات الرقمية، القدس، فلسطين، الطبعة الأولى، 2017.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟