أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد أسعد - الفخ العربي الذي وقع فيه أقباط مصر














المزيد.....

الفخ العربي الذي وقع فيه أقباط مصر


أسعد أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 1435 - 2006 / 1 / 19 - 08:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مضت أربعة عشر قرنا من الزمان و الاقباط المسيحيون واقعون في فخ من عدم الوعي و عدم الفهم للديانة الاسلامية و تاريخ و ثقافة العرب الذين احتلوا البلاد و فرضوا عليها الدين الجديد كدين مخالف و ضد للمسيحية التي هي الديانة الاصلية للبلاد المصرية عند وقوع الغزو العربي
و الفخ هنا هو ماقَبِلَه المصريون الاقباط بما ادّعاه عليهم العرب المسلمون حيث دَعَوهم نصاري و أحيانا أُخري أهل الكتاب و كان المسيحيون الاقباط في جهلهم بطبيعة هذه التسمية بحسب ما تعنيه في اللغة العربية و النصوص القرآنية قد قبلوها دون أن يعوا ماذا تعني هذه التسمية في القرآن العربي و خلفية الفكر الديني و الثقافي العربي فكان الاقباط فرحين بها و أحيانا فخورين بها و هم لا يدرون ماذا تعني بل و اعتبروا أن الاضطهاد الواقع عليهم بسبب كونهم نصاري أو أهل كتاب هو موهبة من الله يسعون إليها كما سعوا إلي الاستشهاد في عصور الدولة الرومانية المظلمة
فلو قرأ الاقباط النصوص القرآنية في هذا الشأن و فهموا اللغة المكتوبة بها و الظروف التي كُتبت فيها و القصد من الكتابة و خاصة مُسمّيات الأشياء لهالهم ماذا تعني كلمتي "نصاري" و "أهل الكتاب" في القرآن و لوجدوا أن القران قد وصم هاتين الطائفتين بأبشع التهم أقلها الكفر و الفسق في معظم الايات التي ذكرهم فيها و في أقل القليل الذي لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة قد دعاهم مؤمنين و ذلك في حالات إستثتائية
و كان موقف الاقباط هذا من عدم فهمهم بل و ارتضائهم بما وُصِموا به هو الذي أكد للمسلمين بحسب ما وصف به قرانهم النصاري و أهل الكتاب أن الاقباط المسيحيين هم أيضا كافرون و فاسقون . و باختلاف الثقافة المسيحية في مصر القبطية التي كانت في ذلك الوقت هيلينية رومانية عن الثقافة الاسلامية في الجزيرة العربية مثل عدم تحريم الخمر عند المسيحيين ـ و إن كان السكر هو المحرّم ـ و سفور النساء و عدم إحتجاب النساء و اختلاط الرجال بالنساء مع التحريض علي الحشمة في كل شئون الحياة المصرية القبطية كل هذا إلي جانب تَمَسُّك المسيحيين بعقيدتهم التثليثية عن الله الواحد جعل المسلمين يوقنون إن الاقباط هم النصاري الكفّار و الفاسقون و تولدت بينهم الكراهية التي انعكست علي عدم انفتاح المسلمين علي العقيدة القرآنية السليمة عن الله الاب و الابن و الروح القدوس و اعتقد المسلمون إنها عقيدة الشرك بالله و عدم التوحيد و أدي ذلك الي إجتهاد المسلمين في محاولات إثبات فساد تلك العقيدة من النصوص القرانية مما سبب بالاضافة إلي كراهيتهم للمسحيين أن يغيب عنهم تكامل النص القرآني الواضح منه تثبيت عقيدة التثليث الصحيحة و ليس إلغائها بل و أدي ذلك الوضع إلي أن يعتمد المسلمون في مقاومتهم لهذه العقيدة علي الآيات القرآنية الواردة عن مقاومة القرآن للعقائد الغير صحيحة عن التثليث و هي العقائد التي كانت منتشرة بين نصاري الجزيرة العربية و ليس بين اقباط مصر المسيحيين المستقيمي الرأي المثبَتة عقيدتهم السليمة عن التثليث قرآنيا
و تفاقم الموقف أيضا بين الاقباط المصريين و العرب المسلمين عن عقيدة صلب المسيح و موته و قيامته و صعوده أي رفعه إلي السماء فبسبب نظرة العرب التكفيرية إلي الاقباط تاهت منهم كل النصوص القرآنية التي تُثبت صحة هذه العقيدة و اعتمدوا علي نص واحد فقط ينفي تنفيذ الصلب عن اليهود و يبرئهم من قتل المسيح عيسي ابن مريم فاتخذوا هذا النص قاعدة لمقاومة مسيحيي مصر و اضطهادهم
و بالإجمال فإن ما ارتضاه الاقباط المسيحيون علي أنفسهم أي أن يوصفوا بأنهم نصاري و أنهم من أهل الكتاب هو السبب في عدم قبول المسلمين العرب للعقيدة المسيحية الصحيحة المثبتة بنصوص القرآن إذا ما دُرست بعيدا عن النقد القرآني لعقائد النصاري و أهل الكتاب التي وردت في القرآن و هي عقائد بحسب قانون الإيمان المسيحي و نصوص الكتاب المقدس تعتبر عقائد فاسدة في رأي المسيحيين أيضا
و أقول للمسلمين نحن لسنا نصاري فهذه طائفة كانت قديما في الجزيرة العربية بعيدة كل البعد في عقيدتها عن مسيحية أقباط مصر و لسنا أهل كتاب بل نحن أتباع عيسي ابن مريم الحي المقام من الاموات بشهادة القرآن و نحن المسيحيين الذين قال عنهم القران "و جاعل الذين اتبعوك (أي اتبعوا عيسي المسيح) فوق الذين كفروا (أي الذين لا يتبعوا عيسي المسيح) إلي يوم القيامة"
و أناشد مؤتمر الاقباط و الناشطين السياسيين أن يطالبوا الازهر و القيادات الاسلامية بأن يصدروا بيانات يعلنوا فيها إن الاقباط المصريين عقيدتهم المسيحية هي عقيدة قرآنية سليمة و انهم مختلفون عن القوم الذين دعاهم القرآن نصاري و الذين دعاهم القرآن أهل الكتاب لان الاقباط هم المسيحيين الحقيقيين الذين دعاهم القرآن أتباع عيسي المسيح
لأن تغيير النصوص الدستورية و إصدار القوانين التي تحفظ حقوقا للاقباط باعتبارهم أقلية ستزيد من تفاقم المشاكل الاجتماعية و التمييز بين المسلمين و المسيحيين لأن المطلوب ليس تعديل وضع قانوني بل بالحري تعديل الثقافة الاجتماعية للشعب المصري المسلم الذي يعتقد خطأ أن القبطي المصري نصراني و من أهل الكتاب الذين دعاهم القرآن في أكثر من موضع كفارا و فاسقين
لقد وقع الاقباط في فخ قبول التسمية الخطأ لمدة أربعة عشر قرنا و بسبب خطأ الاقباط هذا أخطا المسلمون أيضا في تفسير العقيدة المسيحية قرآنيا فوقعوا في فخ تكفير المسيحيين و بذلك آذوا أتباع عيسي المسيح الذين جعلهم الله فوق الذين كفروا ليس فقط أيام النبي محمد بل إلي كل الايام إلي يوم القيامة
فيا مسيحيي مصر و يا مسلميها أُخرجوا من هذا الفخ الذي هو عدم الفهم الذي وقعنا فيه جميعا لمدة أربعة عشر قرنا من الزمان



#أسعد_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق نحو إصلاح الدولة و إرساء ديموقراطية الحكم في مصر المح ...
- الدولة المصرية من الواقع الي المستقبل
- اقباط المهجر لم يستفيدوا شيئا من المهجر ...... لماذا ؟
- الاقباط المسيحيون ليسوا كفارا و لا مشركين و عقيدتهم اسلامية ...
- رسالة مفتوحة الي مؤتمر اقباط المهجر
- الحقيقة المرّة التي كشفتها انتخابات مصر الحرة
- ابراهيم الجندي.... المحتار ....بين من سيدخلونه الجنة ....و م ...
- الرئيس مبارك .... الف مبروك ..... ست سنوات مع الشغل و النفاذ ...
- الحل المسيحي لمشكلة الحجاب الاسلامي
- المباراة مملة و سخيفة و النتيجة حتي الان 3 لصالح مبارك و الت ...
- مصر هي دائي الذي لا اريد ان اشفي منه
- الي الدكتور أحمد صبحي منصور و الي دعاة السلام في الاسلام ... ...
- امريكا الشيطان الاعظم ... حتي لا نقع فريسة للصهيونية العالمي ...
- رد علي مقال : حوار لاهوتي ـ الصلب .. للاستاذ لطفي حداد
- مصر بين ثقافة الاحتقار و عقلية الانبهار .. المرّه الجايه إحم ...
- استطلاع الراي عمليات لازمة لتحريك الركود السياسي عند المصريي ...
- عندما يحاول المسلمون الجدد أن يغيروا معالم الإسلام
- اقتراحات موجهة الي المعارضة و طالبي التغيير في مصر
- الماركسية الشيوعية التقدمية الاشتراكية النظرية الفلسفية الفك ...
- اللي بني مصر كان في الأصل حلواني


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد أسعد - الفخ العربي الذي وقع فيه أقباط مصر