جميل محسن
الحوار المتمدن-العدد: 1435 - 2006 / 1 / 19 - 08:35
المحور:
الادب والفن
كم سنة نعود للوراء لنتذكر هل هي ال91 وحرب الكويت وتدمير محطات الكهرباء ! هل نعود الى بداية الثمانينات والتعتيم الاجباري وصبغ النوافذ ومصابيح السيارات الامامية ام الى الوراء اكثر ليجد احدنا نفسه داخل الظلام الاول الذي نزلنا منه رحم الام الخالدة لتتفتح عيوننا على اول اشراقة ضوء ونبكي
النور الساطع يغمر الكون ويبدد الظلمة التي اصبحت هي القطب السالب حتى في مصطلحات التصوير والموجب هو الصور الطبيعية الواضحة الناصعة ولم يعد للظلام والعتمة من انصار سوى القلة بين سارق و(قفاص) يتستر به ليمارس الاعتداء اوعاشق ولهان يندب حظه وقلة حيلته او مغرم دوائه قبلة في ظلمة وغفلة
لماذا نكره الظلام ؟السبب تعثرنا به ؟ الطفل ايضا لايحبه لانه يحرمه من رؤية وجه امه واشراقة ضحكة الوالد وقد تدخل افلام الكارتون على الخط ليبدأ الضجر والمناكدة والصراخ بعد انقطاع التيار الكهربائي
لماذا يلفنا هنا اغلب الوقت الظلام هل هو اختيارنا ام قدرنا ؟ هاهي السنون تمر وحديث الظلام هو السائد وتزداد بمرورها الاثقال وتزول بعضها والهم باق يرافقنا ويتحول ابعاده الى مادة للتجارة والربح وترتفع عاليا اصوات المولدات ورنين طقطقات بائعي النفط والغاز وبقية مجموعة طاردي البرد والظلام ونرجع الى (اللالة) نعيد مسحها وتنضيفها وكأنها الرفيق الابدي ونتطلع الى السماء اللانهائية الابعاد ويطلب البعض ويتمنى كل ما يريده هو النور والطمأنينة والسلام ثم يمضي حالم بالغد الافضل للاجيال من بعده على الاقل لاطفاله وكل من لم يولد بعد
ويسير البعض الاخر وحيدا كئيبا من ثقل السنين ذهبت الاشراقة وكما خرج يبكي ستسقط منه دمعة اخرى عندما يترائى له ظلام دامس اشد قتامة وثقلا ينزلونه اليه احبة واقارب ان كان محظوظا لتغلق اخر الابواب ويبقى الظلام وحده يلف عراق الصابرين.
#جميل_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟