شريف مانجستو
الحوار المتمدن-العدد: 5460 - 2017 / 3 / 14 - 20:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندى قناعة راسخة أن فترة حُكم المخلوع حُسنى مبارك هى أفضل فترات جماعة الإخوان المُسلمين فى مصر . حيث كانت تلك الجماعة تجول الطرقات والأزقة بأطروحاتها الفكرية والدينية بدون أى عوائق حقيقية . فتلك الجماعة استطاعت بدون شك أن تعيش أفضل لحظاتها فى ظل عهد الحزب الوطنى الديمقراطى الذى كان يقوم بالتنسيق معها فى كُل انتخابات برلمانية و نقابية . فقد كانت النقابات مُستباحة لتيار الإخوان المُسلمين بأمر فوقى من المخلوع مُبارك ، و الهدف هو استخدامهم لتدجين المجتمع و فرض تصورات دينية معينة ، وكانت الإخوان تلعب هذا الدور بمنتهى البراعة مع التيار السلفى الذى احتضنه الرئيس السادات . فالإخوان المسلمين كانوا ينتشرون فى مساجدنا وفى جامعاتنا و فى جميعات خيرية معروفة . بالإضافة إلى ظهور موجة ( التنمية البشرية ) التى ظهرت شخصيات إخوانية قائمة على دعم هكذا توجه . وفى عهد مُبارك ظهرت مدارس الإخوان الخاصة ، والتى كانت تمنع إذاعة النشيد الوطنى وتحية العلم ( وفقاً لشهادات لبعض الناس عن بعض المدارس الإخوانية ) ـ و هذا الأمر لم يلقى أى لوم أو مواجهة من وزارة التربية والتعليم فى حكومة الحزب الوطنى الديمقراطى . ناهيك عن تجارة العُملة ومكاتب الصرافة و مقر جماعة الإخوان المسلمين بالمنيل . كل هذه الأمور فقدها الإخوان المسلمين بعد ثورة الشعب المصرى الكُبرى فى 30 يونيو . لقد أصبح الإخوان فى تيه وضياع تنظيمى وسياسى وانشقاقات كبيرة . الإخوان الآن يبكون دماً على ضياع نعيمهم الاقتصادى فى عهد مُبارك ، بعدما أجهض الشعب المصرى أحلامهم الشمولية إلى الأبد بمعاونة الجيش المصرى وقائده عبدالفتاح السيسى . فهل سيذكر الإخوان المسلمون المخلوع مُبارك بكُل خير ؟.. و هل سيدفعهم الوفاء لعهده إلى الاحتفال ببرائته من قتل المتظاهرين وخروجه إلى بيته ؟. إنها أسئلة تبحث عن إجابات شافية و سريعة .
#شريف_مانجستو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟