أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جاسم هداد - القانون في إجازة














المزيد.....

القانون في إجازة


جاسم هداد

الحوار المتمدن-العدد: 1435 - 2006 / 1 / 19 - 08:26
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


طيلة فترة التسلط البعثي الفاشي ، ذاق شعبنا العراقي كأس المر من غياب القانون وسيادة شريعة الفاشية ، وبلغ استهتار رأس النظام الطاغية صدام بالقانون بوصفه إياه ورقة يوقعها الطاغية ، وابتدعت عقوبات ما أنزل بها من سلطان ، من قطع الألسن ، وصمل الآذان ، ووشم الجبهة ، وقطع الأيدي ، وتفجير البشر ، وتجفيف الأهوار ، وقطع رؤوس النخيل والأشجار ، وجرف الأراضي الزراعية ، وغيرها وغيرها .

وبحق وصفت القوى المعارضة للنظام البعثي الفاشي تلك الأحكام بالقرقوشيه ، وتباكت على الشعب العراقي قوى المعارضة العراقية وقتذاك ، رافعة صوتها عاليا مطالبة بنصرته ، وتشكلت جمعيات للدفاع عن حقوق الأنسان العراقي في العديد من الدول الغربية والشرقية ، واصدرت العديد من النشرات والمجلات ، التي فضحت بها انتهاكات النظام البعثي الفاشي للقانون ولحقوق الأنسان العراقي ، وكان العراقيون يحلمون بزمن تسود فيه العدالة ، ويأخذ القانون مجراه ، ويأخذ كل ذي حق حقه ، ويكون الناس سواسية امام القانون .

وبعد سقوط الصنم ، هلل الناس فرحين مستبشرين بأن عدالة القانون ستسود ، لأن من تربع على كراسي المسؤولية ، كان من رافعي الصوت عاليا في المطالبة بحقوق الأنسان ، وكذلك قوات الأحتلال الأمريكية تشدقت هي الأخرى برفع الظلم عن الشعب العراقي من خلال إقامة دولة القانون ، وجميع القوى الداخلة في العملية السياسية والتي خارجها تطالب بشيوع دولة القانون .

ولكن وبعد مرور اكثر من عامين ونصف ، تبين انهم سيظلون يحلمون بدولة القانون ، فلقد عاد ايتام النظام المقبور ، ذوي القمصان السود ، متلبسين هذه المرة لبوس الدين ، مشيعين الأرهاب والتخويف بين صفوف الشعب العراقي ، مستقوين بانضمامهم للعصابات الفاشية الحزبية .

فيقوم هؤلاء بإقتحام الحرم الجامعي لكلية الأعلام ، غير عابئين بقدسيته ، ويقتحمون قاعة الأمتحانات ويقتادون استاذا جامعيا الى مكتبه ليمارسوا عليه همجيتهم بحجة انتقاداته لزعامات دينية ، وهم مدججين بالسكاكين على طريقة فدائي صدام ، والغريب في الأمر ان الحرس الجامعي لم يحرك ساكنا ، ولعله ينتمي لنفس الميليشيا الفاشية الأرهابية ، والا بماذا يفسر تواطئهم هذا ؟ ، ألم يقبضوا رواتبهم لقاء حمايتهم الحرم الجامعي ؟ ، وكيف يسمحون بدخول عصابات همجية مسلحة بالسكاكين لداخل قاعة الأمتحان ؟ ، في الوقت الذي يمنعون فيه دخول اية فتاة ترتدي البنطلون ، فأيهما اخطر على الحرم الجامعي ؟ ، مطلوب من رئاسة جامعة بغداد إحالة الأرهابيين الذين ارتكبوا هذه الجريمة وهم معروفون لها للعدالة ، لينالوا جزاءهم العادل ، وكذلك فصل الحرس الجامعي المتواطئ مع هذه العصابات وتقديمهم للعدالة بتهمة التواطئ وخيانة الواجب .

وبوقت متزامن يترجل فصيل آخر من هذه الميليشيات الحزبية الفاشية الظلامية من سيارة " كيا " في وضح النهار وامام الملأ ، ويقوم بحرق محلين لبيع المشروبات الكحولية ، مطلقين النار في الهواء ابتهاجا بإنتصارهم على ابناء شعبهم المسالمين العزل ،وسط حيرة وذهول الناس ، ويقتاد آخرين لمكان مجهول ، موقعينهم على تعهد بعدم مزاولة مهنتهم مرة ثانية ، وكأنهم يريدون تذكرتنا بتوقيع التعهد السئ الصيت الذي كان مدربيهم الفاشست يجبرون معارضي البعث الفاشي بعدم مزاولة النشاط السياسي ، فوالله هذا من ذاك ولا فرق بينهما ، ويقوم فدائيو صدام ذوو القمصان السود ، بتوزيع الأنذارات والتهديدات على محلات بيع المشروبات الكحولية ، بغلق محلاتهم خلال عشرة أيام ، والذي لا ينفذ تهديداتهم مصيره القتل وحرق محله .

والغريب في الأمر ان ضحايا الأرهاب الظلامي قدموا شكاوى الى الشرطة ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، ويبدو ان هؤلاء الشرطة ايضا من نفس الميليشيات الظلامية ، والا كيف يفسر قيام هذه الميليشيات بأرتكاب جرائمها الأرهابية في وضح النهار ؟ ، وكيف تمكنت من التنقل بكل حرية رغم تواجد دوريات الشرطة والجيش ؟ ، أم ان حاميها هو حراميها ؟ وأين الخطط الأمنية التي ماانفك يتحفنا بها وزير الداخلية ؟ .

ان بائعي المشروبات الكحولية ، من الديانة المسيحية والتي يجيز دينهم لهم ذلك ، وهم يبيعون بموجب حصولهم على اجازات رسمية صادرة من الدولة العراقية ، أي بموجب القانون وبدون مخالفته ، وهذا باب رزقهم ، ومنهم من توارث المهنة أب عن جد ، فأين ذوو القمصان السود من كتاب الله الكريم الذي يقول فيه " لكم دينكم ولي ديني " .

أم هناك سبب آخر ظاهره هذا الذي يحصل وباطنه ، ان هذه العصابات الأرهابية هي اعضاء في مافيات المخدرات ، والتي راج سوقها بعد سقوط الصنم وفتح الحدود على مصراعيها مع الجارة المسلمة أيران ، حيث راج سوق المخدرات وبكل اصنافها من حبوب هلوسة الى الحشيشة والترياق ، وتجار هذه المخدرات يسوقون التبرير الغبي بأن المخدرات لم يتم منعها في القرآن الكريم ، متغابين عن الأضرار التي تسببها للأنسان وللمجتمع ، وخطرها اكثر من خطر الكحول بمرات ومرات .

أليس وزارة الداخلية معنية بشيوع سلطة القانون ؟ فلماذا ولمصلحة من السكوت عن هذا النوع من الأرهاب الظلامي ؟ فما يقوم به ذوو القمصان السود لا يختلف عن ما يقوم به الأرهابيون التكفيريون ، وكله في خانة الأرهاب ولا فرق بين هذا وذاك .



#جاسم_هداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أستحقاق وطني أم أنتخابي ؟
- ماهي المواصفات المطلوبة لرئيس الوزراء العراقي القادم ؟
- لماذا حكومة وحدة وطنية ؟
- تجفيف منابع الأرهاب .. مهمة آنية لا تحتمل التأجيل
- سنمضي الى ما نريد
- كشف حساب ...!!
- ما هكذا تورد الأبل ...
- ماهو المطلوب من لجنة التدقيق الدولية ؟
- كيف سيكون الحال ؟
- العفالقة الجدد ... ثانية
- مفارقات انتخابية
- رحمة بالعراق
- العفالقة الجدد ...؟!
- هل المفوضية العليا للأنتخابات مستقلة أم مستَغَلّة ؟
- من هي القائمة البعثية ؟
- كويتب أم فتاح فال
- حليمه ..لن تتخلى عن عادتها القديمه
- من كان بيته من زجاج لا يرم بيوت الناس بحجر
- افتراءات مزعومه ومناقشه هادئه
- الحزب الشيوعي العراقي والتحالفات الأنتخابيه


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جاسم هداد - القانون في إجازة