أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ناجح شاهين - اللغة العربية تتأرج بين موقع اللغة الأجنية والثانية














المزيد.....

اللغة العربية تتأرج بين موقع اللغة الأجنية والثانية


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5457 - 2017 / 3 / 11 - 14:41
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    



اللغة الثانية تختلف عن اللغة الأجنبية لأنها موجودة فعلاً في محيط الطفل، وإن كانت لا تستخدم في بيئته الحاضنة الأولى وفي سنوات عمره الأولى. وهنا ينبغي أن نتذكر أن اللغة الأم هي المحكية العربية المختلفة من بلد إلى بلد، أو من قرية إلى قرية ومن نجع إلى نجع. أما اللغة الثانية فهي العربية الفصيحة أحياناً، ولكنها كانت في الجزائر الفرنسية في لحظة معينة، وفي بعض التجمعات النخبوية في بلاد الشام ومصر والخليج تتسيد الإنجليزية المشهد. وتظل العربية الفصيحة اللغة الثانية في مستوى واسع من البلاد العربية، خصوصاً من ناحية حضورها في الإعلام الجاد. ولكنها يمكن أن تتعرض لمنافسة المصرية التي قد تكون "لغة " ثانية على نطاق واسع.
وفي أزمان معينة تكون احدى اللهجات العربية أكثر حضوراً بوصفها لغة ثانية نتيجة لترويجها في الأعمال الفنية. وهذا ما يحصل منذ بعض الوقت مع اللهجة السورية التي "اعتمدت" لترجمة الأعمال المكسيكية ثم التركية ثم الهندية، وهو ما جعلها رائجة بين الصبايا والشبان الصغار خصوصاً في ضوء ما تمتلكه تلك المسلسلات من جاذبية رومانسية تهز وجدان الصغار وتدفعهم الى التماهي مع البطلات والأبطال وتقليد سلوكهم وكلامهم.
ينعكس ذلك على عملية التعليم التي تنتج أنصاف اللّغويين من الذين لا يمتلكون أية لغة، وإنما يكون كلامهم هجيناً لغوياً، وهم بذلك لا يتقنون أي لغة من تلك اللغات المستعملة سواء الأم أو الثانية أو الأجنبية.
ويرى البحث في اللغات أن تعليم اللغة الثانية يجب ان لا يبدأ قبل اتقان الفرد للغة الأولى. وفي فرنسا مثلاً يكتسب الطفل اللغة الفرنسية دون نظامها الكتابي قبل المدرسة، ثم يكتسب نظامها الكتابي في المرحلة الابتدائية وبعد ذلك يبدأ التلميذ في تعمل لغة أجنبية ما.
أما عندنا فيدور الكلام عن شروع الطفل في تعلم لغتين "أجنبيتين" تقريباً في وقت واحد في الصف الأول، وهما بالطبع العربية والانجليزية. تظل العامية المحلية هي اللغة الأم في مستوى الحياة اليومية ودون أن تتدخل تقريبا بأي شكل في المستوى المكتوب والرسمي الذي يلتزم بالفصيحة التي يتكلف "الخبراء" الحديث والكتابة بها بمقدار أو بآخر من النجاح أو الفشل.
ومما يجدر التنويه به في هذا السياق أن تعلم اللغة الأم يمتاز عن تعلم اللغة الأجنبية بأنه يتم في ظروف طبيعية، فالطفل يتعلم هذه اللغة في سن مبكرة بوصفها جزءاً لا يتجزأ من نموه المعرفي والعقلي والاجتماعي والسيكولوجي، كما أنها وسيلته للتعامل مع مجتمعه والانخراط فيه، والبقاء واحداً من أفراده. والنتيجة الحتمية لذلك هي أن الطفل يتقن في نهاية الأمر لغته أيما إتقان. ولكن الأمر مختلف بالنسبة لتعلم اللغة الأجنبية؛ فدارس اللغة الأجنبية يكون قد تعلم لغته الأصلية أولا، ولذلك فإن تعلم اللغة الأجنبية ليس جزءاً أساسياً من عملية نموه ونضجه. تعلم اللغة الأجنبية لا يتم في الظروف الطبيعية التي يتم فيها تعلم اللغة الأم، لهذا يجمع المختصون في ميدان التعليم أن عامل السن يعتبر أحد العوامل الضرورية في تعلم اللغة الأجنبية باعتباره يؤثر كثيرا على سير هذه العملية. وإذا كان العديد من المختصين يؤكدون على أن اكتساب اللغة الأم يتم أكثر ما يتم في الفترة الحرجة، فإنهم يرون أن هذه المرحلة لا يصادفها المرء إلا مرة واحدة في حياته، وهذا ما يفسر الصعوبات التي تعترض الكبار في تعلم اللغة. والمرحلة الحرجة في التعلم هي مرحلة محددة من العمر بيولوجيا يكون فيها اكتساب اللغة أسهل ما يكون، ويصبح هذا الاكتساب بعدها أكثر صعوبة بكثير.
وفيما يخص اللغة العربية الفصيحة فإنها ليست اللغة الأم في الاستخدام اليومي لأي تجمع سكاني عربي. وليس هناك أي إنسان على وجه المعمورة يستخدم العربية الفصيحة في تعامله اليومي مع أي كان.
ومن المعروف أن التقاء شخصين من قطرين عربيين مختلفين يقود إلى محاولة أحدهما أن يقلد لهجة الآخر، ومن المرجح عند التقاء فلسطيني مع مصري أن الفلسطيني سيبدأ في تقليد اللهجة المصرية، ولكن الأمر يغدو أكثر صعوبة عند التقاء الفلسطيني مثلاُ مع الجزائري، هنا لا بد من اللجوء للفرنسية او الإنجليزية من أجل التواصل.
العربية الفصيحة تظل لغة غير تلقائية في وضعها الحالي، ولعل من السهل تخيل أن الناس ستضحك من أعماقها اذا ما صادفت شخصاً يعبر عن مشاعره مثلاً بالفصيحة: تخيلوا أن صبية تعبر عن حبها لفتى أحلامها بالعربية الفصيحة بدلاً من اللهجة المحكية الدارجة، لا بد أن الأمر سيغدو عملاً كوميدياً بامتياز.
ولكي نوجز القول: اللغة العربية الفصيحة هي اللغة الثانية في بعض البلاد العربية، ولكنها يمكن أن تنحدر إلى مستوى اللغة الأجنبية مخلية مكان الثانية للإنجليزية أو الفرنسية في بعض آخر. ويتطلب إنقاذ العربية وإنقاذ العلم والتعليم تمكين الإنسان العربي من لغة مكتوبة واحدة على الأقل. ولا بد أن ذلك يعني التركيز على العربية الفصيحة التي يجب الاهتمام بها بشكل كثيف بغرض أن تقترب من مستوى اللغة الأم.
ذلك يتطلب أموراً اساسية على رأسها إبعاد المنافسة في المدرسة عن العربية عن طريق وقف تدريس اللغات الأجنبية نهائياً، وتعميم استخدام الفصيحة في الحيز الإعلامي والعام عموماً قدر الإمكان.
أنقذوا العلم والتعليم والعروبة: أوقفوا تعليم اللغات الأجنبية فوراً.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دلع الولد بغنيك ودلع البنت بخزيك
- توظيف التكنولوجيا في التعليم
- الاقتصاد السياسي للأراب ايدول
- عبدالوهاب البياتي واراب ايدول
- أراب آيدول، والسيدة التي تلقي النفايات من سيارتها
- التعليم: المسافة بين الوعظ والممارسة
- أوقفوا العنف والتلقين في المدارس
- معنى كلمة يتبولون
- جنون الكون في حمالة الصدر
- استشهاد جندي اماراتي في اليمن
- الأيديولوجيا والهوية
- أفكار حول الفرق بين العلم والتعليم
- لو صرت وزيراً
- التقارب الأرثوذكسي السني
- انقاذ اللغة العربية وأمة العرب
- محو التفكير في المدارس
- افيغدور ليبرمان وجرائم النظام السوري في حلب
- أردوغان وأوباما وداعش: نهاية شهر العسل؟
- المرأة في عيون الذكر العربي
- أمريكا ملاك الموت


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ناجح شاهين - اللغة العربية تتأرج بين موقع اللغة الأجنية والثانية