قحطان محمد صالح الهيتي
الحوار المتمدن-العدد: 5456 - 2017 / 3 / 10 - 21:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد التطور الكبير في ميدان المواصلات في بدايات القرن العشرين وقبله بعقود، صارات السيارات والبواخر والطائرات هي وسائط النقل للأشخاص والبضائع؛ فتخلى التجار عن الحمير والأباعر في النقل والتنقل.
-
اعتقد التجار اليهود بأن هذه الوسائط ستخرب وسيعود الناس الى ركب الحمير وتحميل بضائعهم على الأباعر. فاشتروا جميع ما في الأسواق من أباعر أملا في عودة الطلب عليها فيحققون جراء ذلك أرباحا وفيرة.
-
ولكن الرياح جرت بما لا تشتهي السَفن. وبقيت الأباعر عالة عليهم تقتضي منهم إطعامهـا وحراستهـا والســهر عليها فتحملوا خسـائـر كبــيرة ولم تخرب الوسائط ولم تُبَعْ الأباعر. عندها سخر القوم منهم، وقالوا لكل من يخيب أمله ويُخطأ في الحساب ويوقع نفسه في ورطة يائسة: (أمل اليهود بالأباعر). فضارت مثلا عن الجري وراء أضغاث الأحلام.
-
اليوم صار من المؤكد والثابت ان مثل َ :(امل اليهود بالأباعر) لا يطبق على اليهود وعلى دولتهم لأنهم الأن يملكون زمام الكثير من الأمور على مستوى العالم في الاقتصاد والعلوم والسياسة. بل صار مثلا لنا نحن الباحثين عن الأمل فيمن يحقق لنا بعضا مما نريد دون مراوغة أو مصلحة أو منفعة.
-
ولي مع هذا المثل قصة تجري أحداثها هذه الأيام. سأرويها لكم لاحقا لأنها قصتي وقصتكم فيما يتعلق بتعويض كل منا عما لحقه من أضرار وما أصابه من خسائر بسبب العمليات الحربية والإرهابية، وما يعانيه من (بلاوي) لإكمال معاملة التعويض وما يرافق ذلك من فساد ورشىً تدفع لهذا الشرطي ولذلك الموظف كي يسهل أمره، فيصبر ويصابر وما عليه إلا أن يدفع (المقسوم) وله في كل هذا أمل مثلما هو (أمل اليهود بالأباعر).
#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟