أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم الجوهري - عبور الوزير بين القادسية والأمل














المزيد.....

عبور الوزير بين القادسية والأمل


حاتم الجوهري

الحوار المتمدن-العدد: 5456 - 2017 / 3 / 10 - 21:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مؤخرا قام زير الإسكان بزيارة لمدينة العبور الجديدة، التي تقع على طريق مصر إسماعيلية الصحراوي، وخص بحديثه جمعية القادسية وكذلك الأمل، بعد أن قام حديثا بمجموعة من الإزالات وأدلي ببعض التصريحات اليوم الجمعة 10مارس 2017 بجريدة اليوم السابع؛ في ظاهرها الرحمة والعدل وفي باطنها العذاب والتجاهل، تصريحات تعميمية دون خطوات حقيقية استجابة لمطالب جماهير الملاك الصغار!
بدأت الأزمة بقرار جمهوري قديم عام 2009 بضم جزء من مدينة القادسية وفق إحداثيات ضمت جمعيات أخري، لمدينة العبور الحالية، ثم صدر قرار جمهوري رقم249 لسنة2016 بإنشاء مدينة عمرانية جديدة باسم "العبور الجديدة"، تضم جمعيات القادسية والأمل والطلائع وعرابي وغيرهم.
خصوصية مشكلة القادسية أكثر عمقا! خصصت أرضها بغرض الزراعة لجمعية كان على رأسها أحد أعضاء مجلس الشعب، وخصص لكل عضو في الجمعية خمسة أفدنة، ولكن بالطبع لم تكن الأرض تصلح للزراعة! وسرعان ما نشط أعضاء الجمعية تحت مرأي ومسمع من الدولة في الجرائد الرسمية والقنوات الفضائية، لتقسيم وبيع أرضهم كقطع للبناء!
وحصل المتنفذون من الشركات العاملة هناك على رخصة ببيع الأرض كمباني في مقابل مبلغ زهيد للمتر 2ج (جنيهان)، وقامت تلك الشركات التي في حقيقة الأمر هى واجهة لأصحاب النفوذ، ببيع الأرض للناس منذ مدة تزيد على 12عاما بمبلغ للمتر يتراوح من 110 إلي 140ج تقريبا (خاصة في تقسميات شهيرة مثل مصر للطيران ومصر للبترول)، أي باعوا الأرض للناس بمتوسط تقريبي يساوي ستين ضعف السعر الرسمي الذي اشتروا به!
والطامة الكبري، أن السيد الوزير بعد أن شكل لجنة لإعادة تسعير الأرض، خاصة للأرض الزراعية التي لم ترخص للبناء، قام بالتواصل مع شركات النفوذ القديمة التي تربحت ودفعت في المتر جنيهين لتحويل النشاط لمباني، بأن تبلغ تلك الشركات عملاءها بأنهم سيدفعون مبلغا جديدا في ضوء إعادة التسعير! رغم أن الأرض مرخصة مباني بالفعل! والأرض المماثلة غير المرخصة كمباني في تلك الفترة كان المتر يباع فيها بخمسة جنيهات او عشرة جنيهات، حيث يريد السيد الوزير أن يتعامل مع تلك الشركات كوكلاء للجباية عنه، بدلا من أن يحاسبهم هم، ومن وافق لهم على شراء المتر بجنيهين، ليبيعونه للناس بستين ضعفا!
عذرا سيادة الوزير، القرار الجمهوري لم ينص على أن تضع يدك في يد أصحاب النفوذ، وتتفاوض معهم بألا تحملهم فرق سعر ما اشتروا به قديما، وأن تنقل الحمل للبسطاء الذين اشتروا قطعة أرض صغيرة، ولم ينص القرار على ان تضع سلطتك في يد الشركات، بعد أن قدم المشترون أوراقهم في جهاز العبور القديم، ولا تجبرهم على تقديم خريطة معلنة للتقسيمات بأسماء الملاك عليها، ليراجعها صغار المشترين ويكشفوا تلاعب الشركات كما ذاع مؤخرا..!
معالي السيد الوزير المحترم؛ برجاء الالتفات في حملة الإزالات بالقادسية؛ للأرض خارج التقسيمات التي وضعت الشركات يدها عليها وباعتها في المسافة بين الطريق الموازي لسور الطلائع الخلفي وبين الطريق الأسفلتي، ورجاء عدم تجاهل مباني أصحاب النفوذ التي أقيمت هناك في حملات الإزالة القادمة! فيسار الطريق كان حرما للطريق والمباني عليه مخالفة ويجب ان تتحمل الشركات تعويض من باعت لهم بسعر اليوم! والتوجيه بوقف صراع المصالح بين جمعية القادسية الأم وبعض الشركات المتنفذة.
سعادة الوزير المحترم نرجو مراعاة أن صغار الملاك في القادسية والأمل هم من فقراء الشعب؛ وأن يكون سعر تحويل النشاط للمتر الزراعي الذى لم يرخص قديما، موضوعيا فى سياق الدستور بتوفير أرض السكن للمصريين خاصة محدودى الدخل. ونطالب بعدم اتخاذ أي إجراء في الأرض، قبل إجبار الشركات على تقديم خريطة كاملة للتقسيمات بأسماء الملاك، ويحال لمباحث الأموال العامة وتصادر أملاكه فورا من يثبت تلاعبه في حقوق البسطاء وصغار الملاك. ونطالب بعدم إجراء أي إزالات جديدة قبل تحديد سعر عادل لتعويض الملاك. ذلك إن كنت تريد العدل وتعمل به.
لقد اشتقنا للوزير السياسي الذى يتفهم المرحلة الحرجة للبلاد ويسعي للمستقبل بحسه الجماهيري، لا الوزير التكنوقراط الذى يتعامل بمفهوم الجباية والأرقام، ولا يملك القدرة على مواجهة شبكات المصالح، ولا ينحاز للمواطن وحقه في السكنى كحق أساسي في الحياة.



#حاتم_الجوهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارك المفتعلة والحق الضائع في أرض القادسية
- سارتر والدور المزدوج فى الثقافة الصهيونية
- العبور الجديدة وأزمة المسئولية السياسية
- مستويات التعامل مع نصوص الفلسفة السياسية: تأملات سارتر لليهو ...
- سارتر والصهيونية ومعارك الديناصورات القديمة
- سارتر وبنيته الوجودية لتبنى الصهيونية
- نبوءة خراب الصهيونية: مدخل الفكرة والفكرة النقيض
- اليهودى الأبيض أم اليهودى الأصفر فى إفريقيا!
- البطل المتكيف ونظرية الفن فى الدراما المصرية
- نقد مقاربة سارتر للمسألة اليهودية: الشعب الترانسندنتالى
- الحرية الحائرة: سارتر بين الصهيونية والعرب
- متى تعامل لينين مع الصهيونية كطليعة ماركسية: فى مراجعة المسل ...
- المصريون وعلم نفس التحرر: أزمة الموضوعية والذاتية
- رد مزاعم الاستلاب للصهيونية: يوسف زيدان وواقعة الإسراء نموذج ...
- قبل الانفجار: أزمة الذات الافتراضية وتحول آليات التواصل الاج ...
- المتغير المجتمعى والاستجابة السياسية: مستقبل البلاد والثورة
- تفكيك الأبنية المعرفية لمقاربة يوسف زيدان والأقصى
- الخطاب السياسى وأزمة الانفصال عن الواقع
- الدين والدين السياسى: قراءة فى تحولات المقاصد
- الانتفاضة الثالثة: بين خراب الصهيونية وإكسير الثورات


المزيد.....




- لبنان يعلن الحداد 3 أيام على نصرالله.. وميقاتي يدعو لانتخاب ...
- الحوثيون: قصفنا مطار بن غوريون أثناء وصول المجرم نتنياهو إلي ...
- اغتيال إسرائيل لنصر الله.. مخاطر التصعيد الإقليمي
- إيلون ماسك يظهر بفيديو ينتقد فيه الذكاء الاصطناعي بقسوة
- طرابلس اللبنانية تستجيب لأزمة النزوح بحملة تطوع محلية
- خبراء: الاغتيالات تعكس خرقا أمنيا خطيرا ورد الحزب لم يرق لحج ...
- أيمن زيدان يعتذر عن عدم تكريمه بمهرجان الإسكندرية تضامنًا مع ...
- من سيخلف حسن نصر الله؟
- واشنطن تدعو موظفين في بعثتها الدبلوماسية في بيروت إلى المغاد ...
- دول أعلنت الحداد على نصر الله


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم الجوهري - عبور الوزير بين القادسية والأمل