أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بدر الدين شنن - مصباح يسرى إلى يسرى الإبراهيمي














المزيد.....

مصباح يسرى إلى يسرى الإبراهيمي


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 5455 - 2017 / 3 / 9 - 14:27
المحور: الادب والفن
    


ما أن استراح أمجد قليلاً من تعب مسافة الطريق .. سأل صاحبه .. كعادته .. ما الجديد في أحواله وكتاباته .. أجابه منير والأسى باد على وجهه وفي صوته ..
- إنها قصة حب ..
- وما عنوانها ؟
- مصباح يسرى ..
- يعني أنت أحببت يسرى؟ ..
- نعم يا صديقي أحببتها .. ولا أعرف نوع هذا الحب .. هل هو تقاسم التعاطف والحنو المحيط بي معها .. ربما ..
- رغم كل الفوارق التي ذكرتها بينكما ؟ ..
- نعم رغم كل الفوارق .. التي تحتاج إلى المعجزات لاجتيازها . أهمها فارق المكان .. هي في إفريقيا وأنا في أوربا .. وفارق الآلام ونوع الوحوش التي تنهش بجسدينا .. وفارق العمر .
- وكيف انتشر هذا الحب في قلبك ومشاعرك ؟ ..
- إنني لم أشاهدها .. سوى مرة أو مرتين ، عبر شاشة التواصل الاجتماعي .. كانت تنظر إلي .. وتحاول أن تعبر عن تشبثها بالحياة .. وتعبر عن أن شذرات من عواطفي نحوها قد وصلتها .
لم أسمع أنينها .. ونحيبها .. قط .. وإنما عشتها بحنيني ومشاعري .
إنه حب .. مثل حب القصص الشعبية .. الذي لا يحتاج للقاء ، ولا لإغراء .. لينشأ بين اثنين ..
ومثل حب الأسطورة .. الذي تصنعه اللا وقائع .. وإنما يصنعه أحياناً .. العجز .. والحرمان .. والطموحات .
- ومتى نشأ هذا الحب الأسطورة ؟ ..
- كانت البداية في اتقاد مشاعري نحوها .. لما علمت من ذويها .. أنها وقعت بين أنياب الوحش .. الذي يجتاح العالم دون مواجهة ناجعة ..
فأحزنت حزني .
وأوجعت أوجاعي .
وعمقت جراح قلبي .

ولما علمت أن زيت مصباحها الفتي .. يحترق متسارعاً .. وراح النور يخبو من حولها .. ويحجب رؤى الرجاء .. ويغلق الأفق .. في أعماقها .. وأعماق الأقارب المحيطين بها .. وصارت ضحكاتها .. وألعاب المراهق العبثية المعروفة بها .. صارت أنات تحاور الألم بلا إيقاع ..
هممت لألقاها .. لأحرق المسافات والفوارق التي تباعد بيننا ..
لأمنحها ما تبقى من قطرات من زيت مصباحي .
فخذلني ..
بعد المسافة البعيد ..
ونضوب الطاقة في جسدي ..
ونضوب القدرة على مقاومة الوحش المبتلية به..
ووجدت أن كل ما عندي قد جف ..
بكيت حتى نشفت الدموع في عيني ..
وبكى قلبي ..
وكاد أن يتوقف .

وتذكرت الضحايا التي يعرضها الإعلام أحياناً ..
وهي طريحة الفراش .. تئن من شراسة الوحش ..
وليس من من يسمع
وخاصة الأطفال والفقراء المحرومين من العلاج والدواء المستحق ..
ما يؤدي إلى أن يقتل الوحش الأطفال يسحقهم ..
كما تسحق براعم الزهور قبل تفتحها ..
ويغلق باكراً .. أمام الملايين .. أبواب الحياة بكل ما فيها من السعادة والفرح .
واشتعل قلبي احتراقاً .. وأسفاً .. وأسى .

وذاب كل ما تبقى في مصباحي من قطرات قليلة .. كنت أريدها لها .. لعينيها .. لأيام أخر من عمرها .. تعوض لها بعض الدواء المفقود ,, والرجاء المتضائل .. مع ضمور جسدها الفتي .. الذي لم يحظ بالحب المشتهى .. والعناق المرتجى ..
- وماذا فعلت من اجلها ؟ ..
- لم أملك سوى كلمات ، مكتوبة بمداد الحنو والشوق والأمل .. قلت فيها ..
حبيبتي يسرى .
إن عز العلاج .
وشح الدواء .. تخلفاً .. وفقراً ..
وصار الطبيب شريك الوحش بإهماله وتردده ..
فالشباب عندك يقاوم ..
وسيقاوم ..

لقد بدات ترسلين التحيات مثل قطرات الندى الحلو .. لمن جفت مصابيحهم .. أو كادت .. وكنت أنا في ذاكرتك الوفية .. تسألين عني .. وتئنين .
وهذا انبل العطاء من إنسان مثلك وفي ظرفك ..
وفي رحم هذا العطاء .. تنمو بذور البقاء .. والأمل برؤية .. أصباح .. ومساءات الأيام .. وتمددينها .. وتزينيها .. وتعطريها .. بمسك الأمنيات المشرعة ..
ومن تعطي ولو قليلً من النور لمصابيح اليائسين .. تملك مفاتيح الضياء الذي ينير حياتها التي عاشتها وستعيشها .

- وكيف هي الآن .. وما هو مصير مصباح الحب الأعجوبة ؟ ..
- إننا .. أقصد أنا وهي .. نقاوم .. ونقوم بالتواصل الحزين .. لعلنا نبعد أو نقهر الوحش.. هي كما علمت تأمل بتحسن ولو قليلاً في وضعها .. لتعود وتدق باب الجامعة مرة أخرى .. وأنا كما تعرف أقاوم بالقلم وهذا أضعف الإيمان .. ضد حرب الوحوش على بلدي



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم تجديد نضال المرأة الاجتماعي والوطني
- هل يجلب هذا الرجل المختال السلام لسوريا ؟
- المعارضة في الزمن الأميركي الجديد
- آفاق معركة الشعوب مع - الترامبية - الأميركية
- الشعب السوري هو صانع الدستور
- أخي السوري ارفع رأسك - إلى الفوعة وكفريا
- هل تنجح - أستانا - وبعدها إلى جنيف ؟
- فرصة الشرف
- ثيران بلفات .. وأشياء أخرى
- كل عام وأنت بخير يا حلب
- في التحرير والتسوية والطبقات الشعبية
- الاستحقاق السياسي المطروح بعد تحرير حلب
- حلب تنتصر .. وستكمل الطريق
- العقيدة السياسية ومسؤولية تحرير الوطن وحمايته
- حلب تتحرر .. وتتوحد ... ( مرة أخرى )
- بين نداء السلام وقذائف القصف الوحشي
- كل ما في الأمر
- الطريق إلى عرش الشيطان
- الحل السياسي ليس الآن .. سوريا إلى أين
- المرآة الكاذبة


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بدر الدين شنن - مصباح يسرى إلى يسرى الإبراهيمي