فارس حميد أمانة
الحوار المتمدن-العدد: 5454 - 2017 / 3 / 8 - 14:50
المحور:
الادب والفن
في المقهى العتيق
( 1 )
لم يكن هذا الصباح
كتلك الصباحات التي مضت
فما إن أنصت قليلا
حتى سمعت أصوات خطى العاشقين
كساعة حائط
تتك على رصيف غارق
بحبات المطر
ومازلت
- أنا الغارق في عتمة المكان -
أتقن من زاوية المقهى العتيق
اصطياد لحظات
أتابع ترتيب الحروف خلالها
صانعا بين فينة وأخرى
بيت شعر
قد أنهي فيه قصيدتي
تلك التي ستسرق من بين شفتيك بسمة
لا تشبهها
حتى وجوه العصافير
( 2 )
أعاود
– مسترقا النظر للون عينيك -
قراءة النص
ممعنا في مقعد
تجلسين عليه
كما اعتدت كل صباح
محدقة بحبيبات مطر
تنزلق فوق الزجاج البارد
كسولة
متعبة
ما زلت
– وأنا أيضا –
تنتمين لشغف الحروف الموجع
ولهذا المقهى العتيق
كما تنتمين لعشق السفر لهاثا
وراء مرافئ قديمة كأنها الزمان
لكن ليس بعيدا
فلابدّ من إياب
نترك الجنون فيه وحيدا
( 3 )
ممعنا
في عري ذراعيك
ومشتهيا
- فوق دفء جيدك –
غفوة لا تطول كثيرا
أتابع الكتابة
منهيا احتساء قهوتي
تلك التي لونُها
بلون جفنيك
#فارس_حميد_أمانة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟