أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - يوسف وهبي - عشية الثامن من مارس.. تحرر المرأة رهين بتحرر المجتمع














المزيد.....

عشية الثامن من مارس.. تحرر المرأة رهين بتحرر المجتمع


يوسف وهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5454 - 2017 / 3 / 8 - 03:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


"جمعة"، امرأة من واقع البؤس اليومي

"جمعة" امرأة مغربية متزوجة ولها ثلاثة أبناء (12 سنة، 4 سنوات، سنتان ونصف) -زوجها عامل زراعي-، عاملة زراعية بإحدى ضيعات "مريسا" التابعة للشركة الاستغلالية "أزورا" بمنطقة اخميس أيت عميرة إقليم اشتوكة أيت باها. يبتدئ يومها عند استيقاظها حوالي الساعة الرابعة صباحا، لإعداد وجبات اليوم الغذائية. توقظ طفليها الصغيرين وتهيئهما ليوم شاق ومتعب، بعيدا طبعا عن توصيات المنظمات واللجان الوطنية والأممية. تتوجه بهما عند سيدة تعمل مربية وحاضنة للأطفال، أغلب أمهاتهم يعملن عاملات زراعيات مقابل 200 (مئتين) درهم كل 15 يوما. وهو ما يتزامن مع استخلاص أجرتها نصف الشهرية. تلتحق بعد ذلك بعملها بالضيعة المذكورة عن طريق شاحنة لحمل العاملات الزراعيات عند الساعة السابعة صباحا. يحدث بعض الأيام أن تتأخر عن العمل، فتحاول اللحاق بالضيعة عن طريق "خطاف"، وذلك لتجنب التأنيب والتوبيخ من طرف مرؤوسيها وعدم الاقتطاع من "المنحة" نصف الشهرية والمقدرة ب 150 درهما. وهذا بالإضافة لاجتهادها في العمل بما يبتغيه رؤساؤها وتحقيقها للمردودية المسطرة سلفا من طرف الإدارة.
تنهي السيدة "جمعة" عملها في الساعة الرابعة بعد الزوال، لتبدأ يوم عمل ثان من داخل نفس اليوم، والمرتبط بالأعمال المنزلية والاعتناء بالأطفال الثلاثة والإعداد لوجبة العشاء للزوج العامل الزراعي الذي يعمل منذ الثامنة صباحا إلى حدود الحادية عشرة ليلا، تتخللها ساعتا راحة من أجل وجبة الغداء. يحدث طبعا أن يمرض أحد أفراد الأسرة ويفرض عليها ذلك التفرغ القسري للعناية به، مجبرة طبعا على تقديم شهادة طبية لإدارة الضيعة. وإلا ستتعرض للمساءلة والتضييق الذي قد يصل الى الطرد من العمل. لا يفوتني التذكير بأن المستوصف الوحيد بمنطقة اخميس أيت عميرة يقدم "خدماته" إلى حدود الساعة 12 زوالا، أو ما معناه أربعين تشخيص حالة مرضية. وهو ما يجعل أغلب المرضى وذويهم يتوجهون للمستشفى الإقليمي لمدينة بيوكرى.
يحدث للسيدة "جمعة" أن تنزوي في مكان في البيت وحتى في مكان بمقر العمل وتبدأ بالبكاء، وهو شكل من أشكال التفريغ وترميم الروح والجسد المنهكين..
هكذا هي الحياة اليومية للعاملة الزراعية "جمعة" ولأغلب النساء بالمنطقة، العاملات الزراعيات. يوم الراحة الأسبوعي الخميس، والذي يتزامن مع السوق الأسبوعي للمنطقة يتكفل الرجل/الزوج، بقضاء الحاجيات المعيشية، فيما تعنى المرأة/الزوجة بالأطفال والأشغال المنزلية من تنظيف وما شابهه..
إنه واقع الاضطهاد والاستغلال وكل أشكال التمييز الطبقي الذي تتعرض له الطبقة العاملة وضمنه المرأة ذات الحضور البارز في العملية الإنتاجية وبكل مستوياتها، وذات الحضور أيضا في كل معارك وتضحيات أبناء شعبنا. وإذا أضيف التحرش والاستغلال الجنسيان الى هذا الواقع المر، فالمصيبة أعظم..
أيننا من تخليد اليوم العالمي للمرأة (08 مارس)؟
أيننا من المنظمات النسائية الوطنية والدولية، ومن أنشطتها بالفنادق الفخمة؟
أيننا من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تشنف بها مسامعنا في كل مناسبة؟
أيننا من الشعارات البراقة (المساواة، المناصفة، مقاربة النوع...)؟
وأخيرا، ما العمل..؟
أليس تحرر المرأة رهين بتحرر المجتمع؟



#يوسف_وهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البديل الجذري يفضح النهج الديمقراطي
- عندما يشتد السعار وينفجر الحقد
- شبكة -ديمقراطية- بالمغرب لتملق وتزكية -كوب 22-
- ملحمة أنوال التاريخية
- كلمة وفاء في ذكرى استشهاد مصطفى الحمزاوي..
- في ذكرى الشهيد محمد كرينة: لا يكاد يجف دم شهيد حتى تسيل دماء ...
- يوم الأرض الفلسطيني ( 30 مارس): الخلفية والدلالات، وأشياء أخ ...


المزيد.....




- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - يوسف وهبي - عشية الثامن من مارس.. تحرر المرأة رهين بتحرر المجتمع