أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - المنطقة الرمادية في رؤية حقوق المرأة الفلسطينية














المزيد.....

المنطقة الرمادية في رؤية حقوق المرأة الفلسطينية


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5453 - 2017 / 3 / 7 - 22:45
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



في الثامن من آذار عام 2009، قام الرئيس محمود عباس بتوقيع قرار انضمام فلسطين إلى اتفاقية سيداو من طرف واحد، ولكن مصادقته لم تُستكمل بالإجراءات الأصولية المتبعة، حيث لم تُودَع المصادقة لدى الأمين العام للأمم المتحدة، ولم تُنشر بالجريدة الرسمية.

وفي نيسان 2014، قام الرئيس بالمصادقة على اتفاقية القضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة مع ثماني عشرة اتفاقية دولية، دون إبداء تحفظات عليها، وأحدثت المصادقة الأثر اللازم، محطة فارقة في النضال النسوي الفلسطيني الاجتماعي، حيث أعدت فلسطين التقرير الأول حول «سيداو»، والمجتمع المدني يجهز تقرير الظل، حيث استكملت الحكومة جميع الإجراءات المتبعة حسب النظم النافذة لدى الأمم المتحدة، إلا أنها لم تستكمل واجبها نحو نشر الاتفاقية في الجريدة الرسمية.

جدير بالذكر أن الدول المنضمة إلى «السيداو»، تقدِّم نفسها طواعية للالتزام بمبادئ الاتفاقية، والتجاوب مع تلبية استحقاقاتها وأهمها وأولها مواءمة قوانينها وسياساتها وفقاً لنصوصها، ترجمةً لرؤيتها لطبيعة هويتها الديمقراطية من جهة، ورؤيتها للنظام الذي تنشد بناءه، وعكس نتائج تقييمها للواقع الاجتماعي بهدف جَسْر الفجوات.

لهذا تكتسب عملية رقابة ومتابعة ارتفاع أو هبوط مؤشرات الاستجابة لحقوق المرأة قياساً بخط الحقوق المتساوية أهمية استثنائية، لجهة ثباتها ودلالات تحليلها، انطلاقاً من حقائق تنتصب أمامنا بقوة؛ ذلك أن الحقوق المكتسبة ليست نهائية في المجتمعات العربية، لأن التراجع عنها يتم بسهولة، بسبب النظرة السطحية لعملية التغيير ومتطلباته، ولغياب الإرادة على السير نحوه دون تردد، وهو الأمر الذي أدّى إلى نشوء بسبب وجود المناطق الرمادية في الفكر والممارسة، الفكر الإصلاحي المهادِن والمساوِم؛ يتبين صعوبة المسار أمام النفاذ، وأمام رحلة التغيير الاجتماعي المنشود ومقاربة المرجعيات المنصوص عليها في وثيقة الاستقلال على وجه الخصوص، وعلى مبدأ المساواة كما جاء في القانون الأساسي.

ستظهر المناطق الرمادية خلال عملية المواءمة إن قُدِّر لها البدء بالخطوة الأولى نحو المواءمة، سيظهر خط الاعتراف الشكلي بحقوق المرأة ومصداقية تجسيدها على أرض الواقع. وفي الازدواجية سيظهر خط إنتاج المناطق والمواقف الرمادية، في موقف الحكومة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني وصولاً إلى مواقف المؤسسات النسوية، ستظهر الفجوات بين المواقف الجذرية والمواقف السطحية المهادنة.

الخروج من المنطقة الرمادية يتطلب الخروج من الأوهام: وَهْم التعويل المسبق على موقف النظام السياسي، على اعتبار أنه خرج من رحم منظمة التحرير الفلسطينية ذات الهوية العلمانية. والخروج من وهم إعطاء صفة التكامل بين موقف المجتمع المدني، الحقوقي والنسوي؛ وبين موقف المجتمع الرسمي، على صعيد الفهم المشترك لتطبيق جوهر «سيداو»، والرؤية والتفاهم المشترك لحقوق النساء ومفاهيم المساواة والعدالة الاجتماعية، مغادرة التردد باتجاه حاسم، قبل توصيف العلاقة بالتكامل، لا بد من الاطمئنان إلى أن أساس الاتفاقية وجوهرها قائم على المساواة ونبذ التمييز، وأن إنتاج تقريرٍ جيِّد لا يعني تطبيقاً جيِّداً، فالحَمْل قد يكون كاذباً!

الخروج من المنطقة الرمادية يتطلَّب استكمال المتطلبات الإجرائية، نشر الاتفاقية في الجريدة الرسمية بموجب القانون رقم 8 للعام 2008 حتى يكون «التنفيذ بمواجهة الكافّة».

الخروج من المنطقة الرمادية يتطلب التوقيع على البروتوكول الاختياري الإضافي، الذي يمكِّن المرأة من تقديم الشكاوى للجنة سيداو وبما يوصل النساء كأفراد إلى العدالة، في ظل ثقافة تكبح عجلات وصول النساء إليها، باعتبار أن أمرها ومصيرها ليس بيدها، ثقافة التملك والولاية.

الخروج من المنطقة الرمادية يتطلب تهيئة البيئة المجتمعية، استيعاب آثار عملية التوقيع والتطورات التي ستترتب عليها، الخروج من النظر للمصادقة على أساس أنها مجرد «مكياج أو ديكور»، عوضاً عن ملامسة الواقع وإيجاد الحلول لكثير من القضايا المتعلقة بعدم تجزئة الحقوق.

الخروج من المنطقة الرمادية يعني استمرار المشاورات بين الحكومة والمؤسسات الحقوقية والنسوية حول السياسات التي تفضي إلى المواءمة، وقائمة المنطلقات التي ينبغي أن يُدار حولها الحوار وتتأسس عليها رؤية المواءمة، وفي مقدمتها هوية الدولة التي وضعت أساساتها وثيقة الاستقلال، وإقرار الدستور الضامن للحريات العامة والخاصة وسموّ منزلة المصادقة على المواثيق الدولية على القوانين المحلية.

وللمقال بقية



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجربة المرأة الفلسطينية في تطبيق قرار مجلس الأمن 1325
- من -مخيم قلنديا- خرجت جنازة للمفاوضات
- كسر الجمود والتطبيع
- تقدم نسبي على مشاركة المرأة في المجالس المحلية الفلسطينية..!
- القوائم النسوية في انتخابات المجالس المحلية
- نطفة تهرب من السجن
- الانتخابات المحلية ما بين التجارب السابقة والانتخابات القادم ...
- عرفات يُقتل لكنه لا يموت..
- المرأة المصرية: السماء لم تعد تمطر ذهبا ولا فضة
- رنا: حكاية وطن جاءها في حقيبة
- عندما تحل ذكرى -ريشيل كوري-
- تماهي الهوية الفكرية اتجاه المرأة في الاحزاب
- استبعاد المرأة عن لجان المصالحة وتفعيل منظمة التحرير
- المراوحة النسائية والثورة على الذات
- الخلاف بين جيش الاحتلال والمستوطنين!
- حلقات العنف المتدحرج في المجتمع الفلسطيني
- النصف الفارغ من كوب المرأة
- الحزن والفرح في فلسطين
- نصف -دزينة- من النساء
- خطاب الرئيس: الى نيويورك


المزيد.....




- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - المنطقة الرمادية في رؤية حقوق المرأة الفلسطينية