أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فلورنس غزلان - المرأة في يومها العالمي :














المزيد.....

المرأة في يومها العالمي :


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 5453 - 2017 / 3 / 7 - 19:57
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ا

عن أي النساء نتحدث؟ مادامت المرأة في بلادي تعاني أهوالاً لايمكن لعقل أن يستوعب قدراتها على البقاء حية متمسكة بالحياة ، تبحث عن بصيص أمل يجعل من حياتها طبيعية غير مهددة في كل لحظة ، المرأة في بلدي تعيش بالصدفة ، ومازالت ترضخ لقوانين عفا عليها الزمن ، تعيش حرباً تتخذ منها وقوداً وضحية، بل وسيلة للضغط والإكراه ، كما تسلبها كل ماتملك وما تحب ...من زوج وابن وبيت ، تحولها إلى أب وترمي على كاهلها مسؤولية أسرة ...
كنا في السابق نرفع الصوت لإنصافها من القوانين، التي تستلب كينونتها في المجتمع وتحرمها من حقها في حياة عزيزة ,,مساوية للرجل في العمل والحياة الاجتماعية و السياسية، والأهم التمييز الذي يمارس عليها في قوانين الأحوال الشخصية وقانون العقوبات ...التي تميز بين الرجل والمرأة في مجتمع ذكوري طاغِ ومسيطر على مفاتيح القانون والعدالة ...ناهيك عن دوره في عادات وتقاليد تخلط بين الدين وماهو متعارف عليه من تقاليد ...تساهم جميعها في استلاب المرأة ..وتشييئها ودونيتها. وكل ما يزعمون أنه مكتسبات نسوية ، ماهو إلا لذرالرماد في العيون وعبارة عن صورة وشكل ديكوري للمشهد العام في ظل حكومات ديكاتورية تسلب المرأة أضعاف ما يتعرض له الرجل من انتهاك لحقوقه ومواطنته و إنسانيته .
جاءت الثورة ...وبعد ستة أعوام من مخاض لم يولد عنه إلا الألم والحزن ومزيد من التشظي المجتمعي والتدهور المعاشي ، واللجوء ...يرادفه تدويل القضية السورية لدرجة أن أي حل في الأفق لن يتم إن لم يترافق مع توافق على نفوذ للدول المتدخلة في وضع معقد، بل ازداد تعقيداً بفضل هذه التدخلات...وبانتظار هذا الحل الدولي ..تقبع المرأة في كهف آلامها تلملم جراحها ..لتنجو مع أطفالها من الجوع، والموت المتربص بها حتى في بلاد اللجوء ...فأي كرامة للاجيء أو لاجئة، وأي قدرة لامرأة هربت من قذيفة لتواجه بقذائف المساومة على كرامتها وشرفها وعلى حياة أبنائها من أجل لقمة عيش ، ولو تجرأت وخاضت ــ ككثيرمن نسائنا ــ..دورا مشرفاً في الثورة فعليها مواجهة القمع والسجن والتعذيب والتغييب والأصعب منه ...الاغتصاب.
في مثل هذه الظروف يصبح الحديث عن حقوق وقوانين للمرأة ...نوع من القفز على واقع لا دور للمواطن فيه إلا أن يكون مقاتلا ، أو لاجئاَ أو سجيناً ، أو قتيلا ، أو ينتظر مع المنتظرين ممن لاصوت لهم ، لأننا أصلا بلا وطن ، بلا حكومة ...تعيش فيها المرأة ظروفاً ــ نتمنى أن تكون استثنائية ومرحلية ــ، يمكننا الحديث عنها حين يستتب الأمر ويصبح الأمل في الخلاص قاب قوسين منا...سنناضل حينها ليكون للمرأة صوتها ومكانها في وضع دستور للبلاد ينصفها ويرفع من منسوب دورها ومساهمتها في بناء الوطن من جديد.
ففي سوريا تخضع المرأة لسياط متنوعة تختلف حسب المنطقة والمكان ، الذي تتواجد فيه قبل أو بعد الثورة، في داخل البلاد كمُهجَّرة أو خارج البلاد كلاجئة ، تخضع لسلطة النظام أم لسلطة داعش، تحكمها محاكم شرعية هنا وهناك أم إدارات ومحاكم صورية تسيربعصا السلطة وتشبيح أزلامها..في ظل هذا التنوع من محاكم العسف ..تلوذ المرأة في قفص الثياب ...التي تلف جسدها ووجهها ..تخفي فقرها وعوزها أو تداري قانوناً يشيطنها، أو تُساوَم على جسدها لإلقاء القبض على ابن أو زوج..أو تستغل كجسد حين تقع في قبضة طغاة أو تجار رقيق لايرون فيها إلا موضوعاً لإشباع حيوانيتهم...
كم من القصص سنروي؟ لن تتسع المجلات والمواقع والكتب لآلامنا ، وستظل السنين القادمة حافلة ومحملة بغصات النساء والأطفال، الذين ضيعتهم الحرب ،هرست إنسانيتهم وقضت على مستقبلهم ...سنجد أنفسنا أمام قِيَم جديدة ، ونُظُم مختلفة، وأجيال تعرفت عن كثب على العنف وعاشته ...فغدا جزءاً من ثقافتها ، تعاركت مع الموت ، فإما هزمها أو هزمته...
يوم المرأة العالمي يدفعنا مرغمين لتذكر "يوم البعث " الذي أدخل العسكر على حياتنا وأنموذج من ديكتاتورية عائلية سلطانية ملكية ..لاترى في الشعب إلا رعايا وعبيد ..يوم المرأة السورية يكون ويتكرس حين تتحرر سوريا من أغلال الأسرة الأسدية والداعشية ...وكلاهما صنوان..سيكون للمرأة السورية ميلادها ..حين تقف بساحة المرجة رافعة علم الحرية ...مساهمة عن كفاءة وجدارة بوطن حر ديمقراطي ينصف المواطن والمواطنة...دون تمييز للون أو جنس أو مذهب.
إلى كل امرأة سورية في خارج البلاد أو داخلها ...إلى المعتقلات السوريات ...إلى القابضات على الجمر من أجل الحياة ...نرفع تحية إعزاز وإكبار ..ولا أشك أن دورك آتٍ لاريب فيه.
فلورنس غزلان ــ باريس 07/03/2017



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفضل أن أكون :
- نحن والإرهاب والعالم :
- نحن والميلاد:
- المرأة ، الإسلام والعنف :
- انحسار الوطنية وبروز المذهبية والقومية-
- دور الأنتلجنسيا السورية :
- حروب ودعدشات:
- إليكم يا أولاد الستين ...(........)!
- كلاهما يخشى الآخر ويوجه له أصابع الاتهام:
- الكراهية والحقد لاتقاوم التقسيم:
- خمسةعجاف والحلم باقٍ :
- خذوا سوريا ودعوا أوكرانيا:
- دواعشهم ودواعشنا:
- لماذا ستفشل حربكم على - الدولة الإسلامية- إن لم ....
- ربي مختلف عن ربكم، لكم دينكم ولي ديني
- ماذنب اللغة حين تُستَعبَد؟
- أرفع قبعتي لك يابوتين، فماذا يخفي هذا الوضوح؟
- سوريا مسرحاً لصراع قديم جديد روسي أمريكي
- إن لم تستحِ ، افعل ماشئت
- في السياسة:


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فلورنس غزلان - المرأة في يومها العالمي :