أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زينة أوبيهي - اليوم العالمي للمرأة: سأحدثكم عن أمي














المزيد.....

اليوم العالمي للمرأة: سأحدثكم عن أمي


زينة أوبيهي

الحوار المتمدن-العدد: 5451 - 2017 / 3 / 5 - 22:48
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



الكل (نساء ورجالا) يتحدث عن المرأة وينظر اليها من مختلف الزوايا. وبدون شك نالت المرأة من "الاهتمام"، خاصة كجسد وعبر التاريخ، أكثر مما ناله الرجل. إلا أن هذا الاهتمام في تنوعه، قليلا ما أفاد المرأة وقضية المرأة، خاصة في بعدها الطبقي، حيث تحررها الحقيقي مرتبط، بل رهين بتحرر المجتمع ككل، نساء ورجالا.
بدوري تحدثت عن المرأة، إنسانا/ة وقضية وثورة، إلا أني (ضمن هذا الكل) لم أكن منصفة بما يكفي لنفسي كامرأة أولا وللمرأة ثانيا.
لا أدعي الآن أني سأنصف نساء العالم، وبما يكفي. لكني بهذه المناسبة، أي اليوم العالمي للمرأة أو لحقوق المرأة (08 مارس)، سأنصف أو أرد بعض الاعتبار لإنسانة منسية في "أدغال" جنوب بلادنا المهمش منذ نشأتها وحتى مماتها. إنها أمي التي رحلت في الأيام الماضية. وهو اعتراف صادق تجاه أمي وكل الأمهات الرائعات والجميلات، وأنا واحدة منهن، أم الغالي أمين وأم رفيقته/زوجته الغالية ليلى..
أحدثكم وحرقة فراق أمي تمزقني. أشلائي تائهة في خبايا/ثنايا الريح وبين خيوط المطر...
أحدثكم عن أمي...
أمي هي كل الأمهات البسيطات، كل الأمهات الكادحات.
أمي، أم سعيدة وزبيدة ونجية، أم كل الشهيدات والشهداء.
أمي ذلك الحب الحارق الذي "يقسو" في حنانه و"يؤلم" في لطافته.
أمي تلك الفلاحة التي اشتغلت بالبيت والحقل وما بينهما. أمي فلاحة، أمي عاملة، أمي إنسانة...
خبرت تراب منطقة تكديرت إفرض Taga-dir-t Iferd بآيت بعمران وعايشت أجيالها. تعرفها أشجارها وجبالها ونساؤها ورجالها.
علمتني أن أحب حتى الذوبان، وأن أكره حد الغثيان.
علمتني التمييز بين الغث والسمين، وبين الخير والشر، وبين الحق والظلم، وبين الصواب والخطأ...
علمتني الحياة داخل السجن وخارجه. علمتني الصمود في قفار السجن الكبير المليء بالوحوش المفترسة. علمتني الوفاء والصدق والإخلاص...
علمتني أن أقاوم وأن أمشي على جرحي وأقاوم.
لنقاوم رفيقاتي/رفاقي، ولنمش على الجرح ونمشي رغم الألم والاضطهاد والاستغلال، ألم القمع وألم الردة وألم الخيانة...
معذرة أمي، تعلمت منك والزنزانة الصمود والقوة وروح التحدي.
معذرة، لست الزنزانة، وليست الزنزانة أمي.
ها نحن، قد عدنا شهيدات وشهداء.
ها نحن نقاوم.
ها نحن نسير، فوق الأرض وتحت الأرض.
وسنبقى نسير حتى الظفر بالنصر والإكسير.
وحتى إطلاق سراح المعتقل والأسير.
شكرا أمي. لم أرث عنك أرضا ولا رصيدا ولا سيارات ولا جواهر...
لم أرث عنك غير الحب والإيثار وحاسة شم قوية... حاسة شم تكشف المندسين والمنافقين والانتهازيين...
قضيتك أمي هي قضية كل الأمهات، قضية المرأة وقضية الرجل، قضية أمهات وزوجات وبنات وأخوات الشهداء والمعتقلين السياسيين، وقضية شعب في الأول والآخر...
ولا يفوتني أن أحيي وأعانق بحرارة كل من اتصل بي وكل من اتصلت بي، وكل من عبر وكل من عبرت عن تضامنها/تضامنه معي في هذه المحنة. فبكم وبكن تجاوزت، بل قهرت شراسة الموت. ولي اليقين أن الصديقة خديجة غامري وزوجها وعائلتها قد قهروا بكم وبكن بشاعة اختطاف الفقيدة دلال من بين أحضانهم وهي في ريعان شبابها. فلتضامنكم/كن ودعمكم/كن معاني النبل والشهامة...
لنتضامن ولنؤازر بعضنا البعض لهزم الموت، مهما تعددت مصادره...



#زينة_أوبيهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على ضوء اليوم الأممي للنساء، لم تحتاج المرأة في المرحلة؟
- في ذكرى 20 يناير 1988: إلى الشهيدة زبيدة والشهيد عادل
- في ذكرى الشهيدة سعيدة.. لا للمتاجرة بقضية المرأة.. لا للتعتي ...
- الكتابة عن الشهداء مسؤولية..
- تجربة اعتقالي: ذكرى الصمود والأمل..
- محنة الرفيقة المناضلة فاطمة الزهراء المكلاوي (المغرب)
- المرأة هي الثورة
- دمعة حارقة بعد 31 سنة عن اعتقالي إثر انتفاضة يناير 1984 الخا ...


المزيد.....




- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...
- نائبة أمريكية تسعى لمنع أول امراة متحولة جنسيا في الكونغرس م ...
- نهاية مروعة لامرأة في الصين.. سحبها سلم متحرك


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زينة أوبيهي - اليوم العالمي للمرأة: سأحدثكم عن أمي