عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5451 - 2017 / 3 / 5 - 19:39
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
في الفيسبوك ، لا يبكي عبد الله الصغير ، ولا تسقطُ غرناطة
كتبَ صديقٌ جميلٌ على صفحتهِ في الفيسبوك قبل يومين قصيدةً تضمنّتْ المقطع الواخز الآتي :
"أعاد الوشاةُ ثانيةً ؟
إنها مفردة تتحوّلُ عبر الزمان ِ
وقد يكون (الفيسبوك)
آخر تحولاتها
بعد سقوط غرناطة ".
وكان تعليقي : يبدو أنّ مواقع التواصل الاجتماعي .. و"مُلوك" هذه المواقع .. سيُسقِطون "غرناطة" دون بكاءٍ يا صاحبي الحزين .
ألفُ عبد الله الصغير
والفُ صغيرٍ ، وصغير
سيمشون في طرقاتها
ويجوبونً روحَها المُحتّلة
دون أن يذرفوا دمعةً واحدة .
وبهذا الصدد .. يُدركُ الكثيرونَ أنّ ثمّة شيء "خطأ" في تواصل "المثقفّين"، و تفاعلهم مع بعضهم ، عبر وسائل التواصل الاجتماعي .
أنا لا أعرفُ ما هو هذا "الخطأ" بالضبط .. ولكنّني أعرفُ أنّ بعض "المثقفّين" يخذلون بعضهم ، لأسباب كثيرة ، بعضها عصيّ على الفهم ، وبعضها غيرُ قابلٍ للتبرير .
بعضُ "المثقفّين" لا يحتفونَ ببعضهم كما يجب ، ولا يفهمونَ بعضهم كما يجب .
"المُثقفّونَ" يتجاهلونَ بعضهم البعض بشكلِ مُريب . يتجاهلونَ مُنجَزَهُم ، وتعبهم النبيل ، بل ويتجاهلونَ حتّى احتفاء "أصدقائهم" بما يكتبونه هم انفسهم على "جدران" مواقعهم المنيعة. وبعضُ "المثقفّينَ" لا يكتفونَ بذلك ، بل يمارسون التحريضَ المُشين على "مثقفّين" آخرين بهدف شطبهم و"اجتثاثهم" والغائهم ، والحطّ من قيمتهم .
كثيرون كتبوا عن محنة "المثقّف" ، و عن حيرتهِ في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي . أصدقاء مُبدعون ، كتبوا لنا يوم أمس ما يشبهُ الوداع لتواصلهم معنا عبر الفيسبوك ، لأسبابٍ اشاروا اليها في آخر منشورٍ لهم ، هي غير ما ذكرتُ من اسباب ، مع أنّني أحسستُ بمذاقِ الوجَع في كلماتهم .
كثيرون غيرهم .. يفكرّون بذلك .
اتمنى أن يكونَ ذلك وداعاً قصير الأجل.
كونوا معاً ايّها المثقفّون .
كونوا معنا .. فنحنُ نحتاجكُم .
كونوا معاً ، وكونوا معنا .. فنحنُ في نهاية المطاف .. ليس لنا سواكم .
أنتم في نهاية المطاف ، ليس لكم .. سواكم .
سلاماً "اصدقائي" الذين ليس لنا سواهم .
سلاماً .. وأمناً .. ومحبة .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟