مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 5450 - 2017 / 3 / 4 - 09:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الشيخ كشك وعادل إمام
مروان صباح / دون شك ، كان الشيخ كشك رحمه الله ، من أكثر الخطباء انتشاراً وتاثيراً ، وقد أطلق عليه البعض ، بفارس المنابر ، كونه لا يبالي بالحق لومة لائم ، ولم تقتصر خطبته على الفقه الأصولي بقدر امتزاجها للفقه المعيشي ، لكن ، لهذا التأثير والانتشار ، سر ، وسر هذا الراحل ، أنه يمتلك فن السخرية ، ففي واحدة من النكشات التى مررها في إحدى خطبه ، حيث قال ، دعونا الله أن يرزقنا بإمام عادل ، فرزقنا ، بعادل أمام ، وفي الحقيقة تنقسم مصر إلى منابر ومسارح وشاشات ، لكل مبدع منبره ، وللجميع جمهوره ، وبالرغم من مكانة عادل امام بين المصرين ، إلا أن ، كشك كان الرقم الأصعب في المعادلة المصرية ، ومع مرور الزمن ، تحول إلى شخصية مستقلة ، يمثل نفسه ، دون الحاجة لغطاء مِنْ جماعة أو حزب أو دولة ، بل ، تناوله للقضايا وهموم المواطن المصري ، جعلت له قواعد شعبية على امتداد الوطن والعالم العربي .
وبالرغم أنه خريج الأزهر ، وحسب سجلات الأزهر ، فأن عبد الحميد كشك 1933- 1996 م ، يُعتبر أهم طالب مرّ على الجامعة ، كان باستمرار ، الطالب المتفوق والأكثر بلاغة في اللغة العربية وحفظاً للقران ، ويسجل له أيضاً ، أنه خلال 7000 خطبة ، لم يُخطئ لمرة واحدة في اللغة العربية ، رغم أنه ضرير ، لكنه ، ومن جانب أخر ، لم يعترف بالأزهر ، أكثر من أنها مؤسسة تعليمية ، اعتبرها على الدوام ، غير مؤهلة للقيام بمهامها التاريخية التى من المفترض ، أن تكون الجهة المدافعة عن حقوق المواطن والمسلم بشكل عام والإنسان بشكل أوسع ، واعتبرها تواطأت تاريخياً مع الفساد ضد الإصلاح ، لهذا ، تحول كشك ، الضرير ، صوت للحق ، وقد تكون أشرطته في زمانه لا تخلو من معظم البيوت ، بل ، تحول إلى رعب ، يرتعب منه الفاسدين والمقصرين ، فأصبح منبره يوم الجمعة ، محكمة لأداء الوزارة ومحاكمة للوزراء ، بل ، كان أيضاً ، يتوقف كثير عند الصحف الرسمية ، وينتقد كُتابها وصحافتها ، ويفند اخطائهم النحوية ، واعتبرها جريمة في حق الأجيال واعتبرهم أيضاً عمالقة بين اقزام .
رحل الشيخ ولم يكن ورائه مؤسسة إنتاجية أو توثيقية أو دولة تدعمه ، لكن ، مواقفه وأسلوبه الساخر ، جعلته خالد في الحياة البشرية ، ويبقى السؤال ، كم عدد الذين تخرجوا من الأزهر ، وكم عدد الذين رحلوا ، أيضاً، كانت وظيفتهم وضع عصي غليظة في مسيرته ، هل لهم حياة ، أبداً ، خلاصة القول ، بقدر ما أضحكنا عادل أمام ، إلا أنه أفسد لغتنا ، في المقابل ، لقد ابكانا كشك كثيراً ، لكنه ، كان واحد من أهم من حافظوا على لغتنا في القرن العشرين . والسلام
كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟