جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5447 - 2017 / 3 / 1 - 22:18
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
هدية مهدي لهدى
اكتسبت مفردات عربية معينة معانيها الدينية بسبب الحاجة اليها بعد الاسلام و بالاستناد على معانيها في اليهودية و المسيحية لتحتل موقعا مركزيا في الاسلام. احدى هذه المفردات هي الهداية الى الصراط المستقيم (و هديناه النجدين) ليتطور المعنى في عالم الهدايا الى الهدية او بالاحرى ان الهدية هي التي احتفظت بالمعنى الاصلي للكلمة.
الهداية هي قابلية كشف الخداع و الغش في محيط بشري غشاش. كان الثلاثي (هدى) يشير الى الابل و حيوانات اخرى كالمعز و الغنم (تضحى كقرابين - قارن ايضا عيد الاضحى) و الهدية هي ما تجلبه من المواشي للطرف الاخر و هذا يتفق مع تقاليد الثقافات البدائية في تقديم القرابين و يقال (هدى العروس) عندما ترسل العروس الى بيت العريس و هذا هو سبب التسمية بالزفاف.
الذي لا يهتدي الى جهة لا يعلم اين الطريق الصحيح. اينما تذهب تجد البعير جزء لا يتجزء من الحياة العربية البدوية (راجع مقالاتي من البعيرية الى العربية) و المهدي سواء كان منتظرا ام لا فانه ليس الا راعيا بالمعنين المجازي و الاصلي. لربما يظهر في يوم من الايام مع قطيع من الابل ليقدم هدية لهدى.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟