بدون عنوان

سفيان الروكي

الحوار المتمدن-العدد: 5447 - 2017 / 3 / 1 - 17:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

بصوت شاحب يفتقر إلى ألوان قوس قزح ،ونبرة ممزوجة بحزن آدم لحظة طرده من الجنة قالت له :
لماذا تغيرت ؟
صمت قليلا وكأنه يود أن يتجاهل سؤالها بإنتقاله لموضوع آخر..
لكنها أصرت على أن تسمع الإجابة
فعادت لتسأل لماذا تغيرت ولم تعد كما كنت ؟
رفع عينيه من صفحات عالم لا يفهم سر سعادته إلا الشخصيات التي تعيش فيه وقال :
هيلد ..
الحياة تعج بالحركة ،حركة لا تكاد تتوقف لحظة واحدة ،كل شيء في تغير وتبدل وجريان مستمر لا يتوقف ونحن جزء من لعبة الحياة هاته لا يكاد شيء يظهر في الكون إلا ويختفي مكانه شيء آخر هذا لا يعني أنه يرحل إلى العدم أو أن شيء يأتي من العدم لا ليس هذا قصدي ..
ومن غيري المنطقي أن نظل كما نحن وإلا كنا كائنات خارج هذا الوجود ،أنا لست أنا أمس ولست أنا في لحظات الزمن القادمة .
آسف عزيزتي هيلد الأمر معقد لا أستطيع أن أفسر لك موضوع أنا نفسي لا أفهمه ،لكن ما أود أن أقوله هو أن إعتقادنا بأننا كائنات لها ذات وهوية شخصية ثابتة لا تتبدل ولا تتغير ليس أكثر من وهم من توهمات المخيلة ..يمكنك مثلا أن تتخيلي كائنا يتكون من جسد إنسان ورأس ثور وجناح نسر وسرعة سيارة فيراري وتعطيه إسما وقد تتخيلينه في مكان وزمان محدد ،لكن هذا لا يعني أن هذا الكائن موجود حقيقة .
هذا ما أردت قوله عزيزتي كل شيء يتغير بسرعة لا حدود لها ولكننا بواسطة مخيلتنا نظن أننا نفس الذوات على مر السنين ...
إذن عزيزتي هيلد كلنا نتغير وهذا أمر طبيعي فلا تحاولي أن تدعمي وجهة نظر أنت نفسك لا تعين حقيقتها ....

تأملت كلامه جيدا قبل أن تنطق بكلماتها التي جعلته يعقد الحوار أكثر من ما كان عليه...
هذا يعني أنك لست نفس الشخص الذي تعرفت عليه منذ فترة ؟
فهم ماذا تقصد لكنه أصر على عدم توضيح كل شيء
نظر إليها نظرة خاطفة وعاد ليقلب صفحات كتابه ثم قرأ عليه العبارة التالية .
ليس تماما جميلتي ليس هذا ما قصدت بشكل حرفي لكن إن كان هذا يريحك فاعتبريه كذلك
هي كانت تظن أن هاته العبارة توجد في الكتاب الذي بين يديه فظنته يمازحها فرسمت على وجهه قبلة ورحلت وفي نفسها أسئلة لا تنتهي لكنها باتت تخاف أن تسأل لأنها أصبحت على يقين أن إجاباته تزيدها بؤسا عما لديها
أما هو فتيقن بأن النقاش مع أمثال هؤلاء لا فائدة منه والأفضل أن لا يفسر حتى لذاته ،فالتفسير لا يوضح كما هو معروف عادة بل فقط يزيد الأمر تعقيدا فوق تعقيده .
إنتهت .

#سفيان_الروكي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات