داود روفائيل خشبة
الحوار المتمدن-العدد: 5446 - 2017 / 2 / 28 - 23:35
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ممثل الأزهر فى "موتمر الإرهاب" يطالب الإعلام بمحاربة الفكر المتطرف والبابا تواضروس يطالب بمحارية الفهم الخاطئ للدين، لكن للأسف فإن الأزهر والكنيسة كليهما يطالبان بما يحولان هما أنفسهما دونه أكثر من سواهما.
كيف يمكن محاربة الفكر المتطرف إذا كان من غير المسموح يه مناقشة الدين؟ كيف نحارب الفكر المتطرف دون نقد أسانيد المتطرفين وهى من صميم ما يقرّه الأزهر وينمسك به ويسنميت فى الدفاع عنه ويحارب كل من يفترب من مناقشته؟
كيف يمكن محاربة الفهم الخاطئ للدين إذا كان الأزهر والكنيسة كلاهما يحتكران فهم الدين ويعنبران كل تناول عقلانى لمفاهيم الدين إثما يطاردونه ويلاحقونه وينكلون بمن يجرؤ عليه؟
لن ننجح فى محاربة الفكر المتطرف إلا بإطلاق حرية الفكر والتعبير خالصة من كل قيد. ويستتبع هذا أولا إلغاء قانون إزدراء الدين، ويستتبع بالضرورة إلغاء ارتباط المؤسسات الدينية بالدولة. هذا الارتباط لا يأتينا إلا يكل شرّ. فالمؤسسات الدينية، لكى تحافظ على مكانتها وامتيازاتها تؤيد وتدعم السلطة الحاكمة بالحق وبالباطل. فها هى الفتاوى تترى علينا من دار الإفتاء ومن وزارة الأوثاف النى جعلت من نفسها دارا للإفتاء، تؤيد كل قرارات وإجراءات السلطة الحاكمة، ولا تتخلف الكنيسة عن المشاركة فى ذلك الدعم والنأييد. ويقال لنا إن إطاعة القوانين إطاعة لله ورسوله، لا فرق بين قانون عادل زقانون جائر. ويأتى هذا من منطلق المبدأ القائل بأن الحاكم يحكم بأمر الله وهو مبدأ يدعم حكم الاستبداد والطغيان، كما يدعم الحاكم الفاسد والحاكم المستبد برأيه، المتشبث بقراراته وإجراءاته مهما بدا من عواقبها الوخيمة ولا يقبل نصحا ولا يرى حاجة لمشورة.
لا سبيل للاستقرار والتقدم إلا فى ظل العقلانية وحرية الفكر والتعبير بما فى ذلك مناقشة ونقد ما يسمّى بثوابت الدين.
داود روفائيل خشبة
28 قبراير 2017
https://philosophia937.wordpress.com
حيث يمكنكم الاطلاع على مدوّنتى وتنزيل كل كتبى باللغة الإنجليزية.
#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟