أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - النص الكامل.. قراءة أولية في سفر نيرودا الخالد.















المزيد.....

النص الكامل.. قراءة أولية في سفر نيرودا الخالد.


يعقوب زامل الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5446 - 2017 / 2 / 28 - 20:04
المحور: الادب والفن
    


النص الكامل..
قراءة أولية في سفر نيرودا الخالد
....................
كثيرون من عاشوا جل أو بعض حياتهم مليئة بالصخب والمتعة والفائدة، وغالباً بمشغوليات الأمل. بعضهم نهل ما أستطاع، وربما أكثر مما استطاعت الحياة أن تعطيه، وما لم تعطي لغيره من الناس. سرى حليبها المداف بالعسل وبالنبيذ ملء اجسادهم، حتى كاد يطفح من خياشيمهم، قبل أن يواريهم الموت ويتوارون فيه ربما من غير شاهدة قبر تدل على العظة من وجودهم أو من ذلك الرخاء، وما من حجة تلقى على التاريخ بسبب وجودهم أصلاً.
فهم مثلما جاءوا، ذهبوا بخلاء. لم يتركوا في الإثر حجم درهم من عطاء أو شمعة إبداع.
وقليل من بين العامة الفقراء، من أغنوا شغف الحياة بما أفاضوا من نِعم الفكر والثقافة والمعرفة والجمال، ممن زاد على أوان الدنيا من فيض زاد عبقريتهم، كما ذاك الذي خرج من بين تزاحم الاضداد وعنفها، ومن بين مهاميز الشهرة البائسة لأركان المال والسلطة والجاه، ومن " تحت حمم البراكين، إزاء القمم الثلجية العاصفة. بين البحيرات الكبيرة .. وأدغال أشجار ــ الروالي ــ الضخمة ". في قرية من قرى الجنوب الأمريكي الداكن بعتمة الفقر والثورة هناك. وفي واحد من اكواخها القصية في عالم جغرافية الاسطورة، حيث " سواحل الابدية غير المنتهية، تشكل على امتداد تشيلي إلى ما هو أبعد من القطب الجنوبي.. ثمة عصفور يعبر على الدغل البارد، يرفرف، يتوقف بين أغصان الشجر الظليلة، ثم من مخبئه يصفر، مثل مزمار صغير " .. ومثل طقس من طقوس الحياة، يسري صداه نشيداً مختلف الرؤى، كأنه الهمس، يقول للبشر من الأحياء الذين سيتولاهم الفزع من شبح الموت : أشهدوا معي " إني عشت " . لم تكن لـ (تيموكو) مدينة الشاعر بابلو نيرودا، قبل أن تصبح واحدة من أثنيات الأمية، ريادة بين مدن الجنوب الفقيرة المزدحمة بالأناة والصبر والقمل والجنس والعشب القاسي. كما لم يكن لها " ماضٍ، أو تراث " كسواها من المدن، غير " دكاكين حدادة وهنود لا يعرفون القراءة ". تكاد تكون بعيدة جداً عن ذاكرة التاريخ مثلما هي بعيدة عن الجغرافيا، وقبل أن تشهد أو تسمع صرخة المدعو بابلو. في الزم ذاك، لم يكن فيها من يعبأ كثيراً بمثل هذه الصرخات أو الشعر. وربما أعتبرهما السكان منحة أخرى من منح الجوع، إلا حين التفتت رقاب بنوها وبنو الدنيا، فيما بعد دهشة نحو تلك النقطة النائية، تلك التي غدت بمولد عظيمها ، بابلو نيرودا، أكبر من قارة في كوكبنا.
لم يستطع هذا الشحرور أن يتكلم يوم وضع قامته المديدة على مقعد خالٍ أمام وزير خارجية تشيلي متردداً، في أي المدن أو العواصم سيحط رحاله ممثلاً لبلاده، عندما سأله الوزير المعجب بشخصية هذا الجالس أمامه، والمرشح لمنصب بلاده:
ــ إلى أين تريد الذهاب يا بابلو؟
كان بابلو في تلك اللحظة أوسع مدىً وخياراً من أي ركن أو من مكان يركن إليه. حتى ليخيل أن له ظلاً لا تستطيع مدينة بعينها أن تستوعبه.
في تلك اللحظات بالذات، مرّت في خيال نيرودا، ارخبيلات الأدب والشعر والفن مثل طيف عبق شقائق النعمان: ها هم: تشايكوفيسكي.. موزارت.. أراغون.. هيجو.. بوذا.. عروة بن الورد. أستحال إلى نقطة ضوء حمراء لتعبر مجاهل الكون اللا متناه، لتركن مثل غرسة برية في أرض يراهن على فطرتها الأولى، قد تستطيع أن تستوعب بعض مجده:
ــ " إلى رانغون " يقول : " أجبت دون تردد.
كانت في القاعة الوزارية، كرة عتيقة " جداً " للأرض، سقطت عينا الوزير على سطحها بحثاً عن " رانغون ", فكثيرة هي الانبعاجات العميقة التي كالجحور و " التجاويف ". عندما أشار بابلو بإصبعه أما بصر الوزير المندهش إلى أحدى زوايا قارة آسيا الواسعة، وحين سأله أحد الأصدقاء فيما بعد:
ــ " أي بقعة من البقاع أخترت بابلو؟ ".
أجاب باسماً في ذهول ، وقد نسي أسم المدينة التي أختارها، بالقول:
ــ " أنها في الشرق الخرافي ".
كانت النشوة شيء مثل " كوبليه " منسجمة تمام الانسجام حتى ليعجز الشعر أن يصفها كما هي عليه. فلكل محطة في النواحي الحارة والباردة من الدنيا، شكل بديع ولون مميز. المحطات التي يكتنفها المطر والضباب البارد وهالات المصابيح العليلة، وتلك التي تعج بعرق الأجساد واهتزاز ثمار التفاح في الاغصان الحبلى الشذية، ودمدمات العجائز المعتوهات في حانة من حانات " الشرق الخرافي " يدخل بابلو وملء شفتيه ابتسامة مشحونة بالألق السجين، يدب إليها مثل دودة قز مدفوعاً بالرغبة لاحتساء ما يعينه على تنسم أغنية " روخاس خيمنيث " الشاعر " الطاقة " التي عانت لتصبح يوما ما عقلانية.
" كل شيء سوف يمضي، السماء، الشعاع، الحياة.
انتصار الشر يقوى والردى الحتمي يطغى
ليس يبقى ..
غير عينيكِ إزائي في مصيري
يا ابنة النور ويا أخت حياتي في الغروب ".
ومع أنه كان في صدارة العالم، جلس يحتسي كأسه في زاوية جليلة أختارها، من غير أن يثير ضجيجاً ولا غباراً، وهنا كانت بداية أولى قصائد ديوانه ( شفق ماروري ) و ( ماروري)، حبن يُسأل عنه يقول:
" لا أحد يسألني أبداَ ما هو هذا الماروري . لعل القليلون هم الذين يعرفون أني أشير بهذا إلى شارع متوارٍ يزوره أروع شفق.. والمزارع. في الجامعات والمعامل وأبدعه ".
إذا هو شارع كل العالم، كما أحببنا ( ترموكو) مدينته، وكما أحببنا (جيرنكا) بيكاسو و ( بويب ) بدر شاكر السياب و ( نيويورك ) بول روبن و (دون كيخوت) سرفانتس، كما همنا حباً بـ ( ألزا ) وبعيونها و بـ ( توتشي ) و بـ (ليلى العامرية). وحين يضيق ذرعاً بترديد الناس لقصيدته ( فيريويل ) التي صار يحفظها كثير من الناس عن ظهر قلب (...) والتي رددها الوزراء وقد اتخذوا وضعاً عسكرياً احتراماً، يقول : " إن هذا لهو شعور شخصي وحتى أنه احساس بايولوجي، أن هذا التكيف من لدن القارئين يحاول تجميد الشاعر في لحظة واحدة، بينما الخلق في حقيقة الأمر هو عجلة دائمة ". وكما حصل مع بابلو نيرودا، حصل مع لوركا في قصيدته ( المتزوجة غير الوفية ) أو لغيرهما من الشعراء الذين أتسعت بهم عوالم الشعر في حيواتها الغريبة الأطوار تلك التي عثر عليها نيرودا، فكان يفاجئ دائماً بالوحدة المترملة المنسوجة من حرير أسود والبنفسجي، الشديدة الظمأ والتي يعيشها الناس داخل موانئهم الخفية المؤثرة و "وأنصارهم الكامن في مياه البحر " ـ كما أشار نيروداـ . ففي أعالي الروابي حيث يزهر البؤس وينبثق في فوران محموم على أرصفة الموانئ وأمام الرافعات في المقالع، وفي والمزارع والجامعات والمعامل، يصبح كل مواطن " زلزالاً ". وهو يلتصق بقلب المدينة حيث كان نيرودا في قلب الحدث والمعاناة يرصد بشعره ينابيع الثورة وهيجانها المتوقع، رهانه ليس على علاقات الانتاج وحدها، ولا على قواها الاساسية غير مستبعد لتلك القوى الذليلة المسحوقة تحت عجلة استغلال الانسان، فهو مع تضامن القوى مع بروليتاريا تشيلي وفقراء فلاحيها، ينفعل مع بغايا (بالباراليسو) القرية القريبة من سانتياكو. القرية الكتوم المكتوية والمتدرجة تنفسح الفاقة على روابيها كأنها شلال عارم. حين يلقاها بنشوة فاتنة في محل طفولته التي لا تنسى "... أمتلأ ليل ازقتها بحور الحور السمراوات السوداوات تترصدك فالظلام. الابواب تتخاذل . الايدي في العتمة .. شرشف الجنوب تبهت البحارة. اسرتها ضيعت الرحالة والجوالة والعابر والمساء، أن البغايا ( بوليانتا )، ( كارميلا )، ( فلوردا ديوس ) ، (موليتكولا)، ( بريثية وغيرهن ). كثيرات أنشأن الحانات والملاهي.. صن الغرقى بالهذيان.. حفظن السكارى من التعتعتة بالتعتعة.، تبدلن.. تجددن .. رقصن بلا مخادعة ، ولكن بكآبة أصيلة ممطرة وحزن جنسي. دام نيرودا وكغيره من الخالدين مثقل بالردى والعبقريات النازلة. لديه دائماً أفكار عظيمة كي يثري ويغني، وهو كذلك كالعباقرة يبسط في تخطيط الصفقات التجارية. يبيع حقوق ديوانه ( شفقيات ) وملكيته ليس لطبعة واحدة، بل وإلى الأبد "ظناً مني سأثري بهذه الصفقة"، ينقده الناشر التشيلي خمسمائة بيسو ( أقل من خمسة دولارات امريكية ) ولما أن اصدقاؤه: (روخاس خيمينيث و الباروهينو خوسا وهوميرواثه) ينتظرون بفارغ الصبر ليحتفلوا معه بهذا النجاح التجاري، يكتشف معهم أن المبلغ ما كان يسد ثمن ما أكلوا وما شربوا من نبيذ أو ما دخنوه من تبغ بعد تلميع أحذيتهم. لكن مع هذا يمضي سبيله مخلفاً كارثة الصفقة ، يجدد رحلاته واسفاره المهمة والعابرة كي يقتني تجربة جديدة. ففي العام التعيس وفي ليلة من ليالي 1923 يأتي المخاض فتولد أولى قصائد ديوانه الثاني الذي سماه بأسماء عديدة كان آخرها ( حامل المقلاع المتحمس ) وحين يبعث بها إلى الشاعر الناقد الساخر (سابات ارسكاتي) يفاجأ بأن الاروغواني العظيم قد حرمه من متعة التفرد والنجومية التي يستحقها، إذ ظل يعامله دائماً كشاعر شاب غير معروف مع ما أثني عليه " كل ما قاله لي مثل نور برق في ليلٍ داجٍ".
مع ان الرسالة أنهت تأثره بالشاعر سابات إلا أنها جعلته يحيط بالشعر الفسيح، ويغلق الباب على فصاحة كان من المحال أن يستمر على سننها، ليبزغ ديوانه الجديد ( عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة ) قال عنه هو كتاب أليم ورعوي يتضمن عواطف مراهقتي العاصفة جدا.. الممتزجة بالطبيعة الجارفة في جنوب وطني. أن قصائد الديوان الممتزجة بـ "الرومانسية" التي نشأت في اسبانيا العصور الوسطى لهي سنتياغو الطلبة والجامعة وعطر الزيزفون الفواح للحب المتبادل. عندما سؤل عن ملهمة عشرون قصيدة حب، اجاب : " الاثنتان أو الثلاث اللواتي تداخلن في هذا الشعر الكئيب المتوقد فلنقل أنهن (ماريسول) ــ مريم الشمس ــ وهي العتابة المنطوية الرائعة الساحرة ذات النجوم الليلية الهائلة والعينين الغامقتين، كسماء تيموكو البليلة المضمخة (ماريسومبرا ) ـ مريم الظل ـ هي الطالبة الجامعية ، قبعة رمادية، عينان رقيقتان ناعمتان ، شذى الحب الطلابي المتنقل المتجول الذي يفوح كعطر الزيزفون خمود جسدي إثر التقاءات عاصفية مثيرة في مخابئ المدينة ".
في وقت كانت الحركة الشعبية التشيلية وهي تبحث بين الطلبة والكتاب عن دعم أصلب وتأييد أمتن، كان زعيم البرجوازية للجمهورية، عندما فتحت البرجوازية " بلاعيمها " لتبتلع منجزات الخطاب الثوري للزعيم العمالي ( لويس أميليو ) بفعاليته الكبيرة المدهشة ينظم صفوف البروليتاريا.
هناك كان بابلو نيرودا يلقم جياع العمال بزاد شعره الصداح.
..................



#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلم بالوصول..
- الصحافة العراقية بين عهدين...
- بابلو نيرودا.. قد عشت حقاً !
- نص رسالة الروائي عبدالستار ناصر لي...
- الحقيقة بين الواقع والمحتمل المتوقع..
- لستَ نديم المحفل ...
- وداع رائحة...
- حاول إذا !...
- البعد التاسع..
- طقوس ما بعد الوحشة! قصة قصيرة
- عمى الغزارة...
- ليكن البحر أنتَ...
- مبحث في تاريخ السلطة الرابعة...
- سفرٌ لرؤيا أخرى..
- زائر احتراق المراحل !..
- أنتظريني بِرِيق الحضن...
- - لمحات من تاريخ صناعة الحرف في العراق - الحلقة الثانية
- لقصوى الغاية...
- لمحات من تاريخ صناعة الحرف في العراق
- شيطان قصيدته !..


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - النص الكامل.. قراءة أولية في سفر نيرودا الخالد.