بهجت عباس
الحوار المتمدن-العدد: 1433 - 2006 / 1 / 17 - 08:17
المحور:
الادب والفن
وضعتُ أمري على لاشيءَ.
يا للفرحة!
لذا أشعر سعيداً فقط في هذه الدنيا.
يا للفرحة!
ومن يريد أن يكون رفيـقـي،
دعْـه يقرع الكأسَ معي، ويغنّي معي
بهذا نشرب الخمر حتّى الثّـمالةَ.
وضعتُ هـمّي في المال والممتلكات.
يا للفرحة!
وبهذا أضعتُ السّعادةَ والجرأةَ.
وا ألمي!
تداولَـتِ النقـودُ هنـا وهنـاكَ،
فما كسبتُـه من مكان،
هرب إلى مكان آخرَ.
ثم وضعتُ جهدي في النِّـساء.
يا للبهجة!
من هنا أتَـتْـني المتاعب.
وا ألمي!
أخذت المرأةُ الغلطُ تفتّـش عن رفيق آخَـرَ،
والمُخلصةُ أصابنـي الملـلُ منها،
والأحسن منهنّ لم تكن لِـتُبـاعَ.
وضعتُ همّي في السَّـفر والتَّرحال.
يا للسعادة!
وخلفتُ ورائي عاداتِ وطن الآباء.
يا للألم!
ولم أكن مرتاحاً حقّـاً في أيِّ مكان قطّ ُ.
كان الطّعام غريباً لديَّ، والفراشُ سيِّـئـاً،
ولم يفهمني أيّ ُ أحدٍ أبداً.
جعلتُ همّي في الشّهـرة والشرف.
يا للإبتهاج!
وانظُـرْ! وجدتُ أحدَهم يملك أكثـرَ منّي:
وا ألمي!
وحالما تمايزتُ عنهم،
نظر إليَّ الناس بحسد،
وأيّـاً فعلتُ لم يكنْ صحيحاً لأيٍّ منهم.
وضعتُ همّي في القتال والحرب.
يا للإبتهاج!
وقد تسنّى لنا النصـرُ غالباً،
يا للفرحة!
ولكنَّ الأمورَ ليست أحسنَ يا أصدقائي،
فقد فقدتُ ساقـاً.
والآنَ وضعتُ همّي في لا شيءَ.
يا للإبتهاج!
وأصبحت الدنيا كلّـُها تعـود إليَّ.
يا للفرحة!
الآن يذهب الغناء ومشهيّات الحفل إلى النهاية.
فقط آتوا على الخمرة في كؤوسكم;
يجب أنْ يذهبَ آخـِرُ قطرةٍ منها!
ترجمة بهجت عباس
#بهجت_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟