مصطفى حسين السنجاري
الحوار المتمدن-العدد: 5443 - 2017 / 2 / 26 - 23:22
المحور:
الادب والفن
1
ليسَ البَياضَ مِنَ الفَضِيلَةِ دائِماً
عَمْياءُ تِلكَ الأعْيُنُ البَيْضاءُ
عَبَثاً تُصَقِّلُ في نُفُوسَ تَصَدَّأَتْ
هِيَ مِنْ ضَغائِنِ أمْسِها أصْداءُ
لا تَرْجُوَنَّ مِنَ الذِّئابِ فَضِيلَةً
بعضُ النُّفوسِ تَقوْدُها الأهْواءُ
قد أخْفَقَ القُرْآنُ في تَهْذيْبِها
حارَ الطَّبيبُ وفي القلوبِ الدّاءُ
الماءُ يروي غِلَّ مَنْ يشكو الصَّدى
يا وَيْلَ مَنْ أبقى صداهُ الماءُ
ها هم كما السَرطانِ بين ظُهُورِنا
فهُمُ لَنا الإعْياءُ والأعْباءُ
2
إذا ما خَوَّنَ الناسُ الأمينَا
وراحُوا عنْهُ وائتَمَنوا الخَؤونَا
وعَدُّوا الصادقينَ دُعاةَ كِذْبٍ
وشامُوا الصِّدْقَ عِنْدَ الكاذبينَا
كمَن باعوا بتبنٍ كلَّ تِبْرٍ
رأوا في تبنهم كنزاً ثمينا
تَنِزُّ على منابِرِهِم قُرودٌ
وَتُفْتي بالأذى للعالمينَا
فراحوا يعبَثون بكلِّ أرضٍ
كأنْ ما أنزلَ الرحمنُ دِينا
فويلٌ ثمَّ ويلٌ ثمَّ ويلٌ
لناسٍ في خُطاهُم سائرينَا
3
إنّي أُحبُّكَ يا أخي واللهِ
والهمُّ لا يُشكى سوى للهِ
من يَشْكُ همّاً للعبادِ فإنما
هو مثلُ شكٍّ في وجودِ اللهِ
إنّا نموت على رصيفِ بلادنا
ويسومُنا قهراً عدوُّ اللهِ
وأشرُّ ما يلقى امرؤٌ في حتفِه
الذّبحُ بالسكّينِ باسمِ اللهِ
وعزاؤنا فيما نلاقي من أذىً
ومذلةٍ جارٍ بعينِ اللهِ
لا أطلقُ الآهات من وجعي أنا
لكنّه من جرحِ أهلي آهي
#مصطفى_حسين_السنجاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟