|
النظام الملكي اعترف بالجمهورية الصحراوية
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 5443 - 2017 / 2 / 26 - 23:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
النظام الملكي إعترف بالجمهورية الصحراوية بسرعة البرق ، صادق النظام الملكي من خلال برلمان الملك ، على القانون الأساسي للاتحاد الإفريقي ، محملا الشعب تبعات قرار خطير ، ستكون له تبعات خطيرة على مستقبل الوحدة الترابية للمغرب . لقد تم تعيين ( انتخاب ) رئيس مجلس النواب ، ونوابه ، ولجانه ، حتى قبل تشكيل حكومة الملك . إن كل هذه السرعة مع الوقت الضائع ، كان بهدف تجاوز الخلل القانوني الذي اصطدم به النظام ، عند تقديمه طلب الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي . وقد تأكدت هذه الحقيقة حين اشترطت رئيسة المفوضية الأفريقية السيدة زوما ، لقبول دراسة طلب النظام بالانضمام إلى الاتحاد ، التزامه التام وغير المشروط ، واحترامه للقانون الأساسي للاتحاد ، وبما ينصص عليه من التزامات ، أساسها ، ضرورة اعتراف اي دولة جديدة تريد الانضمام الى الاتحاد ، بجميع الدول المكونة له ( الفقرة الرابعة التي تشدد على احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار ) . لقد أُصيب النظام المغربي بارتباك عند معالجته القضية الوطنية ، فأضحى وضعه الحالي ، شبيها برقصة الديك المذبوح الذي يهرول في جميع الاتجاهات ، وحتى يستمر في الخلط للأوراق الميتة التي لم تعد تجدي شيئا ، فهو لا يزال يمارس التعتيم لإخفاء الحقيقة الساطعة للأعين ، والتي يحقها كل من خبر الأعيب النظام حين حصول في الورطة . النظام يتحدث عن (العودة ) للاتحاد الإفريقي ، في حين ان هذه كانت ستفي بالطلب ، لو ان منظمة الوحدة الإفريقية التي انسحب منها النظام في سنة 1983 ، لا تزال تشتغل ، ولم يتم حلها من قبل الدول الأعضاء فيها . أما وقد تم حل المنظمة ، فان ما يقوم بها النظام إزاء الاتحاد الإفريقي ، هو انضمام الى منظمة لم يكن فيها أصلا ، كما لم يساهم في تحرير قانونها الأساسي ، الذي يفرض على اي دولة جديدة تريد ان تصبح عضوا فيه ، الاعتراف العلني والصريح ، بجميع الدول المكونة للاتحاد . وقد تجلى هذا واضحا حين رفضت رئيسة مفوضية الاتحاد ، إدراج طلب النظام بالانضمام ، الى حين اعترافه بالقانون الأساسي للاتحاد . وبعد ان أصدرت وزارة خارجية النظام ، بيانا يستنكر موقف رئيسة المفوضية ، وبعد ان تأكد للنظام استحالة دراسة طلبه قبل رفضه او قبوله ، لم يجد من حل ومخرج لانقاد طلبه ، ومن ثم انقاد ماء وجهه ، غير الاعتراف الصريح بالقانون الأساسي للاتحاد الإفريقي . وطبعا ما ان حصل هذا الاعتراف ، حتى أصبح من اللازم على الاتحاد قبول دراسة طلب النظام ، ومن ثم قبول عضويته به . لقد ساهمت الجمهورية الصحراوية والجزائر ، الى جانب الدول الإفريقية التي حلت منظمة الوحدة الإفريقية ، في صياغة وتحرير القانون الأساسي للاتحاد الإفريقي ، ومن ثم ساهمتا في تأسيسه ، وضمّناه فصولا تحول دون إمكانية أي دولة ، التقدم بطلب طرد دولة مؤسسة للاتحاد . ان الحالة الوحيدة التي يستطيع فيها الاتحاد طرد إحدى دوله ، هي ان يحصل بتلك الدولة انقلاب عسكري ، وما عدا هذا الشرط ، فان استمرار النظام المغربي في ترديد اسطوانته المتهالكة ، من ان الهدف من دخوله الاتحاد ، هو طرد الجمهورية الصحراوية ، يبقى ممارسة تعتيمية للشعب المغربي الذي يحق اليوم ، كل المراوغات الفاشلة للنظام عند معالجته الفاشلة للقضية الوطنية . فكيف لنظام من خارج الاتحاد ، ولم يساهم في صياغة وتحرير قانونه الأساسي ، ان يعمل وينجح ، في طرد عضو مؤسس للاتحاد ، ومساهم في تحرير قانون الأساسي . ان هذا الادعاء ، وتلك المغالطة ، لا يمكن لعقل سليم تقبلها . وبالرجوع إلى خطاب المسيرة الذي ألقاه الملك من دكار عاصمة السنغال ، سيتبين بالملموس ، الارتباك الذي أصاب النظام ، خاصة أمام الشعب ، وأمام الاتحاد الإفريقي . فإضافة إلى الخطأ الجسيم عند اختزاله إفريقيا في السنغال ، فان تعليقه لخريطة إفريقيا من وراء ظهره ، وهو يلقي خطاب المسيرة الذي تخلى النظام عن قسمها ، وبدون رسم حدود الدول المكونة للاتحاد ، لهو دليل ساطع على هذا الارتباك ، ودليل على الإحراج الذي أصيب به ، ودليل ساطع على فشل سياسته التي يطبعها دائما الهروب إلى الأمام ، للتهرب من الصدمة التي تنتظره في ملف الصحراء . لقد علق النظام خريطة إفريقيا وراء ظهره ، وهو يخطب خطاب المسيرة ، لكن من دون ان يرسم حدود الدول المكونة لها ، وهو بهذا كان يمارس اكبر تيهٍ ، واكبر تعتيمٍ ، في التعاطي مع القضية الوطنية . ان عدم رسم حدود الدول المكونة للاتحاد كان مقصودا . فهو لو رسم حدود كل الدول المكونة للاتحاد ، وبما فيها حدود الجمهورية الصحراوية ، سيكون محرجا ومرتبكا أمام الشعب المغربي ( 75 في المائة التي قاطعة الانتخابات ) ، لأنه اعتراف صريح وواضح بها ، شأن مصادقته على القانون الأساسي للاتحاد الإفريقي . أما إذا رسم حدود دول الاتحاد ، من دون رسم حدود الجمهورية الصحراوية ، سيكون محرجا أمام الاتحاد الإفريقي الذي سيرفض أصلا طلب انضمامه إليه على التوِّ . إذن النظام المغربي ، وقبل اعترافه بالقانون الأساسي للاتحاد ، كان في مفترق الطرق ، بين الاعتراف الصريح بالجمهورية ، وبين عدم الاعتراف بها ، لان الإحراج كان واضحا أمام الشعب وأمام الافارقة . وبما ان النظام لا يعير أدنى أهمية او اعتبار للشعب ، فانه ركب حماره ، وفضل التعامل مع دول الاتحاد ، بدل التعامل مع الشعب . ولو كان النظام يهتم بالرأي العام الوطني الحر والنزيه ، ما كان له ان يطرح حل الحكم الذاتي الذي مات قبل ان يجف الحبر الذي كتب به ، دون اللجوء الى استفتاء الشعب ، كما ما كان له ان يعترف بالقانون الأساسي للاتحاد الذي هو اعتراف بالجمهورية الصحراوية ، دون الرجوع دائما الى الشعب بواسطة الاستفتاء . ومن مكر النظام ، انه حمّل الشعب بما لا طاقة له به ، وبما هو منه بريء ، ولا يد له فيه . وحتى يورط النظام الشعب ، ويحمله المسؤولية عن النتائج السلبية والخطيرة التي ستحل بالقضية الوطنية ، فإنه دفع ببرلمانه ، وفي سرعة البرق ، الى التصديق على القانون الأساسي للاتحاد ، أي أن الشعب من خلال نوابه ، هو المسؤول عن الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، وليس النظام الذي اكتفى بالتقيد والالتزام بما قرره برلمان ( الشعب ) ، رغم ان نسبة المشاركة في انتخابات برلمان الملك لم تتعد 23 في المائة . فهل تم اختزال 77 في المائة المقاطعة ، في 23 في المائة المشاركة ؟ شيء خطير ، واخطر ما فيه تملص النظام من مسؤوليته في الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، وتحميل الشعب مسؤولية ذاك الاعتراف . النظام ومن خلال اعترافه بالجمهورية الصحراوية ، من خلال اعترافه بالقانون الأساسي للاتحاد الذي ينص على الاعتراف بجميع الدول المكونة له ، يكون من جهة ، قد تخلى نهائيا عن حل الحكم الذاتي الذي مات قبل ان يجف الحبر الذي كتب به ، ومن جهة ، يكون قد اختصر الطريق على الأمم المتحدة ، لتنظيم استفتاء أضحى متجاوزا باعتراف النظام مباشرة بالجمهورية الصحراوية . ان خطورة فعل النظام ، انه اعترف بجمهورية تندوف التي أنشأتها الجزائر وليبيا إبّان الحرب الباردة في سنة 1977 ، ولم ينشئها الصحراويون ، ولا قرروا بشأنها مصيرهم . فرغم وجود جمهورية تندوف ، فان مجلس الأمن من خلال قراراته كل سنة في شهر ابريل ، ينصص فقط على الاستفتاء وتقرير المصير ( القرار 2285 الصادر في ابريل 2016 ) . كما ان الجمعية العامة للأمم المتحدة تتبنى بالإجماع ، التوصية التي تخرج بها اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، والتي تركز فقط على الاستفتاء وتقرير المصير . فمجلس الأمن والأمم المتحدة اليوم ، أضحوا في غنى عن تنظيم استفتاء ، أصبح متجاوزا باعتراف النظام بالجمهورية الصحراوية . إن كل المؤشرات في الساحة تدل على ان النظام سيواجه شهورا عصيبة بسبب قضية الصحراء . ان التقمير ( قمار ) بأوراق ذابلة لمواجهة الحقيقة الساطعة ، لن تمكن النظام هذه المرة من الإفلات من المحاسبة الشعبية ، بسبب الوضع في الصحراء . ان هذه العراقيل ستتخذ أشكالا أكثر خطورة عند حلول الصيف القادم . والنظام الذي ربط وجوده من عدمه ، ببقاء الصحراء من عدمها تحت سيطرته ، مدرك بهذه الأخطار التي تهدد وجوده ، خاصة وان كل السلالات التي حكمت المغرب ، جاءت من الصحراء ، وسقطت كذلك من الصحراء . والنظام حين أثارها في سنة 1975 ، فهو لم يفعل ذاك كقضية وطنية او جغرافية او تاريخية ، لكنه استعملها كصمام أمان لنظامه الذي كان قاب قوسين من السقوط ، وإلاّ إذا لم يكن الأمر كذلك ، لماذا اقتسمها مع موريتانيا التي احتفظت بإقليم وادي الذهب ، واحتفظ هو بالساقية الحمراء ؟ ولنا ان نتساءل : ماذا إذا عالج مجلس الأمن نزاع الصحراء في ابريل القادم طبقا للفصل السابع من الميثاق ألأممي ؟ ثم ماذا إذا استعملت فرنسا حق الفيتو ضد تبني مجلس الأمن لقرار تحت البند السابع في نزاع الصحراء ؟ وهل سيقدم مجلس الأمن في هذا الحال على اتخاذ قرار يقضي بسحب المينورسو ( هيئة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية ) ، بدعوى فشلها في انجاز المهمة الأساسية التي أنشئت من اجلها منذ خمسة وعشرين سنة خلت ، مما يعني الدفع بالمنطقة الى المجهول ؟ . ان احتمال العودة إلى الحرب يبقى أمرا أكيدا ، خاصة بعد الستاتيكو الذي عرفته المنطقة منذ سنة 1991 ، تاريخ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار ، بين الجانبين ، وتحت إشراف الأمم المتحدة . لكن السؤال في حالة قيام الحرب ، وهي قادمة ، هو مدى التغييرات العميقة التي قد تسببها للنظام المغربي ، ثم موقف الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ومجلس الأمن ، والاتحاد الأوربي ، والبرلمان الأوربي ، والاتحاد الإفريقي من الحرب ومن نتائجها ، وخاصة وان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، هي مع استقلال الصحراء عن المغرب . الحرب ستكون مكلفة ، وستكون لها تبعات سياسية وإستراتيجية خطيرة ، وستكون في الأصل حرب تحريك لأوراق المفاوضات ، أكثر منها حرب تحرير . ومن خلال الموقف الدولي الداعي الى ضرورة الالتزام بالمشروعية الدولية ، فان مجلس الأمن والأمم المتحدة ، وبضغط من واشنطن ، ولندن ، وموسكو ، سيجنحون الى دعم وتأييد جبهة البوليساريو ، بدعوى انها تخوض الحرب لتطبيق قرارات الشرعية الدولية . وبعد ان تكون الحرب قد أرهقت الجميع ، سيتدخل مجلس الأمن في آخر أشواطها ، لفرض حل طبقا للفصل السابع من الميثاق ألأممي ، اي تكرار لحالة تيمور الشرقية في حالة الصحراء الغربية ، وهو ما يعني الانفصال وتأسيس الجمهورية الصحراوية . ان كبار الخبراء الاستراتيجيين ، وكل المحللين السياسيين مقتنعون ، بأن ذهاب الصحراء ، يعني سقوط النظام في اقل من أربعة وعشرين ساعة ، ومع ذلك نجد كل دول العالم الغربي ، وبالأخص واشنطن ولندن ، يقفون وراء الاستفتاء وتقرير المصير ، الذي نتيجته لن تخرج عن الانفصال بنسبة 99،99 في المائة ، وهذا ليس له من تفسير غير ان العالم الغربي الذي تغير ، لم يعد يعر نظام محمد السادس أدنى أهمية او اعتبار ، وقد يكون أضحى عالة عليه أكثر من عالته على الشعب المغربي . إن قضية الصحراء الغربية ، وصلت المراحل الأخيرة من عدها العكسي ، وذهابها سيخلق فراغا خطيرا وقاتلا ، إن لم يتم شغره ، وملئه من قبل القوى الوطنية والتقدمية والديمقراطية ، التي لم تتلوث بمسالك الارتزاق المخزني مثل ( أحزاب النيو – مخزن ) ، وفي إطار جبهة وطنية تقدمية ، او كتلة تاريخية جماهيرية ، فان القوى المرتبطة بالدوائر الصهيونية والامبريالية ستستغل الفراغ لملئه ، ومن ثم سيتكرر نفس الخطأ الاستراتيجي عند الجلوس والتوقيع على اتفاق ايكس ليبان الخياني ، الذي منح استقلال المغرب لمن باعه للاستعمار ، بمقتضى معاهدة الخيانة ( الحماية ) في سنة 1912 . الشعب المغربي سينزل الى الشارع في حالة ضياع الصحراء ، بعد إحدى وأربعين سنة من التِّيه ، وفقدان البوصلة . ونزول الشعب سيتخذ مسيرات تنديدية بالإفلاس ، ووقفات ، وقد تنتقل المواجهة الى اعتصام ، وقد تتطور وستتطور الى عصيان مدني عارم ضد فصل الصحراء عن المغرب . ولنا ان نتساءل . هل هذا الحراك الشعبي سيكون في شكل فتنة قد تعيد من جديد بلاد السِّيبة الى الذاكرة ، او ستكون ثورة ، وإن كان الأمر كذلك ، في اي اتجاه ستصب الثورة . هل في الاتجاه الإسلامي ، وهو المرجح ، ام ستصب في الاتجاه القومي العروبي الامازيغي ، ام ان الجيش ستكون له كلمة الفصل . وإذا كان الأمر فيه بعض الاحتمال ، هل يستطيع الجيش ان يكرر مجازر 23 مارس 1965 ، ومجازر يونيو 1981 بالدارالبيضاء ، ومجازر يناير 1984 بالشمال وبمراكش ، ومجازر 1990 بفاس ؟ وكيف سيتصرف الجيش الذي ستكون معنوياته جد مهزوزة ، بعد ان يكون قد فقد الصحراء التي دافع عنها إحدى وأربعين سنة خلت ؟ والسؤال : هل سيقف الجيش ضد الشعب ، ام انه سينضم اليه ، ما دامت المؤسسة العسكرية قد انتفضت ، وثارت ضد النظام الملكي في سنة 1971 ، و في سنة 1972 ، وفي سنة 1982 ، اثر محاولة الجنرال احمد الدليمي قلب النظام بالتنسيق مع جبهة البوليساريو والجزائر . وهل يستطيع الجيش في ظل أحادية العالم ، وبسط قوة مجلس الأمن ، والأمم المتحدة ، والاتحاد الأوربي ، والبرلمان الأوربي ، وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، والمحكمة الجنائية الدولية ، والاتحاد الإفريقي ، ان يطلق رصاصة واحدة على الشعب الذي يدافع عن الصحراء ؟ . ان ذهاب الصحراء ، يعني الانهيار الكامل للجيش ، ومنه انهيار النظام . وهنا هل سيتخذ الانهيار شكل انقسام ، بحيث جزء مع الشعب وجزء مع النظام ؟ ام سيتخذ شكل انقلاب ، بتحريض من قبل القوى ، والدول الكبرى ، وعلى رأسها الرئيس دونالد ترامب الذي لن يغفر للنظام صداقته لهيلاري كلينتون ؟ . وكيف سيكون شكل النظام السياسي بعد ذهاب الصحراء ؟ وما هو دور الأمير هشام في وضع العصا في عجلة التغيير الجذري ، لفائدة ملكية برلمانية على الطريقة الهولندية او الاسبانية او البلجيكية ، خاصة وانه يحظى كمثقف بتأييد قل نظيره في واشنطن ولندن وبالسعودية ؟ ومن هي القوى السياسية التي ستنضم الى مخطط الملكية البرلمانية ؟ هل الائتلاف المغربي للتنديد بالدكتاتورية ، هل العدل والإحسان ، هل النهج الديمقراطي ، هل 77 في المائة من الشعب التي قاطعت انتخابات الملك؟ ام قد تصب التطورات والأحداث لتنتهي في قبضة الفاشية الداعيشية ، ام في قبضة القوى المرتبطة بالصهيونية والاستعمار . اذا كان النظام قد اعترف بالجمهورية الصحراوية ، باعترافه بالقانون الأساسي للاتحاد . وإذا كان النظام بعد هذا الاعتراف ، قد حجز له مقعدا الى جانب مقعد الجمهورية الصحراوية ، وهو ما يجسد اعترافا صريحا بها . وإذا كانت مواقف النظام منذ ستينات القرن الماضي ، متضاربة بخصوص الموقف من الصحراء ، مرة مع الاستفتاء وتقرير المصير ، ومرة مع مغربية الصحراء ، ومرة مع الحكم الذاتي ، ومرة يصفها بالصحراء الاسبانية ، وأخيرا الاعتراف بالجمهورية الصحراوية التي أنشأتها الجزائر وليبيا ، ولم ينشئها الصحراويون باستفتاء ، او قرروا بشأنها مصيرهم . فان الجبهة ، او الكتلة التاريخية الجماهيرية ، ستكون وحدها الأجدر والأقدر على الدفاع على وحدة المغرب أرضا وشعبا ، صيانة للتاريخ وللجغرافية . ان المناضلين الصحراويين ليسوا ضد الانضمام الى المغرب ، بل هم ضد الخضوع لنظام يمارس العدوانية والظلم ، و يحتكر كل شيء فيه باسم إقطاعية الحكم الآلهي . ان ما ينتظر الصحراء من أخطار بسبب هذا الاعتراف ، ستكون نتائجه وخيمة ، واقلها انتظار ان تصبح الجمهورية الصحراوية ، في ظل البرتغالي انطونيو غيتريس ، والرئيس دونالد ترامب ، عضوا كامل العضوية بالأمم المتحدة . فهل ستعترف الأمم المتحدة بدولة على الورق ، بدون ارض ، وبدون سيادة ، وبدون شعب ، لو لم يكن العد العكسي لنزاع الصحراء قد اكتمل كل دوراته .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تقرير لرصد ما جرى -- حين يطبخ النظام المحاضر البوليسية لتجفي
...
-
مؤسسة الحسن الثاني للشؤون الاجتماعية لرجال السلطة
-
ملاحظات سريعة عن خطاب الملك امام البرلمان
-
خلفيات تعيين البرتغالي انطونيو غويتريس امينا عاما للامم المت
...
-
من الفائز بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات .
-
لماذا يجب مقاطعة الانتخابات التشريعية القادمة ؟
-
الجمهورية الصحراوية ستصوت لصالح انضمام النظام المغربي الى ال
...
-
قراءة لتقرير المدعي العام لمحكمة العدل الاوربية بشأن اتفاقية
...
-
وجهة نظر تُعقّب على وجهة نظر
-
تحليل لخطاب الجلوس على كرسي الحكم - العرش -
-
بين العودة والانضمام وشرط الطرد ، النظام المغربي يجري جرية ا
...
-
هل اصبح النظام المغربي معزولا دوليا ؟
-
رسالة مفتوحة الى رئيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية السيد
...
-
مجموعة 24 ( اللجنة الخاصة المكلفة بتصفية الاستعمار التابعة ل
...
-
الصراع المفتوح مع الحكم
-
النظام المخزني يرضخ للشروط الهولندية بخصوص مستحقات الضمان ال
...
-
وفاة محمد عبدالعزيز
-
هل اضحى محمد السادس و ( نظامه ) غير مرغوب بهما ؟
-
تداعيات الحرب إذا اندلعت في الصحراء
-
حكومة صاحب الجلالة ومعارضة صاحب الجلالة
المزيد.....
-
فيضانات غير مسبوقة تجتاح بريتاني الفرنسية والسلطات تدعو للحذ
...
-
رئيس أركان الجيش الجزائري يبحث مع وفد -الناتو- سبل تعزيز الح
...
-
روسيا تدين أعمال المتمردين في الكونغو الديمقراطية
-
رئيس وزراء سلوفاكيا يهدد زيلينسكي بمنع المساعدات المالية لأو
...
-
وفد حماس يبحث مع المخابرات المصرية تطورات ملف التهدئة بغزة
-
العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
-
بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4
...
-
احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر
...
-
العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة
...
-
رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|