أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صراح محمدي - منصب خلافة الله














المزيد.....


منصب خلافة الله


صراح محمدي

الحوار المتمدن-العدد: 5443 - 2017 / 2 / 25 - 23:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الله تعالى أعطى للإنسان بعضا من الحريات و المهام التي إن صح وصفها بالإلهية، كالتدبير و التسيير و الإدارة و الإشراف و غيرها، و ذلك بإمكانيات و قدرات محدودة، تتماشى مع الغاية من تواجد الإنسان على الأرض و تؤمن ضمان استمراريته.

لكن مهام الإنسان تعدت أبعد من ذلك، فقد أفسح المجال لنفسه و أعطى لنفسه الحق في أن يحتلّ أدوارًا أكبر و أعمق و أخطر! فشغل منصِب خلافةِ الله.
شاغلو هذا المنصب يدافعون عن الدّين الإسلامي مع جهلهم أو حتى علمهم بأن الدين ليس بحاجة أحد ليدافع عنه، إنما من طبع الفرد منهم أن يثور لأجل مقدّساته و التي يعتبرها غير قابلة للنقاش و لو بالتلميح فيما جائت به، فبالإضافة لنشأته على دينه بالفطرة، فإنه تبرمج على أن يستسلم بكل ما يملك لتعاليمه، عقلا و روحا و تفكيرًا، مكبّلا بالتبعية للموروث، مقيّدًا بما سمع فقط و قيل له و تربّى عليه، ذلك لأنّه يرى في الدين مجرّد عقيدة يمارس طقوسها يوميا، و يشكل هوية ثقافية عميقة لديه، و أي نقاش في دينه الذي فُطر عليه يعتبر كفرًا و يستحيل الخوض به، و من يجرؤ على ذلك يقابله بالكره و التكفير، و يسعى جاهدًا لكبت صوته و تقييد حريّته في النّقاش، حتى و إن كان النّقاش حول تصرّف لفئة من المسلمين، و ليس نقاشا في الدّين بحد ذاته، أو حتى اجتهادًا في فهمه و تأويله بعيدًا عن الموروث.
الدّين عندهم يُعتبر الشماعة التي يعلقون عليها كل شيء يخص تفاصيل حياتهم، و مبررات أحداثها، يعلقون عليها فشلهم الذريع بحجة أن الله لم يرَ لهم خيرا في أمرٍ فلم يوفّقهم به، و ليصبروا و ليحتسبوا ليحصلوا على أفضل من ذلك إضافة للأجر -يكفيهم بأنّه مسلمون- ، فتخمد محاولاتهم و يتجمّد سعيهم و تُحبَط عزائمهم و يفقدون الشعور بالمسؤولية شيئا فشيئا، أو يعلّقون عليها نجاحهم بحجّة أنّهم مسلمون و وفقهم الله لأنهم كذلك، يعلّقون على دينهم آمالهم و رفْعَ معنوياتهم، فيعمون عن معرفة الحقيقة وراء ما يحدث، ولا يتقدّمون خطوة للأمام، فإذا ما هوجمت مقدّساتهم أو انتُقِدت أو حتى طُرحت حولها الأسئلة سيبدؤون بالدفاع عنها معتمدين على أعنف ما يمكنهم استعماله، شتم و معايرة و تهجّم على مقدّسات غيرهم و أفكارهم، و مقارنة باقي الديانات بدينهم و احتقارها، و قد يصل ذلك للتعدّي على الذات الإنسانية! دون أن يكونوا ملمّين بما يمكنهم المواجهة به لمناقشة الأفكار بمثلها.
العاملون بهذا المنصب عادة هم من طبقات المجتمع السفلى، سُلب منهم حق الحياة و التمتّع بها، بعد إخفاقهم في الالتحاق بركب الحضارة، فشلهم و انعدام جانب الإنجاز بحيواتهم، ينشغلون بحياة غيرهم، فيحاسبون هذا و يكفّرون ذاك، و يحكمون على من سيدخل الجنّة أو النّار -كوُكلاء-، مع أنّه لا يضرهم و لا ينفعهم من كان سواء على حق أو على باطل!
إنّ العاملين بمنصب خلافة الله لا يتقاضون أجرًا، بقدر ما يدفعون جهدًا و يخسرون كرامة و يشوّهون صورة دينهم، بإعطائه صورة سلبية و سيئة.
فالمشكلة ليست في الدّفاع عن الدّين، بقدر ما تكمن في طريقة فعل ذلك، فالدّفاع رد فعل طبيعي و بديهي و منطقي لكل غيور على مقدّساته، مهما كانت طريقة الفهم لها، أو زاوية النّظر إليها.
و الخطر الأكبر أنّ الدّفاع عن الدّين قد يؤدّي بالمدافعين عنه لتأييد و اختيار نوّاب ناطقين باسمهم و باسم الدّين على الصعيد السياسي.



#صراح_محمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنمية البشرية بين الواقع و النصف المملوء من الكأس


المزيد.....




- إعلان وصول الرهائن السبعة المفرج عنهم من خان يونس إلى إسرائي ...
- إصابة شاب برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين واقتحامات غربي ...
- ترامب يطرح سؤالا على برج مراقبة مطار ريغان
- سماعات ذكية لمراقبة صحة القلب
- جهاز للمساعدة في تحسين النوم والتغلب على الأرق
- ماذا يعني حظر إسرائيل للأونروا بالنسبة لملايين الفلسطينيين؟ ...
- كيف يفكر دونالد ترامب في إعادة إعمار غزة؟
- الإمارات تتسلم أول دفعة من مقاتلات -رافال- الفرنسية في صفقة ...
- ميركل تنتقد زعيم حزبها بسبب تمرير خطة اللجوء بأصوات -البديل- ...
- الجيش الإسرائيلي يغتال أسيرا محررا في نابلس (صورة)


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صراح محمدي - منصب خلافة الله