عن رواية سرير الألم لزهرة عز ,

عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 5443 - 2017 / 2 / 25 - 21:49
المحور: الادب والفن
    

سرير الألم للروائية زهرة عز


رواية مكتظة :
رواية مكتظة بالرسائل والدلالات ,,,,,,حاولت الكاتبة من خلالها تفريغ حمولة مثقلة بالآلام الفكرية حول "مجتمع " يتضور في صمت فوق سرير وطن
تنبث في ثناياه أشواك قاسية تخترق ضلوعه وأطرافه بدون رحمة ,
فهل تفلح في وخز بعض الضمائر التي لم تسلم الروح بعد لباريها ,وهي تسبح فوق يم من الظلم و الفساد والاحتكار تتلاطمها أمواجه العاتية ؟؟؟
وهل يفلح الإبداع الصادق والملتزم بقضايا الوطن والإنسان عموما في إنهاض الهمم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن يغرق القارب بما فيه ,,,؟؟؟,
عشرات الأسئلة تتناسل إثر قراءة هذه الرواية ذات الصرخة المدوية حد صم الآذان لمن يريد أن يسمع ويتأمل فعلا ما يحدث هنا والآن ؟؟؟
صرخة من روح شفافة استبطنت آلام وطن جريح فاستنهضت حساسية وجدان خصب ونباهة عقل ذكي كي تكون صوت من لا صوت له من ضحايا الإقصاء والظلم والعنف و اللامبالاة وسوء الفهم ,
كان الأنين هو تلك النوطة التي تملأ أسماع المتلقي وهو ينصت بإمعان لحكي شهرزاد مغربية اختارت أن تدق ناقوس الخطر حول سلسلة من العاهات المجتمعية في حبكة روائية مذهلة يلفها الألق و الجمال من كل جانب .
تعدد التيمات :
يتعدد الشهريارات بتعدد مجالات المعاناة التي تكتسح الحقل المجتمعي الملغوم
بالظلم والإقصاء والتهميش ,
وتتعدد معه شهرزادات خرساء ، كتبن قصصهن على مسرح الواقع بدماء
شرايينهن الفوارة بنار العنف المكثف فاحتلت الشخوص النسوية مركز الصدارة من بين شخوصها ,,,,,بدون أقصاء الذكور الفاعلين تنويرا ونضالا أو أهمال الضحايا منهم ضمن كماشة واقع أليم .
تعددت فقرات الرواية ومواضيعها وشخوصها وأزمنتها وأمكنتها ,,,,,لتسافر بك على أجنحة حلم اليقظة ما بين التاريخ والجغرافيا ،مابين الماضي والحاضر ،
ما بين رحابة الأمل وشراسة واقع عنيد ,,,,
زهرة عز ،الآتية من عالم الصيدلة والأدوية بمهاراته العلمية الصارمة والدقيقة ، وجدت في رحابة الكيمياء المجتمعية ضالتها ، فنصبت مجهرها ذات اليمين وذات الشمال راصدة تفاعلات الكثير من الظواهر الاجتماعية بعين الفحص والتحليل ,وكانت حبكتها مدهشة بسلاستها وتنوع الأدوات السردية التي اعتمدتها في خياطة الأحداث وتطريزها بفنية مثيرة للانتباه .
شخصيا قرأت الرواية في يومين إذ لم أتمكن من تركها إلا للأغراض الضرورية جدا جدا ، حيث لا تسمح لقارئها بالمغادرة قبل أن تبثه كل شجونها وبهائها أيضا ,,,,,
وتفرض علي نفسها لقراءة نقدية تفكك بنيتها السردية من حيث الرموز والدلالات الفنية ومن حيث الحمولة الفكرية التي تتمفصل حولها مختلف الرسائل في بحث مفصل سينشر لاحقا ,

عائشة التاج ,
المغرب

#عائشة_التاج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات