وليد يوسف عطو
الحوار المتمدن-العدد: 5443 - 2017 / 2 / 25 - 16:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ ان غادرنا الصديق والزميل ,الكاتب لساخر والصحفي والاديب محمد الرديني وانا اعيش في قلق دائم وتوتر عصبي ,لانني كنت على اتصال معه عبر الفيسبوك.وكان يرسل لي روابط مقالاته باستمرار ,وبالمقابل كنت ارسل اليه روابط مقالاتي .
وكان يقدم لي باستمرار رؤيته النقدية لمقالاتي , وكنت اسعى الى الاخذ بمقترحاته قدر تعلق الامر بمواضيع مقالاتي .في اثناء انجاز معاملتي التقاعدية كنت انشر مقالات قصيرة جدا حتى لاانقطع عن جمهور القراء في موقع الحوار المتمدن . وقد انتقدني على هذه المقالات.
وكنت بالمقابل اعطيه وجهة نظري في مقالاته.فهو يتميز بمقدرة عجيبة على الكتابة المستمرة دون انقطاع طوال العام ,ويختار عناوين مثيرة لمقالاته ,ويتميز اسلوبه بالسهل الممتنع والمزج بين العربية الفصحى والعامية المحكية.وكنت اطلب منه باستمرار ان يقلل من النشر اليومي الى النشر الاسبوعي مراعاة لصحته اولا ,ولغرض التامل ومراجعة مقالاته وعدم الادمان على الكتابة والنشر المستمرين حتى يحصل على الاسترخاء النفسي والعضلي وازالة التوتر وتنشيط مخيلته الادبية الرائعة .
لكنه كان يجيبني باستمرار انه ادمن على الكتابة والنشر وانها اصبحت جزء من حياته .لم يمارس الراحل الرديني كتابة مقاله السياسي الساخر استنادا الى ايديولوجية معينة او منظور حزبي او طائفي او اثني , بل كان يكتب من منظور عراقي وطني وفق العلمانية المجتمعية العراقية .لقد كشف عن معدنه العراقي الاصيل في مقالاته السياسية الساخرة . لقد كنت اتذوق في مقالاته طعم تمور برحي البصرة ورائحة الزهور في بغداد والجبل ,وارى الرديني ينظر الى اللانهاية على مد البصر حيث كانت تمتد بساتين البصرة .
لقد ترك محمد الرديني فراغا كبيرا في مجال كتابة المقال الساسي الساخر يصعب تعويضه .طلب مني الراحل مرة ان ادله على دور نشر معتبرة في بغداد فاعطيت عناوين بعض من اعرفهم من الناشرين . وللاسف طلبوا منه مبالغ كبيرة ولم يتم الاتفاق .
في الختام اتقدم الى اسرته الكريمة بالتعازي القلبية للمصاب الاليم ,متمنيا منهم الاهتمام بطبع وتوزيع مخطوطات الراحل محمد الرديني .
الحكي في القلب
ختاما اتمنى ان التقي بالصديق الراحل محمد الرديني في عالم اخر عن طريق العقل الكوني والذي يعمل كحاسوب كمومي عملاق ,حتى اتحسس ذبذبات الراحل الرديني واتصل به عن طريق ذاكرتي الرقمية ونواصل دردشتنا وحواراتنا .
الحي لايموت !
#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟