حسين علوان علي
(Hussain Alwan)
الحوار المتمدن-العدد: 5443 - 2017 / 2 / 25 - 07:07
المحور:
الادب والفن
هل الفطنة
أن نسعى للعصمة عن الأخطاء
أم أن نعرف كيف ندرؤها قبل الوقوع؟
كان كمّا مهولا من الأخطاء
ما أوصل العالم إلى هذا المساء.
أن يقعا أخيرا نائحا بعتمته على عتبات البحيرة
حيث الشمال الامريكي الأول
والجنوب العراقي الاخير
حيث النجم
ينزل كدمعي
سهاما فضّة الى الماء.
كان مساء سحيقا
ما أوصل العالم إلى هذا الكم من الأخطاء.
ما أوصل لأن نُقذف كالحجارة إلى كل الأنحاء؟
حيث هناك
في التخوم القصية
المكان الذي حسبناه لنا
والزمان الذي تركناه لهم
كانت لنا بحيرات في غدير
غابات في شجيرة دفلى
وشتاءات في انفاس صيف،
كان لنا أبناء لم نستطع عدّهم يوما،
وكانت لنا أهلّة ترصّع بدل النجم السماء،
لكنهم كانوا لنا
كانوا
حيث هناك فحسب
الآن لا نملك شيئا منهم،
هنا لا نملك غير سراب
حفنة من ثلج
وخضرة زهراء
حيث لا سماء
ولا ضياء
ولا مسرة
حيث لا سديم
ولا مجرّة.
حين تعوي الذئاب على ضفاف بحيرة (أونتاريو) غرب نيويورك
تنزل الجبال خلسة إلى المياه
تخفي براكينها،
حين تعوي الذئاب صوب المياه الهائلة
تهوي الرياح إلى رئات نافخي الأبواق في حانات (جورج تاون)،
تهوي إلى رئات الهنود المدخنين في غابات (جكوتواكا).
ما إن تعوي الذئاب في هدأة الليل
حيث أذوي عند البحيرة
حيث السراب
والاماني
والعتاب
تمضي كسيرةً ظلالي الى الفناء،
فاتذكرك ياوطني
ألقا يرتعش في المآقي
كالنجم الراعش في الماء.
أتذكرك
دافئا
كالقصيدة.
#حسين_علوان_علي (هاشتاغ)
Hussain_Alwan#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟