بالعودة حالمون

منير الصعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5442 - 2017 / 2 / 24 - 17:14
المحور: الادب والفن
    

بالعودة حالمون
لم يكنْ كذباً
كان حُلماً
هو ذاكَ ما حلم به أبي
هو ذاك ما حلمتْ به أمي
هي تلك الذّكريات الجميلة لهم
عن أرضٍ كانت تجمعنا
فأصبحنا مشتّتون
توارثنا الحلم
توارثنا شهوة العودة
عشْنا عنفوان الثّورة
خذَلنا انكسار الثّورة
ولا زلنا حالمون
بالعودة حالمون
بلمِّ الشمل حالمون
غربةٌ عشناها
وغربةٌ ولدتْ غربة
وغربة ولدتْ هجرة
وهجرةٌ فرّقتنا
ولا زلْنا حالمون
بالعودةِ حالمون
سكَنَنا الهمُّ بعد هذا الشتات
لم تعد العائلة كما كانت
أصبحنا أفرادٌ يجمعنا الحنين
وتفرّقنا .. وفرّقتنا السنين
ولا زلنا بالعودة حالمون
لا زلنا نحلمُ بوطنٍ
يلمُّ رُفاتنا
بقبرٍ بجوارِ قبر جدّي
أبي
عمّي
جارٌ كان يسكن حارتي
أحتفي بالآخرةِ معهم
أو هم بي يحتفون
ولا زلنا بالعودة حالمون
الغربةُ مريرة
والموت فيها أشد موتاً
فمن سيحمل نعشي!
وأحبّتي وصُحْبتي
على كلِّ مدارٍ متفرّقون
من يتلقى العزاء بي
والصيوان يشكوا الوحدة
لا عزاء ولا معزون
قاربنا آخر الفصْل
ولا زلنا بالعودة حالمون
فهلْ نحن واهمون!
*****
منير الصعبي
23 -2- 2017

#منير_الصعبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات