أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مزوار محمد سعيد - في الجزائر: الظلم موجود، الأمل مفقود والخارج منها مولود














المزيد.....

في الجزائر: الظلم موجود، الأمل مفقود والخارج منها مولود


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 5441 - 2017 / 2 / 23 - 18:01
المحور: كتابات ساخرة
    


كل شريف يتساءل عن أحوال الوطن، عن التراب الذي لامس جسمه لأول مرة في حياته، عن أحوال الأحباب فيه، هؤلاء الذين نافقوا في حبه لكنهم أحبوه، عن كل ما يتصل بالبلاد والعباد، عن لغة التاريخ والعراقة والقومية والوطنية والهوية، عن الجزائر والثورة والعهود المختلفة التي أرادها الفرد مزهرة بمسك البقاء والنقاء.
بعد رحلة طويلة وانتظار اطول في مطار الزناتة بتلمسان، وبعد الوصول إلى الضفة الأخرى وتجاوز كل اجراءات الادارات التي زادتها صعوبة خضرة جواز سفري أردت أن أكتب هذه الأسطر..
لا يمكن أن نندب وجه الجزائر، على الرغم من أنه مندوب منذ زمن، لكن كلمات الصدق يجب أن تقال، وكما قال عليّ ابن ابي طالب رفع الله مقامه: "ما كل الحق يقال".
عرفنا على أرض الجزائر الحكمة والرصانة والصبر، وكما الذهب!!
يولد في الجزائر يوميا من هم من صنف هذا المعدن الثمين، رجال عرفوا طريق الحق فصبروا عليه بكل قواهم، لتزيدهم المآسي صفاء.
على أرض الجزائر الكثير من التجاوزات العقلية والثقافية والجرائم الروحية، فالفرد يعيش على أرضها صدمات كثيرة تعطي صورا عديدة للبؤس وهيمنة الجهل.
على ترابها نما الظلم وترعرع، تارة باسم الله والدين، تارة أخرى باسم العادات والتقاليد المرقعة بصنوف العنف والاكراه، وتارات غيرها باسم الانسانية والمدنية ومنطق الوهم بعنوان: المنطق والتعقل.
ما أسمى الإنسان عندما يتسامى عن كل قبيح، وينظر إلى الجمال وجه لوجه، يأخذ تنهيدة ويعتذر من نظرة خاطفة ألقاها على معموديات التجلي الخاص بسقراط جزائري طال انتظاره ولم يأت بعد.
ما أروع فتيات البلدات الجبلية للقبائل العريقة التي خطت وجودها بتقاليدها العزيزة والضاربة في التاريخ، فكان العربان لقطاء على أرض تلفظهم بكل ما تحمله من ثقل.
ما أسمى حنان أبناء الجزائر اليائسين الضائعين بين اليأس والمسكرات، بين القيم المفرغة من مضامينها وعذابات الأموات قبل الأحياء.
هناك عند كل باب لبيت جزائريّ شهيد ضاعت تضحيته..
طفل هشمت براءته
عذراء سرق شرفها
حلم كُسر جناحه بغير حق..
أ ل م غلبتُ الروم، ولا يزال ظلم على الجزائر محتوم.. !! ومن حيث لا يدر يبقى الفرد الجزائري مسكينا بين مطرقة التاريخ الأجوف، وسندان الواقع المعيشي الأصلف، فبين هذا وذاك يضيع الجميع في الجميع، ليبقى الثابت بين طيات كل قصص الضياع الجزائرية واحدا وأوحدا وهو: الشعب.
لا شرعية لثورة مات خلالها الرجال ليستغلها الأوغاد من بعدهم، ولا شراع لجهل يحلّق ويحمق الأفراد باسم العروبة والاسلام، أو تجاهل باسم التقدّم والتحضّر والمجون.
شعب تم تقزيمه إلى درجة أن صار همّه الوحيد هو: بطنه وأصبع بطنه فقط، حياة المعدة والفَرَج، وكأنّ الإنسان على أرض الجزائر قد تم اختصاره غصبا في مساحة البيولوجيا الحيوانية بلا مشاعر ولا أحاسيس، بلا طموحات أو إنجازات.
عندما تزور الجزائر سيعجبك كل ما فيها، لكنك ستشعر بظلم من فيها رغم اجادتهم لاخفاء مشاعرهم، مع أنهم نسيوا بأن الظلم لا قناع له.
لقد غادرت الروح الجزائر منذ عهود، وبلا قيود إلى منفاها الاختياري، فحلت محلها أشباح تائهة، غير مدركة لما تقوم به، أو تفكر فيه، فليس هناك أمر يستحق العناء على أرض القراصنة، لأنّ الموت صار أريح من الحياة، في زمن تكالبت الشعوب كلها على الانجازات والتوازنات بقيت الجزائر في غرفة انعاش الحضارات.
مغبون ذاك الطفل الوليد على أرض "القراصنة"..
مصاب برهاب النجاح ذاك الجديد على أرض الأشباح !!
غير مرغوب فيه ذاك الراغب في رغبة العيش المريح على أرض جعلت من حقوق أبنائها الأساسية أمورا مستحيلة عن كل عقل لا ينتهج أسلوب السلب والنهب، فالنُبل ليس جزائريـا.

[email protected]



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاكم حضاري تعرف على النساء عبر جواهرهن
- سلام يا أرض القراصنة
- أعبّر عن المستحيل بشكل إضطراريّ
- مدار التعقيم النهائي
- غريبة أنت أيتها المرأة الجزائرية
- فيدل كاسترو آخر حرّاس جزيرة القرم الفكرية
- أحب نفسك أوّلا
- علاج السخافة بالرداءة
- دونالد ترامب رئيسا على طريقة أنا ربكم الأعلى
- في الجزائر المستقلة لا يزال هناك عبيد
- الجذور الإسلامية للجمهورية الفرنسية
- هارب من شاطودف
- فلسفة البخار عندما ترغب في الإعتذار بدل سرد الأعذار
- الطرف الأيمن على العتبة اليسرى
- لم ندرك هذا سوى بعد ضياع كل الأمور، أدركنا أننا ندور خارج ال ...
- ذاك الذي اعتقد أنه من الآلهة، ذكّره الجزائريون بأنه بشر
- بعض توابل التفكير على الضمير قد تنفع صاحبه
- زحمة يا دنيا زحمة؛ زحمة وتاهوا الحبايب
- حريق على أعتاب دار التفكير إنتقاما من ذاته الموغلة فيه وتحرش ...
- -بريك-إقزيت- عنوان مسرحية خروج شكسبير بوند من إتحاد أوربا


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مزوار محمد سعيد - في الجزائر: الظلم موجود، الأمل مفقود والخارج منها مولود