أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - محمود سعيد كعوش - تخاريفُ امرأةٍ عاشقة !!














المزيد.....

تخاريفُ امرأةٍ عاشقة !!


محمود سعيد كعوش

الحوار المتمدن-العدد: 5441 - 2017 / 2 / 23 - 00:14
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


تخاريفُ امرأةٍ عاشقة !!

محمود كعوش
في تلك اللحظات دارت بيَ الدنيا كاملَ الدوراتِ،
وتَمايَلْتُ زهواً فتعثرت خطواتي،
ومَعَ الربيعِ تَنَهَدَتْ خطراتي،
وهام خاطري ثملاً بكاتم العبراتِ،

وتَلَوْتُ خلالها أيةَ حبنا مَعْ حِمَمٍ منَ الآهاتِ،
واخْتَلْتُ في غَنَجٍ كأن خيالي حُلُمٌ تهادى سارحَ الصبواتِ،
وتواترت في ذهني صورُ الجمالِ بأعذبِ القسماتِ،

وقابَلْتَني بأصدقِ وأزهىِ البسماتِ،
وغمَرْتَني بأرقِ وأرقى النظراتِ،
وأغرقتني بألطفِ وأعطرِ العبراتِ،
ودَسَسْتَ في أُذُني أدفأ وألطفَ الهمساتِ!!

كل ذلك حدث دفعة واحدة بعد طول ظمأ وفيضِ لظىً،
ومرارة وجدٍ وشوقٍ عاصفٍ،
فتحركَ بداخلي كل شيئ إسمه أُنثى
وبدأ يدب في الأوصالِ دبيبَ كائن يمشي على أربعٍ
وأكثر كثيراً!!

وقتها تخيلتَني تلك الحسناء تتمخطر وتتبختر بثوبها البنفسجي الشفاف،
تراقبك بارتباكٍ وحيرةٍ وبوجنتين كباقي الغروبِ يذوبُ في أفقِ السماءِ،
وأنت تحدق فيها بذهول وفي نفسك أشياءٌ كثيرةٌ تثير ما لا يقال !!
نظراتك كانت تلهب كل مشاعري وتُحيي ما مات منها وتوقظ ما غفى ودخل في غيبوبة أو غط في سباتٍ عميق منذ أمدٍ طويل.

كان كل شيء يعاندني ويدس في أنفي رغبة لم أشعر بها من قبل،
رغبة كانت تثور حيناً وتهدأ أحياناً لتختفي بين ما كنتُ أتخيله وما كان حاضراً.
أنفاسك كانت تلاحقني في كل الاتجاهات وفي كل المرئيات والمخفيات،
وكلماتك كانت تلامس بعضاً من بعضي فتبهرني وتثيرني كلي على كلي،
وتثير جنوني وتحضنني برقة ولطف وحنان وتغمرني بنشوة أعجز عن وصفها الآن.

كنت ألمس كل شيء وقعت عليه يدي وكل شيء وقع عليه نظري ولم يقع،
وكنت أعانق وألثم وأتقاسم معك كل كبيرة وصغيرة بتناسق تام وإيقاعٍ رائع غير مدروسين وغير مُخطط لهما.

كان كل شيء فيك ومنك يعانق نبضات قلبي ويعزف على شغافه معزوفة "العشق الممنوعِ"، الذي اجتاحني على غير موعد متوقع،
والذي ما كان لحظة في الحسبان،
ذلك العشق الذي كان على الدوام غاية مستحيلة فبات معك واقعاً ممكناً وسهل المنال.

قُلْ لي يا أنت كيف اقتحمتني هكذا فجأة وعلى حين غرة...كيف؟!
وكيف اخترقت سكينتي وسكوني بلا إيذان أو استئذان...كيف؟!
وكيف أبحرت في يمي برغم المد والجزر وكل هذا الموج العاصف...كيف؟!
بربك قل لي كيف غُصْتَ هكذا في أعماق أعماقي...كيف!!

يا أنت كيف استطعت الوصول إلي...كيف وكيف وكيف؟!
ومن هداك إلى سبيلي لكي تقطع علي خلوتي التي طالت وطالت وطالت؟!

كم كان جميلاً ما شعرت به وأنت تهمس في إذني بتلك الكلمات الشاعرية الدافئة صعبة المنال،
وكم كانت جميلة تلك الغيرة التي انتابتني ولم ألبث طويلاً قبل أن أصُرَها في صدري لتفعل فعلها،
فهي مذ اخترقت أضلعي بقيت كالنار تحت الرمادِ ولازمتني كالظل المستكين،
ولم تفارقني لحظة واحدة.
لا لا لا بل لازمتني كنبض الفؤاد والرقصِ على عزفِ أوتارهِ ونقر الدفوف على شغافه
لازمتني هكذا وأكثر كثيراً كثيرا!!

أحسست كأني أغوص بداخل صدرك أبحث عن شيئ ما أو عن لا شيئ،
وأغرق في شيئ ما أو لا شيئ.
أحسست كأني أبحث وأبحث وأبحث، وأحسست كأني أغرق وأغرق وأغرق.
أحسست وأحسست، لكن ما أذكره ولا أنساه أني كنت أسترق النظر إليك،
ولم أرَّ شيئاً إلا ما أحسست به و خالج صدري في تلك اللحظات الحالمة.
أحسست وأحسست، لكن ما أذكره ولا أنساه أني كنت وإياك وحدنا هناك،
وأننا عشنا لحظات غير كل اللحظات،
لحظات ليست كاللحظات،
يا لها من لحظات، يا لها من لحظات!!
أتراها تعود وتتكرر مثنىَ وثلاثاً ورباعاً؟
ربما نعم وربما لا،
وعلى الأرجح لا، لأن ما هو جميل وخاص وممتع المذاق نادراً ما يتكرر،
بل من المستحيل أن يتكرر،
من المستحيل لأنه المستحيل بعينه،
نعم هو المستحيل،
لكنه المستحيل الذي يُصبح مع الأحبة جائزا كما اعتاد على ترديد هذا صديق لي:
ألمستحيل مع الأحبة جائزٌ ... لا تجزموا أني أقولُ المستحيلْ
والشهدُ يَحْلو طعمُهُ في قِلَةٍ .. والوجدُ مهما زادَ يكفيهِ القليلْ

انتهت......

محمود كعوش – كوبنهاجن
[email protected]



#محمود_سعيد_كعوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلوساتُ عاشقة
- مِنَ القَلْبِ لِلْقَلْبِ أحبُكِ أكثرْ !!
- محضُ صدفَةٍ أمْ رمْيَةٌ بِلا رامي !!
- صدفةٌ أم رميةٌ من غيرِ رامي ؟
- أشتاقُكَ وأنتظرُ منكَ سلاماً !!
- أشتاقكَ وأنتظرُ منكَ سلاماً !!
- للحوارُ بقية قد تأتي لاحقاً !!
- 98 عاماً على ميلاد المارد العربي جمال عبد الناصر
- نجدد العهد لشهداء فلسطين الأبرار في يومهم السنوي
- الدبلوماسية المصرية في عهد السيسي عجيبة غريبة !!
- اليوم العالمي لحقوق الإنسان
- المطلوب وقفة عز وشرف مع الشعب الفلسطيني ونضاله الوطني
- رحل صديق الفلسطينيين والعرب فتحية لروحه
- برافو سلطة !!
- أكانت ديمقراطية أم جمهورية تبقى إدارة صهيونية !!
- من قتل عرفات ومتى ينال الجاني عقابه؟
- سيدُ البنفسج
- وذَكِّر إن نفعت الذكرى...مذبحة كفر قاسم
- خالدٌ أبدَ الدهر !!
- في الذكرى السنوية الأولى...تحية لجيل انتفاضة السكاكين (2)


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - محمود سعيد كعوش - تخاريفُ امرأةٍ عاشقة !!