مشعل التمو
الحوار المتمدن-العدد: 1432 - 2006 / 1 / 16 - 07:51
المحور:
مقابلات و حوارات
حوارات: لقاء مع مشعل التمو الناطق الرسمي باسم تيار المستقبل الكردي
لافا خالد
ورقة عمل كردية مطروحة للنقاش
ورقة العمل الكردية رؤية للتغيير محاولة لصياغة موقف كردي موحد حيال ما تتعرض له سوريا جراء سياسة النظام وممارساته
اعلان دمشق لم يعترف بتعددية في سوريا ولم يعبر عن مجمل الطيف والمكون السوري
الكتلة الكردية متجانسة وستلعب دورا مميزافي عملية التحول والتغيير الديمقراطي
* نحو صياغة موقف كردي موحد طرح هام, ونوع, في خضم الأزمة السياسية في كل المشهد السوري, هل يمكن اعتبار ورقة العمل هذه ردا على إعلان دمشق التي حددت الرؤى الكردية كما سماها البعض بالهوامش, وهي بدورها تتهم القوى الكردية برفع سقف المطالب؟
* ما طرحناه في ورقة العمل , ليست ردا على إعلان دمشق , ولسنا في وارد الردود , قدر ما نبحث عن صياغة موقف كوردي موحد حيال ما تتعرض له سوريا جراء سياسة النظام وممارساته , فنحن نعتبر أنفسنا جزء من حالة وطنية معارضة لنظام الاستبداد , ومن المهم أن نمتلك برنامجا سياسيا , يوضح رؤيتنا لمجمل حيثيات التغيير الديمقراطي , ورؤيتنا في هذا التغيير وما هي الأسس التي يجب أن ترتكز عليها دولة الحق والقانون التي ننشدها , وبهذا المعنى جاءت رؤيتنا التي نتمنى أن تساهم في توحيد الموقف السياسي الكوردي , وعلى اقل تقدير أن نمتلك رؤيتنا الخاصة كشعب وحالة قومية , هي جزء من سوريا المعاصرة , ولسنا ضيوفا لدى احد , وبالعكس نعتقد بان تمايزنا القومي , حافز إضافي لطرح برنامجنا حيال القضايا السياسية الراهنة وكيفية تجميع المعارضة السورية , التي وقع قسم منها على إعلان دمشق , الذي رأينا فيه خطوة متقدمة رغم ملاحظاتنا العديدة عليه , سواء في الشأن السوري العام , أو في الرؤية إلى الوجود القومي للشعب الكوردي , وهي الملاحظات التي كانت وراء عدم توقيعنا عليه , وفي برنامجنا الراهن أوضحنا موقفنا السياسي وشكل التغيير الديمقراطي الجذري الذي نعتقد بوجوب اعتماده , وهو يتقاطع مع إعلان دمشق في بعض بنوده , ويتمايز عنه في البعض الأخر , لكنه إعادة صياغة لموقف كوردي , خارج عن نطاق منطق الأخ الأكبر , أو تبني طرح سياسي لا يساهم الكورد في صياغته
أما من حيث المطلب الكوردي , فهو مطلب ديمقراطي يساهم في بناء سورية تشاركية , متعددة القوميات , ونجزم بان الوعي بالديمقراطية فيما لو توفر في الرؤية للوجود القومي الكوردي , لما كان هناك من يشكك بالوجود القومي للشعب الكوردي , ولما اختزل إعلان دمشق الكورد إلى مجموعة لغوية , جردها من جذرها التاريخي , ومقومات شخصيتها القومية .
- * ما مطالبكم التي لم يحددها إعلان دمشق بوجهة النظر الكردية؟
- اعتقد بان مطالبنا المتمايزة عن إعلان دمشق , تتعلق بشكل الدولة المدنية , وعلاقتها بالدين , والرؤية إلى النظام وأهل النظام , كما تختلف في إننا لا نراهن على السلطة القائمة ولا نعمل تحت سقفها , بل نسعى إلى إيجاد بديل سياسي واجتماعي وثقافي عنها , بشكل سلمي وديمقراطي وعبر استخدام كل الوسائل السلمية , واعتقد بان اعتصامنا المشترك مع حزب يكيتي في ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان , وامتناع إعلان دمشق عن المشاركة بحجة تعرض سوريا إلى ضغوط خارجية , يصب في الاتجاه الذي ذكرت , وهو نقطة خلافية بيننا , فنحن نعتقد بان سياسات النظام وتراكم أخطاءه فتح بوابة العبور للخارج , والضغط الراهن قسم كبير منه موجه ضد النظام بعد أن فقد وظيفته الإقليمية , كنتيجة لمجمل متغيرات الوضع الدولي والإقليمي , وعدم الاعتصام أو تصعيد المطالبة , أو إيقاف الفعل السياسي الميداني , يحمل دلالة سياسية , لا يمكن أن تكون في خدمة برنامج إعلان دمشق نفسه , ومن جهة أخرى , نحن نرفض التوقيع على إعلان سياسي يختزل الشعب الكوردي ويحيله إلى مجموعة مهاجرة , أما القول بالحل الديمقراطي , فهي كلمة حق لكن ؟ كل قضايا الوطن السوري تحتاج إلى حل ديمقراطي , وبالتالي التفافية إعلان دمشق على الوجود القومي للكورد , وعدم اعترافه بتعددية سوريا , يجعل منه برنامجا وحيد الجانب ولا يعبر عن مجمل الطيف والمكون السوري , حتى وان وقعت عليه بعض الأطراف الكوردية , التي يبدوا أنها حتى اللحظة لم تستوعب خطورة ما وقعت عليه , من حيث نفي وجودها وتكوينها وحتى عملها كأحزاب .
- * إلى أي مدى تتوقع أن تتفاعل المعارضة مع الرؤية الكردية, لاسيما أن معظمها من الموقعين على إعلان دمشق, وكنتم احد الأطراف التي عارضت, وبشدة على التوقيع. لتضارب آرائهم وطرحكم الآن؟
* القضية ليست تفاعل هذا أو ذاك , رغم أن التفاعل حالة حضارية نتمناها , ونعمل من اجل إيجادها , لكن الفكر العقائدي الذي تستند إليه بعض قوى المعارضة , يعيق تواصلها مع الأخر المختلف عنها قوميا , وهي لا تريد أن تعترف بالحقيقة الكوردية , وان اضطرت إلى الاعتراف , فمواربة , أو نسف الوجود كما فعل إعلان دمشق , فإذا كان بعض العاملين في مجال حقوق الإنسان , مصرين على تجذير الأكراد عربيا , فكيف بالساسة الذين تربوا على فكر مؤدلج قوموي , مزدوج في رؤيته , ومتقلب في وعيه , نعم نحن ندعوهم في برنامجنا إلى التوصل والتفاعل , ونريد توضيح حقيقة الوجود الكوردي كحالة معارضة , وطنية , نجزم بدورها الحاسم في التغيير الديمقراطي , وقد أعلنا ما نفكر به , وما يريده شعبنا الكوردي , وما يستجيب لحقائق التاريخ والجغرافيا , فإذا كانت الجدية موجودة , والمصلحة الوطنية هي المعيارية وبوصلة التوجه , سيكون هناك تفاعلا وتجانسا وتكافلا ووحدة في المصير .
* ما تأثير تصريحات خدام على رؤية كل القوى, وتداعياتها؟ وهل أكسبت صف المعارضة نقطة جديدة وتوحداً, في الالتفاف حول وثيقة عمل. أم أن آلية الخروج من الأزمة. وعلى مختلف الصعد يتطلب رؤية ابعد من ذلك؟
* - تصريحات السيد عبد الحليم خدام , تشكل انقلابا جذريا على نظام ساهم هو في بناءه , وبغض النظر عن تاريخ خدام في انه احد ركائز الدولة الأمنية , وانه احد الأعمدة الفاسدة والمفسدة , لكن انقلابه شكل من وجهة نظرنا مفصلا مهما في تاريخ سوريا , واكسب المعارضة نقطة تحول جوهرية , فيما لو استطاعت أن تمتلك زمام المبادرة وتتحرر من قيودها الإيديولوجية , واستوعبت خطورة القادم , وعملت على تفاديه , لان السيد خدام كشف المستور , الذي وان كنا نحن السوريين المقهورين والمغيبين نعرفه , لكن فضحه وإعلانه من قبل احد أركان النظام الأمني , يمثل تصدعا وانهيارا في بنى البيت الواحد , وهذا التصدع يستوجب سرعة في الفعل السياسي الميداني , حول برنامج عمل ديمقراطي , شامل وعام , بمعنى توحيدا لقوى المعارضة , فالإحداث متسارعة , والاستجابة السلحفاتية لها , لم يعد يجعل من مجرد الكلام الضبابي معارضة , وبالتالي نحتاج جميعا إلى آليات جديدة في التفكير والعمل والسلوك , يكون ناظمها الوطن وما ينتظره من تداعيات , بمعنى لا جدوى من معارضة لا تجد في نفسها القدرة على أن تكون بديلا ديمقراطيا للسلطة الاستبدادية .
* إلى إي درجة تتوقع نجاح هذا الشروع؟ وخاصة أنكم خرجتم من مباحثات حلب مع أطراف معارضة أخرى من دون التوصل إلى أي اتفاق؟ -
* أي مشروع سياسي يكتسب نجاحه من قدرته على الفهم السياسي للحالة الراهنة , والطرح الديمقراطي للخروج منها , وفي هذا السياق فنحن نعتقد بان مشروعنا يعبر عن رأي طيف ومكون أساسي من مكونات المجتمع السوري , وهو يتضمن توصيفا للراهن , واليات عملية لتجاوزه , فالجميع في سوريا بعد مرحلة الاستبداد المديدة وثقافة الخوف ووعي الاتجاه الإجباري الواحد , بحاجة إلى إعادة إنتاج جديدة , سواء لوعيه السياسي , أو لهويته الإنسانية , على أرضية أن كل شيء نسبي ويتوقف على ما هو خارجه , أي مشروط بالظرف الخارجي , حيث إن ممارسة إنكار الكورد ومحاولة خلعهم من تاريخ مشترك , يحتاج إلى إعادة إنتاج جديدة , نعتقد بان مشروعنا , يمثل إنذارا مبكرا لمثل تلك العقلية , فالوطن للجميع , بما هم , وبما يحملون من هويات مختلفة , وبالتالي تتوقف نسبة من نجاح مشروعنا على قدرة الأخر على الانخلاع من ذاته القوموية , ليتمكن من استرداد نفسه أولا , وليستطيع التشارك مع الأخر في وطن واحد تاليا , وقد لمسنا هذه الحالة العصية على فهم الأخر في حوارات حلب , مثلما دل عليها بشكل أكثر وضوحا إعلان دمشق , ونعتقد بان هذه العقلية مدمرة للمجتمعات , التي تبنى بالفهم المتبادل , وليس وفق اللاوعي الاجتماعي الذي غرسته أفكار المشروعية القومجية , والمتجلي في الشك والتشكيك بالوجود القومي للكورد أو في شرعية مطلبهم الديمقراطي .
* هل تتوقع دورا ً للكرد في المرحلة القادمة ؟
* نعم سيكون للكورد دورا مهما في بناء سورية المستقبل , سوريا لكل السوريين , وسيكون لهم دورا مميزا في عملية التحول والتغيير الديمقراطي , فالكتلة الكوردية متجانسة وبغض النظر عن رؤية بعض الأطر الكوردية البعيدة عن واقعها الشعبي , وبحكم الاحتقان الموجود بنتيجة سياسات الصهر والتعريب العنصرية , وهو يشكل عاملاً مهما في بلورة الوعي بالتغيير , وبالتالي الوعي بالمسئولية تجاه الوطن المشترك , ولعل سوية الفعل الجماهيري الكوردي وقدرته على تحدي الاستبداد اكبر دليل على جاهزية الكورد كمساهم وحامل للتغيير الديمقراطي .
#مشعل_التمو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟