أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم العزاوي - قاسم حمزة ومحمود عجمي يتغنيان ب:حكاياالطين والنار















المزيد.....

قاسم حمزة ومحمود عجمي يتغنيان ب:حكاياالطين والنار


قاسم العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5437 - 2017 / 2 / 19 - 23:39
المحور: الادب والفن
    


مذ،ركل الخالق الذي لم يسجد للذي خلقه وصيّره من طين ، كان الأنحياز للطين واضحاً وجليّاً ، ومقدساً ايضا ، وهو إقرار إلهي بأهميته الروحي الروحيّة والحياتية ، وإقرار أيضاً بأن منبع الخلق وديمومته ماهي إلا من الطين المرتبط بالارض باعتبارها حاضنة للحياة بكل اشكالها وقد تواتر هذا الانحياز للطين في جميع المثيلوجيات الدينية وتكونت الحضارات ونشأت وقرأ تاريخها من خلال الطين بما تركته لنا الحضارات الرافدينية المتعاقبة بكم هائل وثر من المدونات الطينية والرقم والتماثيل والريليفات وغيرها التي بدونها لما قرأ التاريخ ولا عرف تطور هذه الحضارات التي اضافة للانسانية الفتح الكبير : معرفيا وفنيا وعمرانيا ومجتمعيا واقتصاديا وسياسيا وغيرها ... , لذا ان هذا التراكم المعرفي / الفني والممتد لاكثر من سبعة الاف سنة , كان المحرك الدائم داينميكيا لاستمرار الفنان العراقي خاصة بأعتباره صاحب حضارة ( فنية ) وريادية ايضا في اللعب الجمالي على الطين , من الرائد الاول المجدد جواد سليم الى اخر القائمة من الفنانين ,لكن الذي يهمنا هو الاشتغال على الطين وتشكيله خزفيا الى موجودات وكنوز جمالية والذين كان لهم السبق الاول والفتح في الخزف العراقي المعاصر مثل : فالنتينوس ,سعد شاكر ,الهنداوي, السعودي وغيرهم ولان موضوعنا الان يتناول اعمال الفنان قاسم حمزة والفنان محمود عجمي بمعرضهم المشترك في قاعات دائرة الفنون التشكيلية / وزارة الثقافة , وبما يجمعهم مكانيا الى الحضارة البابلية والدور الفاعل للطين في انشاء هذه الحضارة عمرانيا وجماليا وماتركته من خزين معرفي وفني في العقل الجمعي والذاتي لهذين الفنانيين اللاعبين على مطواعية الطين وتشكلاته الى تحف فنية خزفية تستقطب المتلقي وتسترجعه الى حضاراته الاولى فنيا وتثير فيه ذلك الحنين والالفة الى ماتركه اجداده الاوائل من كنوز فنية ويشم ايضا رائحة الطين المبلل بالمطر ,ويذكره ايضا بأن الطين وتشكيلته الفنية ماكان ليبقى لولا فعل الفخر وفعل النار في ديمومة هذا الجمال الطيني المفخور ...!

قاسم حمزة انقباض الرمز / انبساط الابعاد .
________________________________
تقودنا الاعمال الخزفية للفنان قاسم حمزة ,وخاصة تلك التي تتحرك هندسيا ببعدين والتي تأخذ شكل المدوّر , ان نبقى دائرين حول محيطها محاولين الامساك بنقطة بداياتها والخروج من نهاياتها ,وتلك الاشكال المدورة تحيلنا الى جدلية الكواكب ودورانها المتواصل فيزيائيا حول نفسها ,ودورانها بالتالي حول قطبية واحدة تشكل مركزها,لذا, ان مركزية رمزيتها ودلالاتها دائرة هي الاخرى حول شكلانيتها الفنية ,وتتمايز وتتقافز تبعا لفكرة الجمال /الرمز وتؤكد ذاتها او تنبجس الى حيز الواقع ,وتنبسط بفعل نشاطها الذاتي من حيث هي تظاهر مباشر انبثق وتشكل من التعيين المؤجل - اي كل طورا خاص يجتازه العمل اثناء الانبساط والتطور يقابله تعيين داخلي واعني بهذ شكل خاص هو شكل الاطوار السابقة / اللاحقة الاخرى من مراحل العمل الفني , وهذا التدرج اللوني والشكلي في الانبساط والتطور هو الوصول الداخلي للفكرة أي الامساك بذروة العمل , ...والرمز في الاشكال تدرج يشابك مدلولاته بمقاربة متكافئة بين الدلالة الداخلية أي مايمور في داخل الفنان من رؤى وتصورات ,اذا جاز التعبير ( المضمون الروحي ) والتظاهر الخارجي بمنى الشكل ككل ..., لذا نرى الرمز بكل اشكاله الخطية واللونية والحروفية والسيمائية , بمثابة روح مشبعة بالخصوصية والتجريد والتي تخاطب حدوسنا وتلون العلائقيات بـ: لامتناهيات تمنحها بئرة الرمز الرؤيوية ليظهرها - احتمالات قابلة للتواصل - ,واعني احتمالات تفصل المدلول الحسي لتضيفه الى الصورة , فالرمز هنا هو انفصالات الاحتمالات في المعنى , وبالاخص ,وتحديدا تلك الاحتمالات المستعصية التي تفرز مكامنها لتترابط بحداثوية الشكل العام ... والتي استطاع الفنان قاسم حمزة ان يوظفها تماما في مكوناته الخزفية والتي تنطوي على انبساط ما في الداخل وتبيان الصراع الجدلي بين توترات قطبي الاحتمالات المستعصية /الممكنة ... الفنان قاسم حمزه في منجزه الخزفي يراود التجريد التخاطري لابعاد النص التشكيلي في دوران الدلالة ومحفزا تناغمية احتمالاتها بين خبايا النص التشكيلي وتفتق جدليتها الازاحية تبعا لانبعاث الحالة التشكيلية التي تتنافر بتجاذب اسطوري مقترحات الاخصاب والنمو ،في مدوناته الخزفية ، وينطبق هذا على مدوناته الخزفية ان كانت تأخذ شكل المربع والمستطيل وعلى جدارياته الخزفية ايضا..، وحتى التي تستلهم الحرف العربي دلاليا وتزينيا وسيمائيا ، تستقطب ملامح الرمز في تجريدات شكلانية ولونية ...، منجز الفنان متحفي ويبتعد كثيرا عن الحاجة التزينية البيتية ، من هنا، ارى ان الفنان قاسم حمزة حفر بصمته المتميزة في حقل الخزف ،وهذا لايعني ان اشتغالاته جاءت بمحض الصدفة، وانما نلمس فيها تجارب اساتذته وعمالقة الخزافين ايضا...
محمود عجمي / استنطاق الطين ،وإ وسترجاع ذاكرته .
(الفنان لايبتدع اسلوب حياته ، بل يعيش بالاسلوب الذي يبدع فيه..)
/ جان ليسكور.
ايضا ، المدورات الفخارية للفنان محمود عجمي ، تتحايث مع المدورات الخزفية لقاسم حمزه ،كشكل هندسي (لا كأسلوبية )وايضا تقود المتلقي ليحاول الامساك ببداياتها ويبحث عن نهاياتها ومخارجها ..ويخرج مشبعا بمكوناتها وخطابها الجمالي والاسطوري ،واسترجاع ذاكرة الطين الممتدة لالاف السينين واستنطاقه بلغة عصرانية وتحدثنا بكل تهذيب عن ملاحم اجداددنا الاوائل ن بمشهدية ممسرحة تدور دائرة حاضنة لهذه المشهدية ..،وخوار الثور السماوي يتردد بدوران ايضا , وسيد اوروك كلكامش يمسك بقرنيه ويلوي رقبته ليصدر ذلك الخوار الطاغي على مشهدية الخطاب التشكيلي الممسرح , وعشتار (عشتروت) تراقب مايجري وهي تهرع صوب ثورها السماوي تمسح دموعه وتأن مع خواره وتتضرع...! هذه المشهدية تكررت كثيرا في فخاريات محمود عجمي المستنطقة دواخل الطين بأجتراحات متكررة ..., هذا الاستنطاق الحدسي يدخل المشهدية الفخارية ليصّير ديمومة ابعادها وهو بمثابة شهاب الدلالة غير الاني ,أي الذي لاينطفئ بل يترك ومضاته المحزوزة تجوّف الحركة بتقطع يتحول الى فجوات وحزوز وخطوط عميقة تتجانس مع الخطاب التشكيلي وتتجانس رؤيويا مخلفة الحلم الاسطوري الذي يملئ الفجوات والحزوز والخطوط المتقاطعة تارة والمحيطة بالمشهدية التشكيلية الفخارية ويتحول الى علاقة تجمع المتصور الفخاري بالوجود وتشكل علاقة دائرية مغلقة في آن ومنفتحة الى منافذ الاسطورة والملحمة البابلية وتستقطبها في بؤرة الان ( المعاشة ) وتتماها في الشعور دون ان تنحل فيه لكن كل ذلك له علاقة بالمعنى وذلك لايمكن الوصول اليه الا بالرمز اذ هو يسقط ويتجسد فيه ...
محمود عجمي لايغادر النحت حتى في الموتيفات الورقية المرسومة بالحبر وهي تحيلنا الى نحتيات بارزة لذا نراه زاوج الفخاري بالنحت ( الرليف) او النحت ذات البعديين والذي غالبا ماكان يزين جدران المعابد يوثق ويؤرخ الملاحم والبطولات والطقوس الدينية بما فيها النذرية , وما موجود على الرقم الطينية والجداريات ذات البعدين في ارض الحضارة الرافدينية القديمة ..., من هنا جاءت مدوراته الفخارية وكأنها ( لقى ) مما تركته لنا حضارة وادي الرافدين الزاخرة بالفن والجمال والاساطير التي مازالت يتردد صداها الى الان جسدها الفنانين قاسم حمزة ومحمود عجمي وهما يتغنيان به ( حكاية الطين والنار)



#قاسم_العزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجريدات لونيّة /إنعكاس الكامن بين الشعور واللاشعور./الفنانة ...
- احمد مزعل/ ظل وضوء قيد الانجاز في بغداد
- نص سردي ..لنص شعري/رؤية محايثة
- مقامة الذي مات ولم يمت(الى روح مدني صالح)
- ماتيسر له من الهذيان (الى على السوداني في هذيانه)
- ومضات بمقاربات سوريالية
- قصتان قصيرتان جدا
- ثلاثة عيون ولحية فوضوية (الى الفنان عمر مصلح........ ...
- مجسات العتمة....................قصة قصيرة
- يا..أنايَ
- نوافذ الغربة/مرشحات الذاكرة /) صبيح كلش يفتح نوافذ الغربة
- سنا السين....
- نص نثري..لنص شعري/ جولة محايثة لديوان سطر الشارع / للشاعر فل ...
- طيفكِ خمرتي ونديمي
- عويل الحقائب....قصة قصيرة
- استلهام القصيدة قصصياً/ تجوال قصصي داخل قصيدة لسيدة بن علي.. ...
- عطش....ايروتيكا....!
- إفتراض....!
- انكسار الصوت...!
- المهرج والبالون................!


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم العزاوي - قاسم حمزة ومحمود عجمي يتغنيان ب:حكاياالطين والنار