علي فهد ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 5437 - 2017 / 2 / 19 - 16:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المفخخات (حوار سياسي) خارج المنطقة الخضراء ..!
للمرة الاولى (يعترف) التحالف الدولي ضد (داعش)، بأن صنوف القوات المسلحة العراقية، ممثلة بالجيش والشرطة والحشد الشعبي، يقاتلون لتحرير بلدهم و ( جعل المنطقة والعالم أكثر أمناً )، كما ورد في بيان لقائده الامريكي الجنرال (ستيفن تاوسند) اليوم (الاحد)، بالتزامن مع انطلاق عمليات تحرير الساحل الايمن للموصل.
هذا الاعتراف (الصريح) تترتب عليه استحقاقات للشعب العراقي، آنية ومؤجلة منذ سنوات، على أمريكا ودول التحالف وجميع بلدان العالم، تتمثل بالدعم (الحقيقي) للشعب العراقي، باعتباره المستهدف الاول من انشطة الارهاب (بكل اشكاله) منذ عقود، وما ارهاب عصابات (داعش) سوى مرحلته الحالية والاكثر دموية الى الآن، لكنها قد لاتكون النهائية، لأن افكار وادوات وحواضن (انتاج) الارهاب في العراق، تنمو وتتناسل برعاية اقليمية ودولية .
حكومات التحالف وباقي حكومات العالم التي تراقب المشهد العراقي الدموي منذ سقوط الدكتاتورية، كانت ومازالت تساهم بادوار فاعلة في اراقة دماء الابرياء من العراقيين وتبديد ثرواتهم، من خلال عبثها السياسي في دعم الصراعات بين اطراف السلطة في العراق، تنفيذاً لاجنداتها النفعية على حساب مصالح العراقيين في الامن والاستقرار واعادة البناء والتطلع لحياة كريمة لهم ولاجيالهم القادمة .
لقد خبر العراقيون (آليات واساليب) صراع الاطراف القائمة على القرار السياسي، ولم تعد التصريحات الرنانة للمسؤولين تلقى رواجاً في (السوق) الاعلامي داخل العراق، خاصةً بعد تكرار (حفلات) الدم التي تحصد فيها (المفخخات) أرواح ابنائهم في العاصمة بغداد وباقي المدن العراقية، وقد تأكد لهم منذ سنوات، أن المفخخات المنسوبة للارهاب في كل مرة، هي في الاصل (حوارات ) دموية خارج المنطقة الخضراء، تساهم في اعادة (تلوين) الخرائط السياسية داخل المنطقة الخضراء لضمان تقسيم (عادل) لمنافع اطرافها .
الاشارة الأهم في بيان القائد الامريكي، هي تشخيصه الواضح لقوى الشعب العراقي المواجهة لداعش، ممثلة بالجيش والشرطة والحشد الشعبي، مستثنياً القيادات السياسية، وهي عدالة (استثنائية) لم يعتد عليها الامريكيون، واذا تم ( تصحيحها) في بيان قادم فليس على الامريكيين حرج ، طالما هم صُناع الارهاب وأسياده .
علي فهد ياسين
#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟