أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم كطافة - قل لي ما لون قميصك قبل عشرين سنة.. أقل لك من أنت














المزيد.....

قل لي ما لون قميصك قبل عشرين سنة.. أقل لك من أنت


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 1432 - 2006 / 1 / 16 - 10:26
المحور: كتابات ساخرة
    


هذه ليست حكمة لفيلسوف أغريقي، كذلك هي ليست حزورة بغدادية قالها أحد أساطين الفكاهة، وهي إلى ذلك ليست عملية حسابية للخوارزمي، كما هي ليست دعاية لأحد المنجمين المستجدين ليبزغ نجمه في عالم النجوم والتنجيم، وفي كل الأحوال لا يمكن نسبتها إلى المرحومة جدتي، لأن المغفور لها توفيت قبل أكثر من عشرين سنة بدشداشة سوداء عاشت بها وماتت بها، في حياتها لم تتعرف على كل أنواع القمصان بما فيها قمصان النوم. الذي اكتشف هذا الاكتشاف المذهل، هو وزير عدل سابق لأعظم دولة في المنطقة هي المحروسة (دولة قطر). فجره في الجلسة الثالثة من جلسات سماع الشهود والمشتكين في مسلسل محاكمة المشتبه به (صدام حسين) حول مجازر (الدجيل).
السيد (نجيب النعيمي) هذا، اعتقد في ليلة قمراء كان النسيم فيها عليلاً لهبوبه من البحر وليس من الصحراء؛ أنه فطحل من فطاحل القانون شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً. لماذا..؟ إليكم الأسباب: أولاً؛ هو الوحيد الذي سمحوا له دون كل محاميي أمة لا إله إلا الله، بحضور محاكمة تاريخية تحاكم طاغية كان مستفرداً بشعبه في مكان ما خارج التاريخ، إذن من يدافع عن هذا (الزلمة) ويسحبه من خارج التاريخ إلى داخله، لا يتحصل على أسباب الشهرة العريضة فحسب، بل والفطحلة كذلك، لأن القضية كما هو واضح لا تخص قضية نفقة أو طلاق أو تجحيش امرأة أو قضية مخدرات وغيرها من قضايا يتورط بها محاميي هذه الأمة من يوم تخرجهم إلى يوم مماتهم.. وثانياً؛ أن السيد المحامي الفطحل وجد نفسه يرى ما لا يراه الجميع، بينما الجميع غارقين في توقعات نوع العقاب الذي سيعاقب عليه المشتبه به وأعوانه، فأن السيد (النعيمي) هو الوحيد الذي رأى أسباب البراءة واضحة كعين الشمس لموكله. أما عظمة دولته، فهذا أمر لا يستند إلى مساحتها، لأن مساحتها شيء لا يعتد به، هي أصغر حتى من مساحة بلدة (الدجيل) العراقية مدار قضية المحكمة..!! لكنها عظمة بالاستعاضة، ونظام الاستعاضة في حالتنا ليس نظام هندسي، بل هو نظام عربي، فحواه تقول؛ بما أن دولة (قطر) رسمياً هي محمية طبيعية لدولة عظمى اسمها (أمريكا)، إذن وبالاستعاضة ستكون دولة (قطر) كذلك دولة عظمى. والذي زاد من شعور الوزير السابق بالعظمة، هو جلوسه كتفاً إلى كتف مع وزير عدل كذلك سابق لذات الدولة العظمى (أمريكا) هو السيد (رامزي كلارك). عندها نستطيع القول بتكامل أضلاع العظمة من كل حدب وصوب. أو كما يقول إخواننا المصريون: عظمة على عظمة..!!
كانت لهذا السيد المحامي الفطحل، أربعة أسئلة لم يخمسها إلا في حالة واحدة سنأتي عليها. الأسئلة هي: هل شاهدت بعينك السيد (صدام) وهو يمارس جرائم حرب.. الجواب سيأتي من الشاهد، لا محالة بـ:لا. هل شاهدت بعينك السيد (صدام) وهو يمارس جرائم إبادة بحق الجنس البشري..؟ والجواب سيكون كذلك: لا. هل شاهدت بعينك السيد (صدام) وهو يعذب المعتقلين..؟ كذلك الجواب: لا. هل قدمت شكوى في ذلك الزمن ضد الذين عذبوك..؟ والجواب هنا سيكون (لا) مصحوبة أما بضحكة أو حسرة أو تهويمة من اليدين إلى رب العالمين مع جملة مبتسرة تقول: الشكوى لغير الله مذلة.
هكذا، وطيلة الثلاث جلسات، داوم السيد المحامي الفطحل والوزير السابق لدولة قطر العظمى على رباعيته، مصحوبة بابتسامات عريضة، كان يوزعها بعدالة منقطة النظير، تارة للشاهد وأخرى للمتهم وثالثة للقاضي ورابعة لهيئة الإدعاء وخامسة للكاميرات الفضائية.. كان السيد فرحان (أوي)، وعلى ما يبدو كان معجباً بابتسامته، على خلاف الهيئة المفترضة لمحامي موكل عن قضية فيها حياة وموت موكله على كف عفريت. من يدري لعلها تطلع دعاية لمعجون أسنان..!! لكنه في الجلسة الثالثة وقبل نهايتها بقليل، داهمه ومن حيث لا يدري، إلهام رباني جعله ينطق بما نطق به وهو يوجه أسئلته إلى ذلك الفلاح المسكين، الذي كان يشكو من تجريف بساتينه وقتل أولاده وقلب حياته على البطانة بأوامر مباشرة من المجرمين الذين أمامه في القفص، سأله المحامي وبذات الابتسامة المعجونية: هل تستطيع أن تخبرني ماذا كان لون قميصك يوم جرفوا بساتينك..!!؟ وأمام هذه الزيادة الواضحة في عيار الفطحلة، لم يتمالك القاضي نفسه هذه المرة من الضحك وتنبيه السيد المحامي؛ أن هذا سؤال غير منتج سوف لن نثبته، لكن الشاهد أو المشتكي مع ذلك لم يفوتها للمحامي الفطحل، أجابه: والله يا أستاذ في ذلك الوقت لم اكن ارتد قميص.. بل دشداشة...!!!!



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في جدل الروائي المؤرخ
- صحيح العراقي
- بين الملاكم (تايسون) و(فيصل القاسم) ثمة جثة..!!؟
- مرة أخرى عن الحصان والعربة..!!؟
- نحن والمشتبه بهم
- محنة قناة الشرقية مع المجهول..!!؟
- بين الجزيرتين..!!؟
- شبكة الإعلام العراقية ومحنة الهوية
- بين العراقيين العرب وعرب الطائفة المنصورة..!!؟
- ماذا يحدث في سومرستان وأنباريا..!!؟
- من أفشى السر..!!؟
- ليس عندنا فساد.. عندنا تمويل ذاتي
- أسلم.. تسلم أيها السيد (القمني)..!!؟
- للحلاق رب يحميه..!!؟
- بين ثقافة الداخل وثقافة الجوادر..!!؟
- شؤون وشجون آخر امبراطورية للبعث
- لماذا يلاحقون لواء الذئب..!!؟
- الدنيوية بدل العلمانية..!!؟
- ماذا يريد اليسار..!!؟
- في ظلال مؤتمر نصرة الشعب العراقي


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم كطافة - قل لي ما لون قميصك قبل عشرين سنة.. أقل لك من أنت