حيدر حسين سويري
الحوار المتمدن-العدد: 5435 - 2017 / 2 / 17 - 20:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تتعرقل بعض الخطط، بل قد تتغير، وفق معطيات الحالة والأحداث، التي يمر بها الوضع المعين، فيا تُرى ما هي أسباب عرقلة خطة إقتحام وتحرير تلعفر؟
بعيداً عن التحليلات، التي غدت مؤلمةً للعراقيين ولأهالي تلعفر بوجهٍ خاص، وهم ينتظرون الفرج، بعد أن قضوا ما يقارب الثلاث سنوات، وهم يسيحون في مناطق وسط وجنوب العراق، لا تأتيهم أخبار تحريرٍ من مدينتهم، بل تأتيهم توابيت أبنائهم الشهداء، الذين ما يزالون يضحون بأنفسهم من أجل تحرير المدينة، التي باتت وكأنها عصيةً على الإقتحام!
(حسن) معلم تركماني من أهالي تلعفر، كنت جالساً بقربهِ، حينما رن هاتفه المحمول، وأثناء المكالمة لم أسمع منه سوى(إنا لله وإنا إليه راجعون)... لمعت عيناه دموعاً، كانت صعبة السقوط، فلم تطأ خدهُ اليابس، فسألته: خيراً إن شاء الله؟ فأجاب: قافلة شهداءٍ من أبنائنا وصلت إلى كربلاء(11 شهيداً)، فإلى متى؟ يا إستاذ حيدر: مرت ثلاث سنوات على تركنا تلعفر، والله إننا لنموت في اليوم مائة مرة، يا ليتنا ما تركناها، والله ما تركناها، إلا أننا خُدعنا بخطة الإنسحاب المشؤوم، والله لو خُيرّنا لبقينا للقتال وما إنسحبنا... إستاذنا أنت شاعر، أتمنى منك قصيدةً تشكو بها لوعتنا، وتُعبر فيها عن حُزننا بتركنا مدينتنا، ومدى إشتياقنا لعودتنا، وإن أصبحت تراباً تذروه الرياح...
كتبتُ هذه الأبيات باللهجة العراقية العامية، من الشعر الشعبي، إهداءً مني لـ(الأستاذ حسن) ولجميع أهالي تلعفر ونتمنى من الله أن يمنحهم الصبر والسلوان وأن يمن عليهم بتحرير مدينتهم:
صرت مجنون
وكَلبي صار يتفطر
ثلث أعوام فاركَناج تلعفر
لا روح البعد تتحمل فراكَـ
ولا عين الغفت والجفن يتنطر
بس أولادنا ترجع توابيت
جا يمته الفرج؟
جا يمته نتحرر؟
لا عافونا بيج إندافع وشجعان
سحبونا غفل، يل شانئج أبتر
أسف
طبع الغدر مزروع بيها الناس
ولا أعجب بعد من طعنة الكوثر
هم يخلص زمنا ونرجع الملكَاج؟!
نشم اتراب كَاعج بيه نتعفر
عهد ما أندفن إلا بحضن بلواج
وش يسوى العراق بغير (تلعفر)
.................................................................................................
#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟