|
مقتدى الصدر ولعبة النهايات السائبة
محمد الوزّان
الحوار المتمدن-العدد: 5434 - 2017 / 2 / 16 - 20:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مقتدى الصدر ولعبة النهايات السائبة ..... محمد الوزّان ......... مرة اخرى ينجز زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وعداً قطعه على نفسه امام تابعيه ويستقدمهم في الضغط على اصحاب القرار ، هذه المرة يستهدف مفوضية الانتخابات على اعتبار ان هذه المفوضية متهمة بالفساد والانحياز لاشد اعدائه في العملية السياسية وهو نوري المالكي ..
ومرة اخرى يمارس زعيم التيار الصدري لعبة النهايات السائبة كما عرف عنه في كل تصعيداته السياسية وغيرها منذ عام 2003 ولحد الان الامر الذي أدركه سياسيو سدة القرار في العراق ، وبدأوا يتعاملون وفق هذا المبدأ ونجحوا الى حدٍ بعيد ، فما هي الا مواجهة واحدة لسقطت بعض الجرحى حتى دعا الصدر المتظاهرين لانسحابٍ "تكتيكي" في حين ان مصادر اشارت الى اتفاق جرى مع الصدر حين المواجهة دون معرفة المتظاهرين باتصالات الصدر مع اصحاب القرار او من ينوب عنهم في العراق او ايران
المتظاهرون طالبوا بإلغاء مفوضية الانتخابات ولم يبدأ الصدر بتنظيف بيته أولاً من "الرجس "الذي يعارضه ويعطي اوامره بانسحاب جميع ممثلي التيار الصدري في المفوضية وهم اكثر من ثلاثة الاف عنصر ما بين أعضاء في المفوضية وبين موظفين بصفة مراقبين او موظفين أساسيين في مكاتب المفوضية في فروعها بالمحافظات العراقية هذا الامر هو ذاته الذي طالب به الصدر قبل اشهر بالكشف عن الفاسدين واتهمَ وقتذاك الحكومة بأنها سرقت 1000 الف مليار من المال العام . وهو يعلم ان التيار الصدري يمثل ما نسبته 10% عشرة في المائة من جميع مؤسسات الدولة من وزارات وهيئات مستقلّة ووكالات وزارات ومدراء عامين وموظفين في مؤسسات الدولة ورؤساء في مجالس محلية ومجالس محافظات ومجالس بلدية وما الى ذلك ، واذا كانت هناك سرقات من المال العام فإنها لا تتجاوز هذه الدوائر التي يعد التيار الصدري جزءاً لا يتجزأ منها وبالتالي فان التيارالصدري مسؤول عن سرقة ما لايقل عن 100 مائة مليار من المال العام ، لم يعترف ، بل ولم يبادر الصدر للكشف عنه
هذه الممارسات انكشفت لدى الكثير من العراقيين وبدأ الكثير منهم يتداولون حقيقة مفادها ان صعود نجم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وتمكنه من اعادة وضعه امام الإيرانيين وتمدد علاقاته مع المنفصمين والمنشقين عن التيار الصدري هو الذي جعل مقتدى الصدر ان يفتعل الأزمات المتتالية تحت شعارات شتى
المطلوب من مقتدى الصدر ان يحدد دوره السياسي وخصوصا تجاه كتلة الأحرار التي يتزعمها ، لكن الصدر يحاول ان يجعل من نفسه زعيماً روحياً لا سياسياً في محاولة منه لتقليد بعض مواقف السيستاني ، الامر الذي لايتقنه الصدر لحد الان ، كما ان المهم في ظاهرة احتجاجات الصدر انها تنطوي على تأسيس ظاهرة الصراع الشيعي- الشيعي وعودة المواجهات بين مكونات التحالف الوطني الممثل السياسي الرسمي للشيعة السياسيين في العراق ، وهنا تتجلى مسؤولية التحالف من خلال طرح مشاريع التقريب بين زعاماته وخصوصا المالكي والصدر ، والاهم من ذلك ان مقتدى الصدر يحاول ان يستبق اي امرٍ يتقدم من خلاله نوري المالكي خطوة نحو سدّة القرار مرة اخرى.
هذه المعطيات تصل بِنَا الى نتائج مفادها ان الصدر ما زال يكرر آلياته في التصعيد والانسحاب وتكرار عدم القدرة على الحسم من خلال ابقاء حالة النهايات السائبة سمة تلتصق بكل تحركات مقتدى الصدر ، وقد تم تداول بعض الاخبار التي افادت ان كاظم الحائري هو من اتصل بمقتدى الصدر وتفاهم معه لسحب المتظاهرين بعد ان ابدت سلطة العملية السياسية القوة وعدم التهاون مع المتظاهرين ، واضافت هذه المصادر ان الحائري وهو مرجع إيراني أعطى وكالة لمقتدى الصدر لإدارة مكتبه في النجف ، قالت المصادر ان الحائري وعد الصدر بتوفير خمسة ملايين دولار لتغطية الصدر نفقات بعض ضحايا التيار التي لم تدعمهم العملية السياسية ومؤسساتها ولم يسجلوا ضمن قائمة شهداء العراق ليتمتعوا بامتيازات الشهداء عبر مؤسسة الشهداء التي يقودها حزب الدعوة منذ تأسيسها عام 2004 ،
وتناقلت بعض وسائل التواصل الاجتماعي بعض الشعارات التي أطلقها الصدريون ضد منظمة بدر التي تتسلم زمام وزارة الداخلية ، والشعارات ضد المالكي والذي يفترض انه بعيد عن هدف التظاهرات، الامر يشير الى عودة حالة التدافع غير المسؤول بين مكونات التحالف الوطني والتي دائماً يكون التيار الصدري طرفاً فيها اما الطرف الاخر فيتغير بين حزب الدعوة حيناً والمجلس الاسلامي وحزب الفضيلة حيناً اخر الى ان خرج الامر عن التحالف وصار التيار الصدري يستهدف المنفصمين عنه مثل سرايا عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي وحركة النجباء بقيادة أكرم الكعبي ، والتيار الرسالي بقيادة عدنان الشحماني ، وكل هؤلاء خرجوا من عباءة الصدر ودعموا وجودهم عبر مد الخطوط مع نوري المالكي المدعوم من ايران إذن معركة الصدر واهمة تبحث عن أهداف واقعية ، وهي كمن يقول للآخرين : انا أتظاهر إذن انا موجود وابحث عن شَيْءٍ ما ......
#محمد_الوزّان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فرصة ترامب
-
سيناريوهات الرعب
-
من إختطَفَ أفراح شوقي
المزيد.....
-
وصفته بـ-وزير الإبادة-.. لحظة مقاطعة سيدة لكلمة بلينكن
-
آخر تطورات فاجعة حرائق لوس أنجلوس وأين يقف عدد الوفيات
-
أسفلها فضاء فارغ.. شاهد مغامرة أردنية معلقة بالهواء في سلطنة
...
-
هاجمته بكلام لاذع.. فيديو لحظة مقاطعة بلينكن خلال كلمة يشعل
...
-
استطلاع: واحد من كل ستة ألمان ينامون أثناء العمل من المنزل
-
-سبيس إكس- تطلق أول قمر صناعي لـ-بيرقدار- التركية
-
مستشار ترامب: اتفاق السلام بين إسرائيل والسعودية أولويتنا ال
...
-
-كراسنايا زفيزدا- تنفي استخدام صاروخ -كينجال- من قبل القاذفة
...
-
الغرق في -العسل الأسود-!
-
-إنفوبريكس-: لم يبق أمام زيلينسكي سوى خيارات قليلة
المزيد.....
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
المزيد.....
|