أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - داود السلمان - ودّع البزون شحمة














المزيد.....

ودّع البزون شحمة


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5434 - 2017 / 2 / 16 - 14:10
المحور: كتابات ساخرة
    


البزون – اي القط – او الهر، وفي اللهجة العراقية يُطلق عليه هذه التسمية (بزون)، اما لماذا وما هي المناسبة؟ فلا ادري، والبزون حيوان اليف معروف. وهناك عشيرة تسكن جنوب العراق تسمى (آل بزون) واما لماذا سميت بهذه التسمية؟ ايضا اجهل الامر.
وفي (حياة الحيوان الكبرى) للعلامة كمال الدين الدميري تفاصيل عن البزون، حيث ذكر اوصاف هذا الحيوان وخصائصه وبعض طباعه وعاداته، وذكر ان علماء المسلمين حكموا بالإجماع على حرمة اكل لحمه، وتطرق ايضاً عن رؤيا الانسان للقط في الحلم وماذا تعني، وقضايا اخرى.
والبزون هو حيوان اليف (ويوجد ايضا بزون بري او وحشي) والليف محبوب ويعيش داخل البيوت، في المدن وفي القرى وغيرها، وعادة ما تربيه الاطفال وتنيمه في فراشها، وتستأنس به.
وفي طفولتي اتذكر قد ربيت اربع او ثلاث بزازين، كان بزون منهن يعرف صوتي ويميزه عن الاصوات الاخرى، وكذلك يعرف حركاتي ومداعباته له، ويمسح برأسه ظهري حينما اجلس على مائدة الغداء او العشاء او الافطار، وكأنه يطلب مني ان يشاركني المأكل!. وكنت اذا ما جئت ليلاً وطرقت الباب، فيسمع تلك الطرقات فيجري مسرعاً يريد أن يفتح الباب لي، قبل أن تفتحه لي والدتي، فتقول لي: هذا بزونك يريد ان يفتح لك الباب!. وقد مات ذلك البزون بحادث مؤلف، ووقتها حزنت عليه حزناً شديداً. اما البزازين الاخرى التي ربيتها، فلكل منها حكاية وشأن.
وفي الامثال لدينا مثل يقول: (ودع البزون شحمة)، فالبزون لا يتوانى أن وضعت امامه طعاماً الا وهجم عليه بلحظة واحدة، حيث لا يصبر على ذلك، ولا يحسب حساباً آخر، ولا يراع حرمة!، عكس الكلب تماماً. خصوصاً اذا كان الطعام قطعة من اللحم او الشحم، فلا تشعر الا وقد هجم عليها بلمح البصر، وفر بها خارج المنزل. ولهذا تضرب الناس المثل هذا بالإنسان منكر المعروف اذا ما ائتمنته على امانة فسرعان ما ينقض عليها ويأخذها لنفسه ويجعلها غنيمة!، ناسياً او متناسياً الشخص الذي ودعه هذه الامانة، ووضها في عنقه.
والمثل هذا ينطبق على ساستنا اليوم، اي بعد 2003، فهم منذ هذه الفترة والى يومنا هذا، حيث اودعناهم ووضعنا في اعناقهم اموالنا، ومنحناهم ثقتنا بانتخابات يقال لها نزيهة وديمقراطية، والنتيجة هذه المعروفة للجميع، للقاصي والداني، مليارات الدولارات سرقت وذهبت الى العديد من الدول الاجنبية، وثمة بطون عراقية لا عهد لها بالشبع، عوائل تسكن العراء، اطفال تركت المدارس وذهبت تبحث عن لقمة العيش فلا تجدها، ووضع مزري ومنهار ينذر بوضع اكثر دماراً. ولا زال ساستنا في صراع مستمر وقتال دائم على الكراسي والمناصب والامتيازات، كأنهم ليس مكتفين بالأموال التي سرقوها وهربوها.
ومع كل هذا نقول: ليس الذنب ذنب هؤلاء اللصوص!، بل الذنب كل الذنب ذنبنا نحن، لأننا من جاء بهم الى دفة السلطة وكرسي الحكم، والشعب هو الذي يتحمل كل ما يجري حيث ودع البزون شحمة.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل ذو البشرة السمراء
- العراقيون يأكلون الآلهة!
- -سنجعل أمريكا عظيمة مجدداً!-
- عالية نصيف، وظاهرة التحرش الجنسي
- من قاموسنا الاجتماعي (الزكرتي)
- عساها بحظ الفيس بوك
- يا للهول ... مليوناً و938 الف مطلقة وأرملة
- قواعد داعش الفقهية(2)
- قواعد داعش الفقهية(1)
- بالاموال يستطيع الانسان أن ينكح العالم!
- متى العباس يجلب الماء لسكينة؟
- ما مدى صحة نظرية وأد البنات؟
- الطفلة عائشة - زوجة(7)
- نعم هذه مضار الصوم
- عائشة الطفلة -زوجة(6)
- عائشة الطفلة - زوجة(5)
- عائشة الطفلة -زوجة(4)
- عائشة الطفلة- زوجة(3)
- عائشة الطفلة- زوجة(2)
- عائشة الطفلة - زوجة(1)


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - داود السلمان - ودّع البزون شحمة