حيدر جمعة العابدي
الحوار المتمدن-العدد: 5433 - 2017 / 2 / 15 - 19:46
المحور:
الادب والفن
مهرجان خان النخيلة مابين الممارسة الثقافية والتحديات الحزبية والمذهبية .
بقلم حيدر جمعة العابدي
يمثل مهرجان خان النخيلة تجربة فريدة في مضمونها وجمال أدارتها ،كونه أستطاع في وقت قياسي تكسير الكثير من الأطر القبلية ، والعقبات السياسية ، والجدران الثقافية التي تسعى عبر الكثير من حراسها الجهلة وأد هذه التجربة الثقافية الحرة بكل الطرق الخبيثة لكن لم يتمكنوا، بفعل نجاح المهرجان بكل محاوره وهو ما كان يمثل الرد الحاسم والحقيقي تجاه هذه المؤامرات والاطماع من خلال ، ترجمة الفعل الثقافي والحضاري والتاريخي على أرض الواقع، كما و شكل بعدا إنسانيا ووطنيا رائعا نحن بأمس الحاجه إليه اليوم وذلك عبر تكاتف الجهود الذاتية والاجتماعية للمثقف العراقي بكل توجهاته واشكاله من أجل إنجاح هذا المهرجان، لكن وللأسف الشديد شكل هذا المهرجان عند بعض النفوس المريضة والعقول المغلقة على جهلها المزمن ، حالة من الهستيريا والخوف على مصالحا السياسية والدينية والحزبية الضيقة ،ظهر ذلك جليا من خلال تبني جهات رسمية لشعارات وخطابات تحريضية ذات طابع إقصائي وطائفي وحزبي تقف بالضد من الثقافة والمدنية وأي نشاط فاعل يخدم الثقافة والمعرفة والمواطن وقد كشف لنا ذلك الحقد الأعمى حجم التظليل والتزيف والحقد الذي تتعرض له الثقافة في عراقنا الحبيب واتجاه أي ممارسة حرة شريفة، فقبح وجشع هذه الجهات في الاستحواذ على كل مفاصل الحياة في العراق بشكل عام وكربلاء بشكل خاص جعل الممارسة الثقافية والمعرفية عمل يهدد الوضع السياسي . وعليه فإننا نقول لكل من حاول قتل التنوع وممارسة الاختلاف الثقافي والمعرفي والإنساني لن تتمكن من زرع جهلك وتخلفك داخل حدود وطنيتنا وثقافتنا وإنسانيتنا لانها خيارنا الوجودي والمصيري لنافذة الحياة .
#حيدر_جمعة_العابدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟