|
الشهيد الخالد ابن العم صبيح سباهي البطل
سعدي جبار مكلف
الحوار المتمدن-العدد: 5433 - 2017 / 2 / 15 - 17:54
المحور:
الادب والفن
الشهيد ابن العم صبيح سباهي بيارغنه وضحايانه المشت گبلك .. شربت موتهه وظلت تمد فوگ الحياة اجسور موش احنه الشمس وافكارنه بدرب الكواين والزمان اتنور شتل گلبه وطرش گبلك تودي اخبارنا الكلمن ابهذا الدرب حط رجله يانفحة ورد نيسان الشاعر كامل العامري ...... انه احد ابطال مجزرة قصر النهاية التي تم فيها اعدام 22 شيوعيا في ليلة التاسع والعاشر من شهر اذار عام 1963 ودفنوا في مقبرة جماعية ، وكان البعض منهم قد دفن وهو مازال حيا بطريقة تعبر عن ابشع انواع الوحشية والانتقام ، دفنوا معا في قبر ضم بين جناحيه اناسا من مدن عدة في العراق ، واحتوى بهم ومعهم كل القيم الطيبة الاصيلة من ابناء شعبنا ، قبرا كان ولا يزال شاهدا على وحدة هذا الشعب على اختلاف مشارقه ومغاربه بالضد من قيم الظلم والتعسف والخسة والاجرام ، كما لو اننا نسمع الان اصواتهم وهم يوارون الثرى معا في تلك الارض الطيبة يواسي احدهم الاخر ويشد من ازره ويعضد معنوياته ويكبر من مثل الدفاع عن المبدأ والوفاء للقيم ، حد التضحية بالحياة ومفارقة الاهل والاحباب والمدن الاليفة ، قبر وقبور مجهولة لاهلهم ورفاقهم وناسهم وتكاد ان تكون كل ارض العراق سريرا حريريا لهم وكل منطقة من بغداد ملاذا اليفا دافئا .حدقوا في وجوههم جيدا لن تجدوا غير حب الخير والناس والوطن ، حب سرمدي خالد يداوي الجروح العميقة وينهي الالم وينشد اغنية الخلود كما عرفها اهل العراق القديم قبل مايقارب خمسة الاف عام والحكمة التي وصلوا الى مبتغاها كون خلود البشر يحدث عبر العمل الطيب وصنع الخير والسعادة الى الاخرين والناس جميعا ، يقول گلگامش للملاح اور شنابي بعد رحلته الطويلة بحثا عن الحياة الابدية ، بعد ان سرق منه الثعبان اسد التراب بات سر الخلود ، حيث يعودان معا الى اوراك مدينة كلكامش أعل يا أور شنابي وتمشى فوق اسوار اوراك وافحص قواعد اسوارها وانظر الى اجر بنائها وتيقن اليس من الاجر المفخور وهلا وضع الحكماء السبعة اسسها ان شارا واحدا خصص للسكن وشارا واحد لبساتين النخيل وشارا واحد لسهل الري رحل الشهداء جسدا وبقيت مأثرهم وقيمهم وبطولاتهم وكلماتهم حية يانعة ، وبقي الاهل والاصدقاء والرفاق والاحبة اوفياء لذكراهم وهناك حقيقة يجب ان تذكر الذكر الى الانسان عمر ثان عن الشهيد صبيح اسباهي يقول اخيه الكاتب الكبير المهندس عبد الاله سباهي ان الشهيد يصغرني باربع سنوات الوجه جميل والصوت صاحب قرار ثابت فارع الطول تلازمه الابتسامة الرقيقة طيلة رحلته القصيره التي عاشها على هذه الارض والتي لم تدم سوى 30 عاما شديد الحياء وذو طيبة لا حدود لها حاد الذكاء متوقد الذهن منذ الصغر وعندما تجاوز صبيح مرحلة الصبا اخذ الشهيد يكون عالمه الخاص ويبتعد بفكره عنا والحديث لا زال الى شقيقه عبد الاله ولم يعد يشاركنا اللعب وكأنه رجل ناضج على الرغم من انه لم يتجاوز السادسة عشر من العمر ، وقد اخذت قراءة الكتب جل وقته واغلبها من الكتب ذات العناوين الصعبة ولم اهتدي الى مصدرها ، لم يتغير صبيح رغم تكامل رجولته وظل الهدوء والحياء اول ماتراه على وجهه لقد ظل صبيح بعيدا عنا ناذرا نفسه وشبابه لأحلأم لو تحققت لعاش الناس فيها سعداء ، وكان يبتكر طرقا مثيرة في تنفيذ مهماته ، كنت اراه في الاحلام اكثر من اليقظه هل كانت جراته تهور وطيش شباب ام كانت نتيجةايمان راسخ بقضية عادلة .لقد مرت اكثر من خمسين عاما ونحن فيةاشد الشوق اليك اهلك وناسك وشعبك يتذكرك واننا لم نجد اصبعاً يشير او يدل الى مكان رفاتك لكننا وجدنا الكثيرةالكثيرتشير الى اربع كلمات كنت ترددها دائما انها وطن حر وشعب سعيد . ولد الشهيد صبيح سباهي عام 1933 في مدينة العمارة من عائلة فقيرة وأنخرط في النشاط السياسي وهو شاب في المرحلة المتوسطة أنضم الى الحزب عام 1949 عندما انتقلت العائلة الى بغداد واحترف العمل الحزبي السري وكرس نفسه كلياً للنضال وكان يعمل في وكر طباعة الحزب التي تطبع فيها الجريدة المركزية للحزب وكافة المنشورات السرية وكراريس التثقيف وغيرها من ادبيات الحزب التنظيمية والتثقيفية القي القبض عليه في وكر الطباعة في منطقة البتاوين عام 1957، كثير ماكان يغيب عنا وعندما التقي معه كانت لديه دائما مهمات جديدة كان ينجزها بعقلية المحترف المتمرس وكان قريب من قلبي جدا حكم عليه في العهد الملكي عندما كشف وكر الطباعة واطلق سراحه بعد ثورة 14 تموز واصبح عضوا في لجنة بغداد المحلية وعضوا في لجنة التنظيم المركزي اعتقل في شباط عام 1961 وحكم عليه ثلاث سنوات ارسل الى سجن الرمادي اعدم مع مجموعة كبيرة من الشيوعيين في قصر النهاية ودفن مع مجموعة من الرفاق وقسم منهم احياء في خنادق حفرت خصيصا لهذا الغرض خارج بغداد ويعتقد في منطقة الحصوه يستمر الاستاذ ابو صبيح اي عبد الاله سباهي في الحديث عن الشهيد كنا انا وصبيح ذهبنا الى سوق الشورجة في بغداد وكان هناك تاجر من تجار هذا السوق لديه خان في منطقة الصدرية تقع في سوق المنطقة الصاخب المزدحم وراح الشهيد يفاوض على استأجارذلك الخان ليصبح مقر الى وكر طباعة الحزب ووقع عقدا مع ذلك التاجر وتم نقل طابعة الحزب في وضح النهار الى الخان وقد رافقته في سفرة وحيدة الى الاتحاد السوفيتي ولمدينة موسكولحضور مؤتمر الشبيبة العالمي فكان الشهيد من ضمن الوفد المشارك الذي بلغ عدد اعضاءه اكثر من 120عضور اغلبهم من الحزب الشيوعي العراقي وكان من ضمن الوفد كل من محمد صالح العبلي وهو رئيس الوفد والصحفي عبد الجبار وهبي ابو سعيد مع ابنته المطربة انوار عبد الوهاب واسمها الحقيقي نادية عبد الجبار ، والدكتور صفاء الحافظ وغيرهم العديد من الشخصيات العراقية ، غالبية هؤلاء الرجال الافذاذ قضت عليهم طغمة البعث المجرمة عصابات قصر النهاية السئ الصيت ، رحلت نخبة الرجال الابطال الاقحاح مخلفة غصة وحسرة في نفس كل من عرفهم وفي ذاكرة ناسهم وشعبهم وكما يقول المثل العراقي لكل زمن رجاله وابطاله ، وبعد ان تم تزويدنا بجوازات مزورة اتجهنا الى سورية ومن دمشق الى اللاذقية ومنها بالباخرة الى اوديسة ومنها الى موسكو بالقطار ان ذلك المهرجان كان حدثا بارزا ومهما في تاريخ شبابنا وحزبنا ، عندما عدنا الى بغداد وفي عهد عبد الكريم قايم القي القبض على الشهيد صبيح سباهي وحكم عليه وارسل الى سجن الرمادي اما انا فقد سافرت الى موسكو للدراسة وبقي الشهيد في سجن الرمادي الى ان حدثت مجزرة شباط الاسود لينقل الشهيد من السجن الى قصر النهاية وتم اعدامه وهكذا انطفأت شمعة من شموع العراق لتشرق شمس في سماء سفر الشهداء الخالد ، هكذا قتل الشهيد بدون ذنب وبكل وحشية وهو في عز شبابه لم يتجاوز الثلاثين من العمر ايها الجبل الشامخ الخالد ياما احببت شعبك وناسك وحزبك واردت له الخير ، كنت صادقا نزيها محبا ولم تقرب الخطيئة ولا الرذيلة ، ستظل ماسأتك تتكرر وياتي جلادون جدد ليبحثوا عن ضحايا جديدة لك الخلود السرمدي ايها ابن العم وذكراك معنا خالدة ابد الدهر ... لنا لقاء في العدد القادم
#سعدي_جبار_مكلف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشهيد الخالد البطل سعيد صبيح رشم المناحي
-
الشهيد المهندس مصطفى شنيشل حسن
-
الشهيد سمير جبار حامي
-
الشهيد الخالد كريم خلف داخل
-
من التراث المندائي القديم اشعار الشيخ المرحوم دخيل الشيخ عيد
...
-
من الترا المندائي القديم اشعار الشيخ دخيل الشيخ عيدان القسم
...
-
الشهيد البطل صبري شامخ
-
من التراث المندائي القديم الشاعر الشيخ دخيل الشيخ عيدان القس
...
-
من التراث المندائي القديم الشاعر الشيخ دخيل الشيخ عيدان الجز
...
-
من التراث المندائي القديم الشاعر الشيخ الجليل دخيل الشيخ عيد
...
-
من التراث المندائي القديم الشاعر الشيخ الجليل دخيل الشيخ عيد
...
-
من التراث المندائي القديم الشاعر الشيخ فرج الشيخ سام
-
من التراث المندائي القديم الشاعرغانم العيداني
-
من التراث المندائي الشاعر الشيخ عبدالله الشيخ سام
-
من التراث المندائي القديم الشاعر الشيخ يحيى الشيخ زهرون
-
من التراث المندئي القديم الشاعر اكبيص مصبوب
-
من التراث المندائي الشاعر سوادي واجد جبير
-
قصيدة فراق العراق
-
قصيدة نسيان العراق
-
قصيدة عشق النوق
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|