أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - ابن دغر والقفز بين الحبال














المزيد.....

ابن دغر والقفز بين الحبال


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5430 - 2017 / 2 / 12 - 10:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


مازال ذاك المشهد الغارق بسوداويته ماثلا أمامي، إنه أبن دغر يهمس في أذن الرئيس المخلوع اثناء حشد جماهيري مؤيدا له، بعدها تبرق أعين صالح منتشية ليبدأ بنقل ما قال له ابن دغر من تهديد للشعب اليمني الثائر بساحة الحرية ووصفه بأقدح العبارات التهكمية ، تلى ذلك المشهد ستة سنوات لنرى أبن دغر نفسه يبعث ببرقية تهنئة إلى الرئيس هادي يهنئة بإنتصار ثورة هو كان أحد منظري شتمها والتقليل منها والوقوف بجوار مجرم طاغية تخضبت يداه بدماء الأبرياء.

أنها التراجيديا التي لن نشاهدها إلا في اليمن، حيث ينتقل الفاسدون من جهة إلى أخرى دون أن تراق من جباههم قطرة خجل، يقاومون الثورة التي تقوم ضدهم وضد أنظمتهم التي أمتصت دماء الفقراء وكل الشعب، ثم ينضمون إليها ليجدوا أنفسهم بمناصب أعلى وأكثر سلطة ونفوذا.
الحقيقة التي الكل يعرفها والمنطق والعدالة تقول، بأن مكان أبن دغر ليس رئيسا لحكومة من المفترض انها نتاج ثورة شعبية، بل مكانه الطبيعي هو المحاكم الشعبية التي كان بها أن تحاسبه على كل ما مضى ، وان تسأله لماذا كانت منحازا للفساد والديكتاتورية والطغيان بينما الشعب كان يعاني الفاقة والذل والجهل ، لماذا يا أبن دغر خنت المباديء الإنسانية ونزعت عنك القيم اليسارية المنحازة للفلاح والعامل وأنغمست في تمجيد الطغاة .
طبعا أبن دغر ليس وحده، فكل من كان هناك، وأعني بهناك هي تلك الجهة المظلمة تحت قيادة المخلوع، أنتقلوا إلى الجهة الأخرى، فتم كسر العداد، ليبدوأ مرحلة سياسية جديدة بصفحة بيضاء وبتطبيل شعبي وإعلامي لهم، إنهم يعيدون تدوير أنفسهم كثوار ضد الفساد، لكن أبن دغر حالة متفردة بذاتها عن البقية، فهو يمتلك أكبر رصيد من التنقل من الشيء إلى نقيضه، فهو كان يساريا منظما، بل الأكثر إنغماسا بالوعي اليساري الميداني من خلال تراسه لإتحاد الفلاحين في الجنوب اليمني الأمر الذي يعني أنه الأكثر معايشة للطبقة العاملة والكادحة والأكثر معرفة بما تعانيه، واستمر بالتدرج بالمناصب الحزبية والحكومية حتى أنتقل إلى المنفى بعد الحرب التي شنتها القبائل الشمالية ضد الجنوب، ليعود إلى اليمن ولكن بحلة أخرى ، لقد أنضم إلى المؤتمر الشعبي العام ، وهو الحزب الحاكم الذي يحمل في أدبياته الطبقية والقبيلة والدين المسيس والكثير من الفساد ، لقد تماهى أبن دغر مع هذا التنظيم بطريقة مدهشة، فتسلق المناصب سريعا، لنجده يجلس بجوار المخلوع يملي عليه ما يجب ان يقوله ضد الشعب الذي ثار عليه وخلعه فيما بعد.

لم تنتهي الحكاية ، فهناك المزيد، فبعد أن اشتعلت الحرب بين طرفي النظام الذي كان حاكما في اليمن ، وتم الفرز على اسس مناطقية ليصطف أهل شمال الشمال متحدين ومتجاوزين كل حروبهم السابقة من أجل ان يحافظوا على حكما بلغ مداه الف عام وبين لفيف مختلف من المناطق الأخرى اليمنية التي ولحسن الحظ وجدت دعما أقليميا على أساس أنها تمثل الشرعية ولا ترتبط باية ولاءات معادية للمنطقة، أنتظر أبن دغر فترة زمنية ظن الكثيرون أنه وقف موقفا مبدئيا ولن يتزحزح عنه، لكنه أدهش الجميع ليكون أخر القافزين من سفينة المخلوع وحليفه الحوثي لنجده في الرياض يعلن أنضمامه إلى الشرعية التي كافأته بتولي منصب رئاسة الوزراء .
الان أبن دغر وحكومته مقيمون بعدن، المدينة التي تعاني من سوء نظافة وطفح المجاري والكهرباء مقطوعة معظم النهار وإنعدام تام لكافة أنواع المحروقات، لكن رئيس الوزراء يعلن تخصيص مبلغ ضخم لترميم مدينة رياضية ومنتجع سياحي ، إنه يبدء من جديد مرحلة المقاولة على حسب شعب لم يقوم بثورته الحقيقة حتى الان .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدن تتآكل ن الداخل
- مدير أوقاف عدن !!
- هل لغضب الجنوبيين من بن دغر ما يبرره ؟
- اللغة الطائفية لمحافظ عدن
- الدولة المدنية كما نريدها في الجنوب العربي
- سقط مشروع الحراك الجنوبي السلمي، وبقي مشروع العطاس
- روسيا وإيران والمجلس السياسي اليمني
- تغول السلفية في الجنوب العربي قنبلة موقوتة
- الحوثي لم يهزم ، وعليه لن يتنازل
- مفاتيح سيكولوجية الفرد الشمالي بيد علي عبدالله صالح
- ِإني إنهاك
- تواطؤ الأعلام العدني في مقتل عمر محمد
- من قتل عمر محمد
- الزيدية في أبشع صورها
- ماذا يعني إغتيال محافظ عدن
- اذا ما الحل يا أنصاف مايو ؟
- كيف أصبح العدنيون دواعش ؟
- اما ( الإمارات ) وإما ( الإصلاح وداعش )
- الشعب وبحاح
- هل تجتمع دولة مثل الامارات مع تنظيم ارهابي في مكان واحد ؟


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - ابن دغر والقفز بين الحبال