بلقيس الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 5428 - 2017 / 2 / 10 - 00:11
المحور:
الادب والفن
بقلم : كريم السماوي
صدر حديثا بالسويد للكاتبة بلقيس الربيعي كتاب بعنوان " اللؤلؤ المسحور " وهو قصة للأطفال مصورة بالألوان من 35 صفحة من القطع المتوسط. نفذت رسومها الجميلة الفنانة جميلة عزاني. وتجدر الإشارة إلى أن كتابها هذا هو الخامس في سلسة إصداراتها، وكان آخر إصدار لها مجموعة قصصية بعنوان " طيف الغائب " صدر سنة 2016.
والقصة موجهة للأطفال الصغار تحبب لهم فعل الخير وتحثهم على التمسك بمكارم الأخلاق. فهي قصة استخدمت فيها الكاتبة لغة سهلة رقيقة، مما يجعلها تنضوي تحت ما يسمى بالسهل الممتنع. تحكي قصة فتاتين تعاملها أمهما معاملة مختلفة، فهي تحب البنت الكسولة والأنانية التي تقضي معظم وقتها في النوم. بينما لا تحب ابنتها الثانية المهذبة والطيبة والتي تساعد أمها في أعمال البيت وتحب مساعدة الآخرين.
ولهذا تنحى القصة نحو كيف أن عمل الخير يثمر، بينما عمل الكسل والبغضاء لا يثمر، وبهذا تؤسس الكاتبة إلى قصص تخاطب الأطفال بما يتناسب مع أعمارهم. فالقصة رائعة في ثيمتها رغم بساطتها، وهادفة في ذات الوقت. وجاءت الصور معبرة عن القصة بما حوته من جمالية وألوان زاهية، بحيث تجعل الأطفال يتعلقون بها من أول وهلة.
والكتابة للأطفال من أصعب أنواع الكتابة الأدبية، لأنه يتحتم على الكاتب مخاطبة الطفل حسب قدراته الذهنية والعقلية، ومدى استيعابه للغة الكاتب، كما إنها في ذات الوقت موجهة في الغالب ليدرك مقاصدها الكبار، يقول هانس كريستيان أندرسون أشهر كاتب قصص الأطفال، وكاتب قصة حورية البحر التي نتج عنها تمثال حورية البحر في مدخل ميناء كوبنهاجن والذي يزوره عشرات الآلاف من السياح سنويا وبات رمزا للدنمارك، يقول:" حكاياتي الخرافية هي للكبار كما هي للصغار في الوقت نفسه، إذ الصغار يفهمون السطحي منها، بينما الناضجون يتعرفون على مقاصدها ويدركون فحواها. "
إن قصة " اللؤلؤ المسحور " قصة تستحق الإشادة بها، خاصة وأنها مصورة وطبعت باللغتين العربية والسويدية، مما يتيح لها الانتشار الأوسع في بيئتين، الأولى بيئة الكاتبة باللغة العربية حيث جذورها من العراق، والثانية في موطنها الثاني ومكان إقامتها في السويد، وهنا لا يسعنا إلا أن نبارك للكاتبة إنجازها الحديث في 2017 .
كريم السماوي
#بلقيس_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟