صباح ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5427 - 2017 / 2 / 9 - 16:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ اكثر من عشرين قرنا مضت ، ولد طفل بمعجزة على خلاف قوانين الحياة الطبيعة ، لم يكن له اب بالجسد ، لكن كان الله اباه بالروح .
عاش في فقر وعوز وهو الغني الكريم ، هرب مع امه من بلاده الى مصر خوفا من بطش ملك كان يرتعب منه . عاش طفلا طريدا وهو بالقماط ، في صباه كان يعمل نجارا في دكان والده بالتبني . لم يمتلك نفوذا ، كان اهله عائلة بسيطة مغمورة من فقراء مدينة الناصرة بفلسطين ، لم يتلق تعليما في المدارس ، غير انه كان يناقش و يجادل الحكماء والعلماء وهو صبي صغير. ادهش الحكماء بحكمته .
في شبابه سيطر على الطبيعة و تحكم بالريح و هدأ امواج البحر بكلمة منه . سار على امواج بحيرة طبريا وكأنها ارض معبدة تحت قدميه ، شفى جماهير المرضى بدون دواء ، احيا الموتى بكلمته لم يتقاض اجر خدمته للناس ، لم يحمل نقودا في جيوبه طول حياته ، لم يؤلف كتابا وهو احكم الحكماء ، بينما قصة حياته و تعاليمه نشرت بكل لغات العالم و كتابه (الانجيل) مازال اكثر الكتب انتشار في العالم . لم يكتب ترنيمة واحدة ، والف العالم عليه ملايين الترانيم التي تمجده . لم يلق محاضرة في مدرسة او جامعة ، بينما كل طلاب العالم يعرفونه .
لم يؤلف جيشا ولم يحمل سلاحا بحياته ولم يدعو للعنف ، لكن جيوش العالم المتحضر كلها تخضع لسلطانه ، وملائكة السماء تخضع لأرادته . لم يدرس الطب لكنه شفى كل الامراض المستعصية في زمانه .
تغلق المصانع والمتاجر ابوابها يوم الاحد تخليدا لذكرى قيامته ، و ترتاح الناس من اعمالها لتمجد اسمه في الكنائس ويقدموا له الخشوع والاكرام بصلواتهم.
لمعت اسماء كثيرة لعظماء وقادة وملوك في التاريخ ، لكنها انطفأت و نسيت ، اما اسمه فلا زال يشع بريقا وبهاءً في سماء العالم اجمع كنجمة الصبح المنيرة .
مع انه صُلب و مات ودفن لثلاث ايام ، الا انه يحيا في السماء وفي قلوب الملايين من البشر .
لم يستطع هيرودس الملك الطاغية ان يحطمه ، ولم يقدر القبر ان يحبسه بين جدرانه ، لأنه واقف في اعلى قمة مجده بأعلان واضح من الله تحف به الملائكة ويتعبد له القديسون ، وتخافه الشياطين و ترتعب منه الابالسة ، وسيعود في أخر الايام ديانا للعالمين .
انه ملك الملوك ورب الارباب.
لأن اسمه يسوع المسيح .
#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟