أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض محمد سعيد - ليلة الموت في بغداد















المزيد.....

ليلة الموت في بغداد


رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)


الحوار المتمدن-العدد: 5427 - 2017 / 2 / 9 - 01:08
المحور: الادب والفن
    


ليلة الموت في بغداد ....... قصة قصيرة
في ليلة ضلماء من ليالي بغداد .. في يوم من ايام شهر اذار 2003 في منطقة البساتين مقابل جزيرة صغيرة وسط نهر دجلة تسمى جزيرة ام الخنازير .. جلست مع اصحابي على ضفة نهر دجلة .. وقد اصابنا التعب والاعياء بعد ان انجزنا عمل شاق ومتعب بدأناه منذ الصباح .. ومن شدة الارهاق توسدت كفي فوق قطعة كبيرة من الطوب لأمد جسدي قليلا وقد لاح امامي وانا انظر الى سطح الماء لمعان موجات الماء وهي تتلألأ تحت اضواء النجوم كحبات اللؤلؤ المنثور فوق سطح الماء .. كانت ليلة هادئة قاتمة الظلام غاب عنها القمر بعد يوم قاس عانيناه في جهد وقلق ، وحين حل المساء امرت زملائي الرجال ان ننسحب الى ضفة النهر لننعم بقليل من الراحة وبعض الطعام .. طلبت من الرجال الحيطة والحذر بعدم اشعال النار وعدم احداث اي ضجة قد تجذب الانظار او تزعج الجار .. الفريق الذي معي هم زملائي موظفون مثقفون علميون و متخصصون في شؤؤن مهامهم الوظيفية الهندسية والفنية .. كنا فريق عمل متقاربين في السن متحابين يجمعنا حب العمل ، وتوحدنا الرغبة المشتركة في العمل الجاد خدمة للوطن .. كنا فرحين بموقع العمل الجديد الذي تم تدشينه قبل اسابيع بعد ان انجزنا التحضيرات التي حصلنا عليها ، كنا نتابع خطوات البناء حتى اكتمل ، وبفرح وشغف وضعنا الاجهزة والكتب والمصادر العلمية في مكانها وبدأنا بمراجعة التقارير والدراسات النظرية للشروع بالمرحلة العملية للتجارب العلمية الهندسية والفنية .. لكننا فوجئنا صباح هذا اليوم بامر ان نفرغ الصالات والغرف ونخرج الاجهزة الى خارج الابنية ونغلفها لنحميها من القنابل بعد ان اعلنت اميركا الحرب على العراق .. نفذنا الاوامر بعيون ووجوه حزينة .. قلقة .. خائفة من ان نفقد هذه الاجهزة الثمينة والعزيزة عبى نفوسنا ، وهذا الصرح الذي بني حديثا ، ولا مجال للنقاش مع الاوامر العليا .. نفذنا الامر وجمعنا الاجهزة وتركنا المبنى فارغا ولجئنا الى ضفاف النهر لننعم ببعض الراحة والطعام .
اجتمع الزملاء بجلسة دائرية لتناول ما جلبوه من طعام و شراب .. لكني كنت قد اختليت وحدي على جانب منهم وقد وضعت يدي كوسادة تحت خدي على قطعة طوب كبيرة لتكون وسادة لي .. فوضعت رأسي وانا انظر الى موجات النهر التي تعكس ضوء النجوم فتتكسر في منظر رائع تحيطه اشجار النجيل الموشحة بظلام الليل وعلى مد البصر ... حاولت ان اغمض عيني للحظة .. لكني سمعت زميلي خالد يناديني بصوت خافت نهضت واستدرت اليه فبادرني بالقول
- استاذ اليك بعض الطعام والشراب .. فانت معنا ولم تذق طعم الزاد منذ الصباح !
شكرته واخذت منه الطعام وعدت معه الى مجلس الاخوة والزملاء لنكمل عشاءنا مع الاخرين . كنت احاول تفحص الوجوه التي امامي لأتبين معالمها واثار الوضع الذي اصبحنا فيه ، وابحث عن الشجاعة التي اعرفها فيهم ، بحثت عن عيونهم ووجوهم لأرى اثار التعب و الاسى والحزن الذي رافقنا طيلة النهار .. فقد كان يجمعنا امل خفي في ان تمضي هذه الاحداث القاسية بسرعة لنعود الى عملنا واملنا في الحياة لنواكب العلم والحضارة في العالم من خلال البحث والتجارب العلمية ، كنا نصبو الى بناء المعرفة العلمية لأجل بناء ركائز و قواعد النهضة في التعليم والصناعة والزراعة ولمختلف الحقول في وطننا العزيز . لم ارى وجوههم جيدا بسبب الظلام ولا نظرات عيونهم ، لكني احسست بكلماتهم واصواتهم وعبارات الحماس التي يتكلمون بها ، احسست بالهمة والاصرار التي يحملوها في نفوسهم ، واحسست معهم بالفخر والرضا بقناعة ان نتخلص من هذه الغمة قريبا.
في هذه الاثناء خطف بصري الى اعلى السماء امامي مباشرة ما يشبه شرخ من نار في السماء .. كان كأنه متجه نحونا مباشرة وهويدوي بصوت الهدير وازبز محركات الاحتراق والدفع التي تشق عنان السماء مع صراخ الهواء المندفع من صاروخ كان متجه الى هدفه .. لكنه في السماء بدأ وكأنه متجه نحونا ,, وخلال لحظات في ثانية كان قد مر فوقنا واصاب هدفه الذي يبعد عنا مئات الامتار .
انخفضنا جميعا ولا اراديا وقد اهالنا صوت الانفجار بعد صوت الهدير الذي سبقه ...امتلأ الجو شيئا فشيئا بمختلف الاصوات ، بدأت اولا اصوات ارتطام الشضايا والاحجار على الارض ثم تلاه اصوات الصراخ من بعيد مع اضواء النار والدخان ..
ما ان مرت عدة ثوان حتى نظرت الى وجوه زملائي وهم يحملقون بي وكأنهم ينتظرون مني شيئا .. وقبل ان اتكلم سمعت احدهم يصرخ
- لنذهب ونتفقد المكان ونقدم المساعدة
ذهلت من هذا الرد الذي بدا لي اول الامر انه امر طبيعي ، لكني عدت وتلافيت ذلك بالصراخ عليهم بعدم الذهاب لخطورة الوضع ، لكنهم كانو قد اختفو من امام انظاري ، فما كان مني الا ان الحق بهم مهرولا .
تركنا مكاننا مهرولين باتجاه موقع الانفجار .. وكلما تقدمنا كانت الاصوات ترتفع والصراخ يزداد .. في البدء لم نكن ندرك ما هو الموقع المصاب لكننا كلما اقتربنا كانت موجة من العصبية تجتاح جسدي وكأنها تعيقني عن الجري .. لقد كان موقع الضربة هو موقع العمل الذي تركناه قبل ساعات بعد ان افرغناه من الاجهزة والمعدات .. وقبل ان اصل الى المكان كانت الارض سوداء حمراء متقلبة الالوان وكثير من الصراخ والدخان والعويل .. فجأة تعثرت بشيء لم اراه لكني سقطت واعرف اني سقطت على وجهي وعندما حاولت ان ارفع رأسي لأنظر ما حولي محاولا الوقوف .. عاد صوت الهدير والازيز وصراخ الهواء ثم الانفجار وكان اكبر قوة واقرب من الاول بكثير . لقد كان صاروخ ثاني ، وبعد صوت الانفجار لم اسمع الا صوت صليل او صرير متواصل يصم الاذن مع غياب الاضواء وصعوبة التنفس ، استجمعت قوتي وحاولت النهوض لكني لم اتمكن من ذلك وحاولت ثانية وثالثة لكني لم اتمكن من النهوض ، وكنت كأني مضطجع وفوقي اكياس من الرمل تمنعني من الحركة ... استسلمت للحظات .. لكني عدت لمحاولة النهوض مرة اخرى .. وهذه المرة اعتقدت اني استطيع النهوض متكأ على ركبتي ويدي لأرفع رأسي لأرى ما امامي لكني عجزت الحركة والرؤيا ولا زال الصرير في اذني عال جدا . فقدت قوتي مرة اخرى واستسلمت الى الارض وانا في حالة اعياء ونعب وبدأت اشعر اني ارتعش ، و قلت في نفسي لعله برد مفاجيء خصوصا اني بدأت اتحسس للرطوبة حول جسدي ورقبتي ، وحين حاولت تحريك اصابعي احسست وكأني منغمر بالوحل .. حاولت ان ابعد هذه الافكار عن رأسي وان احاول ان اعرف ما حولي لكني فشلت في النهوض وشعرت برغبة شديدة الى النوم .
لا اعلم هل كانت ثوان ام دقائق فلم اكن قادرا على الاحساس بالوقت او كم مضى علي وانا على هذا الحال مستلق على وجهي ولا استطيع الحراك وكأني غاطس في الوحل .. ومع مرور الوقت بدأ الصرير يخف في اذني لكني لازلت لا اسمع شيئا غير صوت الصرير في اذني ورأسي قلت في نفسي ساحاول النهوض مهما كلفني الامر لكني عندما شدد نفسي واستجمعت قواي ... انطفأ كل شيء ... ولم اعد اشعر او احس بما حولي...
لا احد يعلم ما هو الموت وما وراءه وما الذي يحصل للروح وهل الوعي والادراك هما مكونات الروح .. تلك مسائل روحية ودينية معقدة لم يجب عنها لا العلم ولا الدين الا من خلال ثوابت شرعية دينية آمن بها البشر مثل ما آمن بالاديان والكتب السماوية . ولا احد يستطيع ان يفسر لحظة الوعي المفاجئة التي ابرقت في عقلي وحواسي كلها مرة واحدة ، وفي لحظة بدأت ابحث عن ما احس واسمع لأي صوت .. لا يوجد شيء ... انه صمت قاتل .. توقعت ان اسمع اصوات متداخلة بين اصوات اناس يصرخون واحجار تتساقط والات تعمل .. بعد ان كنت في عالم الصمت والا وعي الرهيب. تمنيت في تلك اللحظات ان اجد في نفسي ما يساعدني على ان اصبر على ما انا فيه ولم اجد الا الايمان وسور القرءان ولا اعلم ما الذي قاد تفكيري الى عرض شريط ذكرياتي مع ابي وجدي ايام الصغر حين كانو يلقنونني ايات القرءان ، تذكرتها كلها وكانت اصواتهم وحواراتهم واضحة جدا في مسمعي واذني .. عدت بعدها الى محاولتي ان اتحسس في حركات بطيئة عن ما بين اصابعي محاولا ان امسك بشيء في يدي او ان احرك اقدامي فلم اكن اقدر ان احرك جزء اخر من جسمي وانتبهت اني اتنفس واستنشق هواء مع غبار فيه روائح غريبة مختلطة بين رطوبة التراب والماء وخضرة اوراق الشجر والخشب المحترق مع روائح اعرفها وخبرتها سابقا لكني لا اعرف مصدرها .. احسست ان ثقلا كبيرا على ضهري هو ما يمنعني من الحركة .. حاولت ان اتخيل السبب الذي يمنعني من الحركة .. واتسائل هل انا ميت ام اني مصاب بشكل كبير وقد تحطم جسدي ام ان ثقلا كبيرا انهار علي وارقدني تحت ركام كبير من الانقاض .. لم افلح في الوصول الى اجابة لأني لا زلت غير قادر على الحركة او الرؤيا ولا حتى ان ارفع رأسي .. استسلمت الى الحال الذي انا فيه ورحت اقول في نفسي علي ان احمد الله لأني لا اشعر باي الم في اي جزء من جسدي الا هذا الضغط والثقل الكبير على ضهري والذي يقيدني ويمنعني من الحركة .. وتنبهت اني ارمش بجفوني دون ان ابصر شيئا فانا افتح جفوني واغلقها ولكن لم لا يوجد اي ضوء مهما كان بسيطا .. شيئا فشيئا بدأت استجمع قواي واحاسيسي والوعي والادراك وبدأت افكر واستذكر الاحداث التي مرت علي اليوم منذ الصباح الباكر .. وتذكرت طعم الفطور الذي تناولته مع زوجتي وابنتي ورائحة الشاي الي احبه من يد زوجتي وترائت لي صورتهما وابتساماتهما وهما يودعاني عند عتبة البيت في الصباح .. مرت على ذاكرتي احداث كثيرة من ازمان قريبة وازمان بعيدة .. توقفت للحظات لأفكر في حالي .. وكم مضى علي .. وهل سأبقى طويلا على هذا الحال والى متى ؟ .. اسئلة كثيرة دارت في رأسي ولم اجد جواب لها .. تمنيت ان اسمع صوتا او ان ارى ضياءا ليمنحني الامل .. لكي أفهم ما انا فيه .. في تلك اللحظة وبشكل مفاجيء سمعت صوت واصوات كثيرة انهالت على مسمعي ، كانت كأصوات احجار تتحطم ومطارق والات حفر .. احسست بالخوف والرعب وبدأت اضع احتمالات عديدة .. هل انا تحت الانقاض مدفون تحت الاحجار او الركام الذي خلفه الانفجار، وبدأت اتذكر حين حصل الانفجار الاول وهرولت مع زملائي للمساعدة ولكن قبل ان نصل دوى انفجار ثان كان اقرب واقوى بكثير .. اذن هذ يؤكد انني مصاب او تحت الانقاض .. واخذت احاول من جديد ان اتحسس جسدي واتهيء لأي ضربة فأس من فرق الانقاذ او مطرقة او حفار قد يمزق جسدي .. احسست ان التراب يتحرك تحت انفي مع الاهتزازات التي تولدها الات الحفر وهي تطرق بشدة وبشكل متوالي وكأنها تعمل فوق رأسي .. واحسست ان تنفسي بات اسهل من قبل لكني لا زلت لا ارى شيء .. ورحت اتساءل هل الوقت لا زال ليلا ام قاربنا على الفجر وان الصباح قد دنا ولاح ، لكني لا زلت لا ارى شيئا فحسبت انه الليل ، رغم اني اتوقع وجود اضاءه في الموقع لأعمال الانقاذ .. لم اجد اجابة الا في ان انتظر لأرى اين سيصل بي الحال ، واستسلمت وحاولت ان ابعد عن فكري الاحتمالات السيئة وانتظر ما يخبئه لي القدر .. لكن الاهتزازات ازدادت والطرق اصبح اقرب وبدأت احس بالاهتزازات والحفر في مختلف انحاء جسدي وبدأت اسمع اصوات كلام مبهم غير مفهوم ولكنه اكيد قادم من لسان فم العاملين .. حاولت ان اصرخ لكني لم استطع وكأن صوتي اختفى عني ولم اعد استطيع الكلام .. لكني وفي تلك الاثناء كنت لا ازال احاول تحريك اي جزء من يدي او قدمي او رأسي لكني كنت عاجز تماما ... ومع اقتراب اصوات الحفر والطرق ازدادت اصوات العاملين وبدأت استمع الى كلماتهم فها هو احدهم يقول من هنا من هنا واخر يقول احذر وعلى مهل ... لكنهم توقفو فجأة على صراخ احدهم يقول .. هنا هنا .. يوجد هنا دماء واثار اخرى .. للحظة احسست بالراحة والاطمئنان .. توقعت اني المقصود لكنهم عادو يتحادثون ويقول لصاحبه هذه ذراع فقط وجاء صوت اخر يقول لنحفر بتأني وبطء .. قد يوجد شيء اخر ... توقف عقلي عن التفكير وفضلت ان لا افكر في اي احتمال حتى يحصل امر اخر لأفهم الحال الذي انا فيه ... ولم يطل انتظاري حتى احسست بأنهيار جزء كبير من الركام والتراب من امام وجهي وابصرت الضوء ... كان ضوء النهار .. ضوء الشمس التي لم اسعد يوما برؤيتها مثل هذه اللحظة ... فرحت جدا وحاولت ان اصرخ لكن التراب المتراكم اعاقني فاخذت انفث وانفخ حتى حصلت على حيز كاف صرخت عندها يا اخوان انا هنا ... !
توقف صوت الحفر والطرق وسمعت احدهم ينادي اصحابه ان يتوقفوا ليسأل من معه .. هل سمعتم ما سمعته ... اجتمع اخرون وحاولت ان اتكلم مرة اخرى ، واخيرا وبصعوبة تكلمت وقلت ... اخوان انجدوني ... جاءني الرد سريعا وهو يصرخ على اصحابه نعم نعم هناك من يطلب النجدة احذرو ... احذرو ... كان هذا اخر ما استطعت ان انطق به وهو كل ما امتلك من طاقة وقدرة ، واخيرا فقدت الوعي مرة ثانية ولا اعلم هل بسبب الفرح ام بسبب الاعياء لكني لم اعد اسمع او احس بشيء منذ ان سمعت الصوت المستجيب لنجدتي .
عاد لي الوعي والادراك مرة ثانية وانا راقد على سرير في المستشفى وعندما فتحت عيناي شاهدت السقف فشكرت الله وحمدته بصوت مسموع .. فسمعت صوت زوجتي وهي تهوى علي فرحا تناديني حمدالله على سلامتك حبيبي وسمعت صوت ابنتي واخرون من الاصدقاء ..
حضر الطبيب ليعاينني وطلب منهم الابتعاد .. وبعد ان فحص عيني واجزاء من يدي ورجلي اتجه الي ليقول حمد الله على سلامتك لقد نجوت بأعجوبة .. فقلت له شكرا دكتور .. لكن قل لي يا دكتور لم لا استطيع الحركة .. قال لي لقد كنت تحت الانقاض لمدة 36 ساعة ولديك اصابات عديدة وقد نزفت دما كثيرا ، وعندما اخرجوك كنت فاقد الوعي نتيجة النزف والاعياء نتيجة الحال الذي كنت فيه .. عالجناك وضمدنا جراحك و جبرناك في اكثر من مكان لوجود كسور متعددة لكنها ليست خطرة وربطناك لكي لا تتحرك وتشفى بسرعة ..لقد كنت تحت اطنان من الركام ولا نعلم كيف كتب الله لك النجاة .. انها معجزة ولتحمد الله على سلامتك .. بعد ثلاثة اسابيع تمكنت من الحركة والنهوض وكانت حالتي مستقرة ولم تكن اصاباتي معيقة لحركتي .. خرجت من المستشفى بعد ان قضيت 33 يوم وكان اول ما احببت ان اراه هو المكان الذي دفنت فيه حيا .. زرت المكان وصدمت من هول ما شاهدت .. كانت حفرة بعمق 10 امتار وبقطر 30 متر في منصف المبنى الذي كانت فيه اجهزتنا التي اخرجناها لنحميها ليلة الضربة وعلى جانب الحفرة وعلى بعد 50 متر عنها اشارو لي للمكان الذي كنت مدفون فيه لأكثر من 36 ساعة .. كان منظر رهيب لا يمكن ان يقال عنه الا سبحان الله .. كيف كتبت لي النجاة وقد استشهد في ذلك الانفجارين 77 شهيد ومنهم كل زملائي واصدقائي .. اولائك الرجال و اصحاب العلم والخبرة الذين درسوا وتعلموا واجتمعوا في المركز العلمي حبا بالعمل و ليمارسوا عملهم الذي احبوه ..شباب بعمر الورود راحو في لحظة غضب في حرب اوقدتها السياسة والاحقاد .. استشهدو جميعا واكثر منهم عددا من الجرحى والمصابين .. لم استطع الى الان وانا اكتب هذه السطور من ان انسى تلك الاحداث الدامية والحزينة التي طبعت في مخيلتي والتي ستعيش معي طول العمر.
رياض الفخري ... شباط 2017



#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)       Riyadh_M._S.#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب .. والداخل الامريكي
- الانتظار .. الزمن الصعب
- شر البلية ما يضحك
- الاسلام السياسي
- ثلاث حبات ذرة
- رؤيا واقعية ... كين اوكييف
- من صنع الحضارة ؟
- بين القدوة و الانقياد
- توافق الأزمة
- افراح وقحة
- وللشجاعة فنون
- الجوكر ولعبة السياسة
- نحن و فارك
- إسلامهم
- الاسلام و المسلمين
- الحمار على التل
- الحمار و التل
- اليوم والزمن الاخر
- يا ريت
- صبرا على المنايا


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض محمد سعيد - ليلة الموت في بغداد