|
الممكن والاممكن برؤيه السياسه الامريكيه للعراق
ايوب سمعان
الحوار المتمدن-العدد: 1430 - 2006 / 1 / 14 - 10:34
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
من خلال الجدليات المطروحه عن الواقع العراقي المتدهور والذي مازل وعلى مرور سنتين يتقهقر رويدا رويدا الى الحضيض مع العلم ان الذي حصل في 9 نيسان عام 2003 كان ظاهره من ظواهر عصرنه العالم حيث البرامج والتكهان اعطت الكثير من المدلولات على ان العراق سيكون رائدا من رواد عولمه المنطقه ونقل المنطقه الى بر الامان من ظلاميه الانظمه العفنه التي استدرجت المنطقه واهلها الى واقع لاتحسد عليه من التخلف وتقهقر التراكم المعرفي في المنطقه مع العلم ان العالم وعلى مدار خمسه احقاب تاريخيه انتقل العالم من ثوره علميه الى اخرى ونحن نتراوح بين القديم المسيطر والحداثه المكبله مالذي حصل عبر هذين العاميين ولماذا حصل والداعي المعرفي لحصوله ؟؟؟؟؟ اسئله كثيره وبسيطه ولكنها معقده ومتداخله وسبرها وتفكيك مدلولاتها نحتاج لاكثر من وقفه وتحليل لواقع العراق التاريخي. لنتبسط كل ظاهره على حدى لنعرف خصائصها ومدلولاتها لربما نستطيع ان نستشف الواقع من خلال المعطيات الوارده على الساحه العراقيه.. العراق يخضع لعاملين رئسيين خارجي وداخلي ولعدم التعقيد علينا بتحليل العامل الداخلي اولا العراق مكون من مجموعات عرقيه وطائفيه عرب بشقيهم السني والشيعي واكراد وكلدان واشوريين وتركمان وطابئه وازديين الشيعه اكثريه تتجاوز حدود 55% وهم عرب ولكن يوجد بين ظهرانيهم الكثير من القوميات الاخرى الذين اسلموا بعد الفتح الاسلامي من كلدان واشوريين وصابئه ومارسوا حياتهم ضمن الحركه الشيعيه كشعوب مضطهده وبسبب الاضطهاد الذي لاقوه الشيعه عبر التاريخ الاسلامي بعد تنازل علي عن الخلافه لصالح معاويه والامويون عانت الشيعه بكل فئاتها عرب كانوا اوغير عرب من الاضطهاد الذي مارسته الامبراطوريه العربيه امويه كانت او عباسيه مما حدى بهم الامر الى ان يكونوا على وجهين ظاهرا مع الحاكم وباطنا ضد الحاكم والدوله منتظرين الفرصه كي يصلوا اليها وهذا ماجعل نظامهم الديني نظام بطريركي هرمي حزبي صارم لايجوز تجاوز مراتبه ليسهل على ألائمه السيطره الكامله على الفئه الشيعيه . من هذه المعطيات والظروف التي مر بها الشيعه ترى ان التزامهم بالدين غايه وليس وسيله بسبب الارتباط الهرمي والواقع الذي مروا به عبر تاريخ المنطقه ,لذا نجد ان القضيه القوميه قضيه لااثر لها على الشيعه وهذا مانلاحظه بإرتباطهم ولو تعددت القوميات وخضوعهم لأئمتهم مهما كانت قوميه الامام. السنه . غالبيتهم قبائل عربيه رافقت الغزو العربي للعراق وبسبب ثروه العراق الهائله حدى بهم الامر لكي يستأثروا بالثروه ومن خلال الثروه سيطروا على السلطه من خلال الامويين والعباسيين ولكنهم مسلمون يؤيدون سلطتهم ويدافعون عنها ولو كانت طريقه الدفاع عنها طريقه بربريه كونهم يعتبرون الدين وسيله لاغايه للحفاض على سيادتهم وقد نجحوا بذلك الامر الى نهايه العصر العباسي حين تزعزعت سيطرتهم فاسنجدوا بالاتراك السنه فقط للحفاض على امتيازاتهم ولكنهم قوميون والقوميه بالنسبه لهم غايه وليس وسيله وتظهر بطبعهم العشائري وهنا علي ان انوه ان سنه العراق تستطيع ان تستقطب العالم العربي دينيا وقوميا وعندما تنتهي الازمات الضاغطه عليهم يرمون الدين جانبا وهذه ظاهره امويه عشائريه فكل مساس بسيادتهم وسطوتهم يعودون للدين ويستخدموه بصور بربريه تفوق كل التصورات لذى تؤكد كل الاحداث ان السنه ليس متديننين وانما اليدين وسيله لاغايه بحد ذاته وهذا مايدلل على عنفهم وسطوتهم اذا تطلب الامر. الاكراد اقوام عاشوا في شمال العراق على مايربو عن عشره قرون وقد اعتنقوا الدين الاسلامي لسبب الجزيه التي مورست على كل من هوا غير مسلم وقد مارسوا عبر تاريخهم الطويل الكثير من التجاوزات على غيرهم لسبب واحد انهم يشعرون دائما ان السلطه احدى الوسائل التي يستطيعون من خلالها تحقيق ذاتهم ودولتهم للحفاض على هويتهم وقد نجحوا الى حد كبير لتنظيم ذاتهم وخاصه في القرن العشرين حيث انهم اثبتوا للعام انهم قوم يستطيعون اداره ذاتهم ومن مميزات هذا الشعب انه عشائري قومي غير مرتبط في الدين الاسلامي وانما الضرورات تدفعهم لاستغلال الدين لمصالحهم القوميه عند الضروره لذلك نجدهم كالسنه العرب ولكنهم محاربون اشداء وساعدهم موقعهم الجبلي الذي حماهم اثناء الغزو العربي ولم يستطيع العرب تعريبهم بسبب هذا الموقع . اما القوميات الاخرى كلدان واشوريين وصابئه وتركمان لانستطيع ان تؤكد اي دور لهم في تاريخ العراق الحديث وخاصه بعد مذابح 1925 1933 والتي من خلالها تم تشريد كل من يغتنق الديانه المسيحيه مما حذف دورهم كليا والذي عندما تم القضاء على كل ومضه امل لظهور الشعور الكلداني الاشوري اما التركمان فقد انتهى دورهم بتقهقر الدوله العثمانيه ووقوف الحلفاء ضد تركيا مما اجاز الدور للاكراد بتحالفهم مع بريطانيا والقضاء على اي نغمه تركمانيه عبر تاريخ القرن العشرين الصابئه مثلهم مثل الاشوريين والكلدان موزعين في الجنوب والوسط ولايوجد اي دور سياسي لهم بعد الغزو العربي الا انهم اضطهدوا من قبل السنه والشيعه واجبروهم على ان يصبحوا مسلمين ولم يبقي في الوقت الحاضر الا القله القليله والتي لاحول ولا قوه لهم لذلك لابد من ان نكون واقعيين بطروحاتنا عندما نؤكد ان الكلدان والاشوريين والصابئه والاتركمان والشبك لادور لهم اطلاقا بتحديد سياسه العراق لاسابقا ولالاحقا لسبب تهميشهم المطلق من قبل السنه والشيعه والاكراد والصراعات الدائره بينهم عبر تاريخ العراق . اما العوامل الخارجيه كثيره واهمها ايران وسوريه والدول العربيه وامريكا ضامه وراءها الغرب بكامله ولو هناك بعض الخلافات حول تنفيذ رؤيه الغرب للعالم للعوامل الخارجيه اث ضاغط وفاعل لاكثر من سبب كون الاثنيات العراقيه اثنيات غير متوازنه وغير متفقه على صيغه منهج سياسي يوفق مصالحهم جميعا مما يعكس خطر عدم اتفاقهم على الاقليات المضطهده عبر تاريخ العراق وتدخل دول الجوار والعالم بصنع القرار العراقي وهذا مايشير الى عدم استقلاليه القرار العراقي وعدم اتفاق هذه المجموعات على حلول تنحو الى استقرار الوضع بسبب المصالح المتضاربه وهذا مايدلل ان العراق ومنذ زمن طويل لم يستقر ولايوجد مؤشرات مستقبليه لاستقراره مستقبليا وخاصه عندما ظهرت سطوه الطاقه العالميه كمحور الاساس بترتيب العالم حسب المنظور الامريكي واوربا من ناحيه ووجهات نظر الشرق المتمثله بايران والعرب كدول تحاور ان تسيطر على القرار العالمي من خلال النفط لتنتقم من الغرب عامه واسرائيل الذي دعمها هذا المخاض الذي يمر به العراق ماهوا الا مخاض دموي جارف المنطقه الى هاويه حرب سيشترك بها اطراف متعدده تحمل بين طياتها اديولوجيات متضاربه ومتناحره مشتته بضراوتها والمها الاثنيات العراقيه بمحاور الصراع قد يؤدي الى تمزيق العراق الى دويلات ان لم يحصل هناك غلبه لاحدى القوى فارضه بذلك وحده التراب العراقي لاستئثارها بثروات العراق كله لذلك علينا ان نطرح السؤال المطروح دائما هل تستطيع امريكا ان تفرض شروط انتصارها مستقبلا على الساحه العراقيه من اجل مصالحها المحوريه والتي من خلالها تسيطر على عنصر الطاقه والذي من خلاله تستقطب تحالفات عربيه وشرق اوسطيه محافظه بذلك على العراق ووحده ترابه لتكسب المنطقه بكاملها لصالحها ولصالح المنطقه كحليف استراتيجي السؤال بسيط ولكنه وببساطته معقد لدرجه كبيره. لان الرؤيه ضبابيه وغير واضحه على المدى المنظور لذلك لابد من ان تدرك امريكا ان مصلحه الشرق الاوسط نابع من مصلحه امريكا ذاتها ومنظورها الاستراتيجي لمستقبل العالم هل تدرك امريكا اننا بحاجه الى الامن الاستراتيجي لنوقف خطر الحروب وهل تدرك امريكا اننا بحاجه الى الامن الغذائي وهل تدرك امريكا ان تطور المنطقه يبعد المصالح الامريكيه عن الخطر والقصد هنا خطر الاسلام السياسي الذي اخذ يتعملق اسئله تحتاج الى صدق المشروع الامريكي لمنطقه دمرها الارهاب دينيا كان قوميا
#ايوب_سمعان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العمق الحضاري والاثر السلبي على قبول حضاره الغير
-
مستقبل الديموقراطيه في العالم العربي عامه والشرق الاوسط خاصه
...
-
الكاتبه والمفكره الصوماليه ايان هيرسي علي
المزيد.....
-
-حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو
...
-
الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن
...
-
مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال
...
-
مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م
...
-
مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
-
هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
-
مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
-
بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل
...
-
-التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات
...
-
القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو)
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|