أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد العبيدي - خور عبد الله ومشاعر العداء المتبادل














المزيد.....


خور عبد الله ومشاعر العداء المتبادل


سعد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5423 - 2017 / 2 / 5 - 01:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شأن الحروب كل الحروب، وفي كل بقاع العالم، وفي كل الأزمنة والأوقات، أن يفرض المنتصرون على الخاسرين رؤاهم وشروطهم ويلوون ارادتهم، ولا تختلف حروب العراق عن غيرها من الحروب في هذا الجانب على أقل تقدير، وكان على الساسة الذين قبلوا للعراق أن يخوض حرباً لما يتعلق بالكويت أمام تحالف دولي عام 1991، أن يحسبوا هذا، وإذا لم يكن قد تفكروا مسبقاً لم يبق أمامهم سوى القبول بالشروط التي يفرضها الخصم المنتصر في الميدان. وقد حصلَ هذا وَفُرض شرط ترسيم الحدود مع الكويت، بحرياً بينها ما يتعلق بخور عبد الله حيث اقتطاع عدة كيلومترات من حدود بحرية للعراق هي في الأصل ضيقة، وبرياً تلك التي أخذت كذلك عدة كيلو مترات بينها مزارع مملوكة لأشخاص عراقيين، وتم قبوله من الحكومة آنذاك، قبولاً لا يسقط قانونياً بتغيير الحكم والأنظمة، يتحمل أهل البلاد أعبائه الى النهاية أو الى حين ظهور ظروف جديدة تسمح لهم بذلك وبأية وسيلة بينها القوة. وعلى هذا فإن الحروب بنتائجها هذه أو غيرها تثير مشاعر عداء بين طرفين، تترسب بعض انفعالاتها في عقول الرابحين والخاسرين في آن معاً، رواسب يمكن أن تمتد عشرات من السنين لتنتج حروباً أخرى، إذا ما تيسرت الظروف الملائمة.
وهذا ما استنتجته الشعوب الأوربية بعد الحربيين العالميتين الأولى والثانية، فاتجهت بسببه الى التفتيش عن وسائل سلمية لتبديد رواسب العداء واهتدت الى خيار تكوين مصالح مشتركة وتنقل حر وتملك واقامة مسموحة في المنظومة الأوربية، وكانت النتيجة قبول هذه الشعوب لبعضها البعض بأقل ما يمكن من مشاعر العداء التي كانت موجودة في نفوس أجدادهم، وابتعاد شبح الحرب فيما بينهم عن نهج التفكير. وللمقارنة في هذا الموضوع بين هؤلاء الاوربيين وبيننا نحن العرب والمسلمين نرى أن أبناء منطقتنا يمتازون عن غيرهم من الأوربيين بالقصور في النظرة الى المستقبل، وسهولة امتلاء المشاعر بالعداء، وبسببها وعوامل الجهل الانفعالي فان التبعات التي تترتب على حروبهم والنزاعات فيما بينهم مشاعر عداء ورواسب لها يمكن أن تنتج حروباً أخرى... حقيقة كانت واضحة فيما أثير حول موضوع خور عبد الله الذي رُسِمت الحدود في مجاله دولياً، وأثيرت حوله الكثير من الاقاويل والانتقاد وتبادل الاتهامات. مما يشجع استذكار ما يتعلق بالتبعات، والقول لو أن الأشقاء الكويتيين في ذاك الوقت الحرج على سبيل الافتراض قد حسبوا التبعات الانفعالية بهدوء، وتوجهوا الى السعي لتقليل مشاعر العداء وان تعرضوا الى الظلم، وان كانوا من بين المنتصرين في الحرب، وأصروا على عدم القبول بإضافات الى حدودهم قليل من الكيلومترات لا تغني سواحلهم الطويلة، ولا تزيد عدد آبار نفوطهم الكثيرة، ولو كانوا في وقتها قد وافقوا أن يكون الترسيم على الحدود التي كانت قائمة قبل الحرب، لكان هذا مكسباً كافياً لتفادي صيحات احتجاج تظهر بين الحين والآخر لتثير مشاعر الحيف من جديد، وتدفع الكويتيون بالمقابل الى الاحتجاج بالضد ليقع شعبينا العربيين المسلمين في دائرة العداء شبه الدائمة، وتبقي أفكار البعض من كلا الجانبين متجهة للانتقام واعادة أوهام الماضي، تنتظر الفرصة لكي تخرج بحرب أخرى، أو بأعمال عدائية دونما مبرر.



#سعد_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نينوى ما بعد التحرير
- الجيش العراقي في ذكرى تأسيسه: ما له وما عليه (3 - 3)
- الجيش العراقي في ذكرى تأسيسه: ما له وما عليه (2 - 3)
- الجيش العراقي في ذكرى تأسيسه: ما له وما عليه (1 - 3)
- عام آخر من التمنيات
- كبوة التعليم في العراق ثانية
- هل يصح للعشيرة قانوناً
- داعش تندحر
- ناتج الديمقراطية ومستقبلها في العراق
- تخزين الأسلحة والمتفجرات في المدن وخروقات الأمن الاجتماعي
- معادلة الديمقراطية والثقافة في وادي الرافدين
- العرب والمسلمون والمستقبل
- بغداد حبيبتي
- كارثة الموصل في ذكراها الثانية
- متطلبات دعم معركة الفلوجة معنوياً
- وحدة القيادة في الحرب
- هل من حلول لأزمة البلاد القائمة
- مقاربة انتخابية بين لندن وبغداد
- مطلوب أن يكون للعراق هوية
- تعقيدات المشهد العراقي الحالي


المزيد.....




- إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل ...
- ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
- حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
- عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا ...
- ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
- أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
- تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
- مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس ...
- العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
- ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد العبيدي - خور عبد الله ومشاعر العداء المتبادل