عبد العزيز الحيدر
الحوار المتمدن-العدد: 5422 - 2017 / 2 / 4 - 16:01
المحور:
الادب والفن
طوفان
ليت كل السفن تعرف طريقها
ليتها لا تجد سبيلا للعنة ألقدر
أيها البحر...... الذي طغى على الحقول
الشوارع... البيوت .... العمارات
مراكز الإطفاء
ومراكز الوزارات السامية
بيوت ألضجر
وبيوت الدعارة الخالية من الأثاث
أيها البحر
ألذي أرسلك الرب للفناء
لكي يعدل مسيرة الخطايا بضربة واحدة
لقد خانك نوح كما خان أبوه وعده
مجبول على الخطيئة
مجبول على التكرار
مجبول على وهم خلودك
نواح,,,,
لقد قطعت في جسد الغابة سنواتك التي وهبتني
وجف فمي من مسيل الكلمات
وتضخم فؤادي من دعوتهم
رفعت السارية إلى حيث أشرت
وعبئت من كل متنفس
وزاحف
وطائر
وغاطس
زوجين...زوجين
وأعددت آخر ذرية لأدم ليشهد فناءه
ونفذت كل وصاياك ألا أهمها
لقد تركت لبني آدم فرصة أخيره
خلافا لأمرك
وها أنا هيكل من حجر أنتظر يومك العظيم
لأتلقى سياط كل من جاء بعدي
جنرال أمريكي,,,
مهمتي المقدسة
أن أحاول
أرواح قادة الأمة الأمريكية
الأمة العظيمة
التي لم تهزم في ال202 حربا التي خاضتها
وراء البحار...
بعيدا
مع الشياطين
لتحفظ الحليب طازجا
والخبز حارا
لا معنى أن يستمر أبناء نوح هناك
قرر الرب مصيرهم
جوعا ..
دما..
غرقا...
عريا...
تلك من آثام جدهم نوح
أما أنا فتحف بي أرواح قادتنا الأبطال
أسير السفينة لأبدأ طوفانا جديدا
كل زوجين من العمائم
سوداء..
بيضاء..
حمراء
من كل زوجين من أللحى
من الخواتم
من فتيات الشوارع الخلفية
من مصاصي الدماء
زوجن من كل مافيا مجيدة
زوجين من مروجي الحروب...والبغضاء
وزوجين من الماكيرات المبدعة
احمل معك يا بول
ولا تلتفت للوراء
مادمت ستربطهم بحبال غليظة
لا تلتفت الى الجهات...
أرواح أبطال الأمة معك وأنت توقد التنور
أبدا بقراءة مراسيم الموت
ولا تنتهي إلا كما رسم لك الشيوخ
أكتب حكمتك
فيضانا
طوفانا لا يبقي زرعا... أو ضرعا... أو جيشا
لا يبقي وطنا.... أو حتى ركنا ....سجنا
4---9
#عبد_العزيز_الحيدر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟