أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد السلام صطيلي - فيلسوف في مفترق الطرق














المزيد.....


فيلسوف في مفترق الطرق


عبد السلام صطيلي

الحوار المتمدن-العدد: 5422 - 2017 / 2 / 4 - 11:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




عاش في وطنه , ووطنه منفاه . تمرح الدنيا من حوله وكأنه وحده الذي ينوح . هو عبد الرحمن بدوي ابن مصر , أم الدنيا ,التي لم تدرك أن في عنقها دينا عظيما لهذا المفكر الفذ الا بعد فوات الأوان . فقد عاش فترة طويلة من الغربة أملتها عوامل مختلفة ومتداخلة منها ماهو سياسي وايديولوجي وفكري الا أن أهمها متعلق بشخصية بدوي , فالرجل لا يختلف كثيرا عن الشخصيات القلقة التي كتب عنها . قبل الشروع في كتابة هذه السطور تساءلت كثيرا ماذا سأضيف الى سيل الرسائل , المؤلفات والمقالات التي أنجزت حول بدوي , ابداعاته , حياته واختياراته الفلسفية ؟ الا أنني وبمناسبة مرورمئة سنة على ميلاد هذا المفكر , قررت أن أرصع كلمات هذه الأسطرالمتواضعة باسم بدوي الذي لطالما سطع في سماء الفلسفة وأثرى مكتبتنا العربية بانتاجاته الفلسفية الغزيرة التي ألهمت الباحثين وزودتهم بمصادر الفكر الغربي والثرات العربي والاسلامي .
ولد عبد الرحمان بدوي في مثل هذا اليوم ( 4 فبراير )عام 1917 بقرية شرباص التابعة لمحافظة دمياط , وحصل على الاجازة في الفلسفة سنة 1938 تتلمذ على يد ألكسندر كويريه , لالاند , برلو , مصطفى عبد الرازق , ماسينون , وغيرهم ... في هذا المقال المتواضع لن ألوك ما قيل عن الرجل من طرف تلامذته أو أبناء وطنه ولا قسوته البالغة على من يعتبرون رموز الفكر والثقافة في مصر , انما سأكتفي بعرض مواقف بعض المفكرين المغاربة بخصوص انتاجات و توجهات بدوي الفكرية , فمن المعلوم أن الرجل بدأ حياته الفكرية مدافعا عن الفلسفة الوجودية من خلال رسالته الموسومة ب "الزمان الوجودي" سنة 1944 , الا أن الدكتور محمد عابد الجابري أصدر على هذا العمل حكما قاسيا يخرج صاحبه من دائرة الفلاسفة . ففي كتابه الخطاب العربي المعاصر أشار الجابري الى أن الفلسفات الوجودية في أوروبا ثارت ضد العقل , لكن لا العقل هكذا بالاطلاق , بل ضد نوع من الفلسفات العقلية وعلى رأسها مثالية هيجل , أما عبد الرحمن بدوي فقد نقل المعركة من معركة ضد المثالية الى معركة ضد العقلانية عموما , بل ضد العقل في كل زمان ومكان .
وعلى صعيد آخر يقول محمد أركون "انني أحسد هذا الرجل على قدراته العقلية والذهنية الجبارة , وهو يجبرني على احترامه وتقديره في كل عمل أقرؤه له , وكلها صعبة يحتاج الواحد منها الى جهد كبير لانجازه".لكن ما يعاب على الرجل هو تضخم الأنا لديه وشعوره الذاتي بعلو المقام على من حوله , الشيء الذي تفصح عنه سيرته الذاتية (مؤلف ضخم من جزئين ) التي يعتبرها عبد الاله بلقزيز "مادة خصبة لتحليل نفسي يلقي ضوءا كاشفا على شخصيته ونزعته الطاووسية , والعوامل المختلفة في تشكيلها ".
وكيفما كانت شخصية هذا المفكر الفذ , فانه ـ والحق يقال ـ فيلسوف سلك مفترق الطرق , بلا حيرة ولا تردد , بدون التوقف للحظة في هذا المفترق ليفكر في الاختيار ,بل سلك كل الطرق دفعة واحدة : تنقل بين الوجودية والعدمية النتشوية , مارس التحقيق والتأليف , غاص في التاريخ ونظر للتأريخ , انتقد الشيوعية وطاف حول الالحاد , لينتهي به المطاف على ضفاف التصوف والصوفية بعد أن تبدى له الحقد الدفين والسم الزعاف الذي يتقطر من كتابات المستشرقين الذين لا يتورعون في نشر الأكاذيب والأباطيل حول رسول الاسلام ودينه الحنيف .لقد قام هذا الفيلسوف الجليل بدور جيل كامل أو مؤسسة بحثية شاملة دون أن ينال ما يستحقه سواء من وطنه أو من البلدان العربية التي اشتغل فيها رحمه الله .



#عبد_السلام_صطيلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- ترامب يتحدث في اجتماع تقني عالمي برعاية الصندوق السيادي السع ...
- تونس: الإفراج عن الناشطة الحقوقية سهام بن سدرين
- أبو ردينة يحذر من حرب شاملة على الضفة
- الجيش الكويتي يعلن مقتل اثنين من قواته البرية وإصابة آخرين
- فانس: انتقادات زيلينسكي لترامب في العلن لن تؤثر على موقف الر ...
- -بوليتيكو-: المسؤولون الأوكرانيون يخشون تحالف بوتين وترامب
- ماسك يسخر من تصريحات زيلينسكي حول مستوى شعبيته العالي
- -لجنة الطوارئ المركزية- في رفح: أكثر من 20 فلسطينيا قتلوا جر ...
- الجيش اللبناني: العدو لم يلتزم بالانسحاب الكامل من الأراضي ا ...
- محمود عباس يرحب برفض رئيس دولة الإمارات تهجير الشعب الفلسطين ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد السلام صطيلي - فيلسوف في مفترق الطرق