أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الله الشيخ - شخصيّة محمّد















المزيد.....

شخصيّة محمّد


عبد الله الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 5421 - 2017 / 2 / 3 - 09:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


4
- عليّ الحقيقي.
عليّ الحقيقي لم يتناوله أحد قط فكما تجاهل المفكرون، والكتاب، والمؤرخون المسلمون، والأجانب محمّداً الإنسان، كذلك تجاهلوا عليّاً الحقيقيّ، وبصورة أشدّ وأكثر تركيزاً، فمعظم من تناول شخصيّة محمّد من المسلمين لم يتناوله إلا من وجهة نظر إسلاميّة، تحصر دوره بما جاء به "الإسلام"، مبتعدين عن كونه إنساناً، بشراً، وتناوله من هذه الزاوية لا يهمّ إلّا المسلمين، أمّا الكتاب الإنسانيّين العلمانيّين (معظمهم،) فلم يلتفتوا إلى الجوانب الفكريّة والمنطقية والإنسانية عنده، بل تقبلوا المعلومات الصحيحة والمزيفة عنه كما وردت "الجزء الأوّل من هذا الكتاب". وينطبق هذا الشّيء على عليّ. عليّ الحقيقي متواضع الشّخصيّة، مهزوزها، لم يتمتّع بأيّ ميزة تفضله على غيره، بل أن لغيره ميزات كثيرة تفضلهم عليه، وفي هذا الجدول تظهر حقيقةعليّ المزيّفة.
الحوادث الحاسمة
"المفاصل المهمة" في تأسيس الدولة الإسلاميّة، بعد محمّد، ومساهمة عليّ فيها.
لكي ننصف عليّاً علينا أن نلتقطه بملقاط، من هذا الكم الهائل، الذي أغرقه بالمبالغات والأكاذيب والتّهويلات والتّلميع، وهذا يعني أن علينا أن نظهر عليّاً الحقيقيّ ونقدّمه إلى البشريّة كما هو، لا كما أراده المتزلفون والمؤمنون به، والمبالغون، بل كما خلق، وعاش، ونفق. لكي نفعل ذلك علينا أن نذكر أهم الحوادث الحاسمة (المفاصل) العظمى في الإسلام وتاريخه، منذ انبعاث الرّسالة حتى وفاة عليّ، ومن هو صاحبها:
1- الرّسالة: محمّد.
2- تأليف حزب سياسي محمّد وتثبيته والنّشاط فيه: أَبُو بَكْر.
3- تكوين الخلية الأوّلى إلى الْإسلام: أَبُو بَكْرٍ.: محمّد، أَبُو بَكْرٍ، سعيد بن زيد بن نفيل، عُثْمان بن عفّانِ. عبد الرّحمن بن عوف. الزّبير. طلحة الخ، ولا يضاف إليها عليّ، لأنه كان طفلاً أولّاً، ولأنه لم يستطع جذب، اّو استمالة أيّ كان إلى الإسلام".
4- الخروج من السّرية إلى الْعلنيّة: عمر.
5- الهجرة: محمّد.
6- بطولة الهجرة علناً : عمر.
7- معركة بدر: محمّد.
8- فرض التّعليم وإنهاء الأمية: محمّد
9- إنقاذ محمّد في معركة أُحد: طلحة.
10- إنقاذ المسلمين في معركة الخندق: محمّد، سلمان الفارسي.
11- إنقاذ الْمسلمين في مؤتة: خالدّ بن الوليد.
12- تمويل جيش المسلمين في معركة تبوك: عثمان بن عفان.
13- أهم النّقاط الحاسمة في الإسلام بعد محمّد، هي الْقضاء على التّخبط بعد وفاة محمّد. إعلان وفاة محمّد: أبو بكر.
14- ثاني أهم نقطة حاسمة بعد موت محمّد فرض خلافة المهاجرين:.أَبُو بَكْرٍ، عمر، أبو عُبيْدَةَ.
15- مجابهة أخطار الرّدة بشجاعة: أَبُو بَكْرٍ. خالدّ بن الوليد.
16- إنقاذ المدينة من هجمة القبائل بعد الرّدة: أَبُو بَكْرٍ.
17- جمع القرآن: أَبُو بَكْرٍ. زيد بن ثابت.
18- فتح الشّام: أَبُو بَكْرٍ. عمر. خالدّ بن الوليد. أبو عُبيْدَةَ.
19- دحر الفرس: عمر، سعد ابن أبي وقاص.
20- طرد الرّوم من بلاد العرب كلها: أَبُو بَكْرٍ، عمر، خالدّ بن الوليد، أبو عُبيْدَةَ.
21- فتح مصر: عمر، عمرو بن العاص.
22- إرساء قواعد القضاء في الإسلام وفصله عن السّلطة التّنفيذية: عمر بن الخطاب.
23- أهم قرار إقتصادي اجتماعي مستقبلي قريب إلى الاشتراكية إبقاء الأرض المفتوحة بيد أصحابها، إذ لو وزعت على الفاتحين لأصبحت إقطاعيات، ولبرز فيها ما كان من قبل أقطاعيون يملكون كلّ شيء، وفلاحون لا يملكون شيئاً: عمر بن الْخَطَّابِ، معاذ بن جبل.
24- توحيد كتابة الْقرآن ونسخه، بغية توحيد قراءته، وقطع سبل الاختلاف فيه، وتوزيعه على الأمصار: عُثْمان بن عفّانِ.
25- تعريب الدّواوين: عمر بن الْخَطَّابِ. عُثْمان بن عفّانِ.
26- إنشاء أوّل اسطول بحري في الإسلام: عُثْمان بن عفّانِ. معاوية.
27- االسّيطرة على البحر المتوسط: معاوية.
28- الانتصار في ذات الصّواري: معاوية، عبد الله بن أبي سرح.
29- بناء المدن المهمة في الإسلام: البصرة، الكوفة، الفسطاط الخ عمر بن الخطاب.
30- حصار القسطنطينية يزيد بن معاوية.
في هذه ثلاثون عملاً حاسماً مهمّاً، ورد فيها كثيرا اسم محمّد وأبي بكر وعمر، وخمس مرات اسم عُثْمان بن عفّانِ وأربع مرات خالدّ بن الوليد، وثلاث مرات اسم أبي عُبيْدَةَ ومعاوية، فكم مرّة ورد فيها اسم عليّ؟
هذه الأعمال هي التي أقامت المشروع والدّولة الإسلامية، وأثرّت على مستقبل العرب والمسلمين، وأرست عوامل التّجديد والتّغيير في المنطقة، وثبّتت الحلم الإسلامي، وجعلته حقيقة واقعة كما أراد محمّد ورفاقه.
كلّ عمل منها مقرون بصاحبها، فأين موقع عليّ فيها؟ وماذا أنجز قبل خلافته، أو في سني خلافته هو أو ابنه الحسن؟
من يقرأ كتب التّاريخ كلّها، لا يعثر على عمل بارز، أو فائق الأهميّة، أو مهمّ، أو شهير، يمكن أن يعتبر مفصلاً مهمّاً في تاريخ الإسلام، وانتصاره، يقرن عليّ بن أبي طالبٍ، لا بل لم يعمل أي شيء يستحقّ الذّكر الحميد. أما تزيين عليّ بضربة عمرو بن ودّ العامري، وفتح خيبر، فليس عملان جيدان أو حاسمان، فسواء قتل عمرو بن ودّ أو لم يقتل فلن يؤثر على نتيجة معركة الخندق، وفي الحقيقة كان قتل عمرو بن ود العامري وهو في سبعيناته على يد عليّ وهو في عشريناته عمل لا يتفق مع المعطيات الإنسانية والأخلاقية، ولا يتسم بمكارم الصفات، يسيء إلى عليّ، ولا يحسن سمعته، فالشاب العشريني لا بدّ أن يغلب، وينتصر على من كان عمره أربع وسبعون سنة. لكن المتعصبين دائماً يضعون عقولهم في أدبارهم، ولا يستطيعون إزالة الغشاوة عن أعينهم، فهم عمي صمّ بكم، يكرسون العمى والضلالة، ويشيعون الجهل، ولا يمكن عذر أي ّكان، سواء عاش في الماضي أو الحاضر إن تنكّب عن الرحمة والخلق الحسن. من لا يستعمل عقله أشبه بالحيوان، سواء أكان القميّ، أو المجلسيّ، أو الطوسيذ في الماضي أو كان المظفر، أو القمّني، وجورج جرداق في الحاضر، ولست أدري كيف يلجأ جورج جرداق، وهو الشيوعيّ المتنوّر إلى خرافة، يردّدها القدماء، عن عمرو بن ودّ: "وكان عمرو يساوي ألف فارس في نظر أصحابه وأعدائه الخ". المؤرخون القدماء يبالغون، إذ لا ضريبة على الكلام، ولا يوجد من يحاسب على الهذر. ولو سألوا الحكماء والفلاسفة والعقلاء في كلّ العصور: هل صحيح أن هناك من يعادل في قوّته ألف رجل؟ ولو فكّروا قليلا في ذلك لتوقّفوا عن الكذب والمبالغة، فمهما كان الإنسان قويّاً فلا يستطيع مقاومة عشرة يحملون سيوفاً كما يحمل، ولو أحاطوه لقتلوه حتى لى لو قتل خمسة منهم.
كلّ هذا وعمرو في سبعيناته، ومن في هذا العمر لا يتوافر على ربع قوى شبابه، ولا يستطيع بأي حالٍ إنجاز ما ينجزه الشّاب، ولهذا يعتزل الرياضيّون في هذا العصر مجالاتهم الرياضية التي تفوقوا فيها، حالما يتجاوزا الخامسة والثلاثين أو الأربعين، ويتفرّغوا لتدريب أجيال الرياضيّين الجدد، إن شخصاً تجاوز السّبعين مخلوق عاجز بكلّ ما للكلمة من معنىً، فهل مقاتلة عاجز وقتله بطولة؟ إن كانت بطولة فيا لها من بطولة جوفاء.
إنّ أكبر آفات كتاب التاريخ عدم فهمهم لظروف الناس وعادتهم، والحكم عليهم ظاهريّاً، وهذه قّلة عقل، واطلاع، وضياع في متاهات الجهل، لو درسوا أوضاع العرب قبل الإسلام، لعلموا أن الشّيوخ إذا برزوا، لا ينون القتال بقدر ما يريدون إبراز فنون الفروسيّة، ولذلك ناداه ابن أخي، وأبدى نفوره لسفك دمه، وهذه إحدى سمات الفروسية التي كانت شائعة قبل الإسلام.
ولو نظرنا إلى ما ينسب إلى عليّ من أعمال يعتبرها مؤيدوه عظيمة كفتح باب خيبر لأدركنا كم هو هي مضحك، مبكٍ، شديد التفاهة، فإن فتحت خيبر أو بقيت في يد أهلها، فلا تغير من ميزان القوى، وبخاصة شكيمة الإسلام الصاعدة، وبقاؤها غير مفتوحة آنذاك، لا يضّر الإسلام قطّ، ولم يعتبر أي مؤرخ، سواء أكان مسلماً أو غير مسلم، وسواء أكان من القدماء أو من المعاصرين، لم يعتبر أيّ أحد كان، معركة خيبر من المعارك المهمة، الحاسمة في تاريخ الإسلام، وحتى لو اعتبرناها حاسمة فرْضاً، فمع ما في هذه الفرضيّة من خطأ وتعسّف، فقائدها محمّد، وليس عليّاً.



#عبد_الله_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي بن أبي طالب. الحقيقة والمبالغة
- عليّ بن أبي طالب الحقيقة والخيال! (2
- علي بن أبي طالب. صعود المشروع الإسلامي وتشظيه
- المعالي والمخازي


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الله الشيخ - شخصيّة محمّد