أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الاضطراب والغضب في قصيدة -سفر سفر- معين بسيسو














المزيد.....

الاضطراب والغضب في قصيدة -سفر سفر- معين بسيسو


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5419 - 2017 / 2 / 1 - 23:49
المحور: الادب والفن
    


الاضطراب والغضب في قصيدة
"سفر سفر"
معين بسيسو
اعتقد أن آخر ما كتبه الشاعر هذه القصيدة، وهي قصيدة نارية، كتبت عن حصار وصمود بيروت، عن صمود قوات الثورة الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية في وجه اعتى قوة حربية في الشرق الأوسط، كتبت عن تخاذل النظام الرسمي العربي والتيار الديني المتعاون معه، كتبت عن حالة القهر والألم الذي يشعر به المحاصر، كتبت عن الغضب الكامن في نفوس الأحرار والنبلاء، الذي يتألمون لحصار الوطن والفئة القليلة الصامدة، التي فضلت أن تموت واقفة على أن ترفع الراية البيضاء.
القصيدة بكل المقاييس تمثل حالة القهر والغضب والحنق على كل ما هو موجود، غضب على التخاذل والتآمر الذي وقع أثناء الحصار، عن الغضب من أولئك الذي "يدعون لأندلس إذا ما حوصرت حليب" وغضب على من تشفى ببيروت وهي تحترق، وقال عنها: "هذا لأن الفسق والفجور فيها وصل عنان السماء"، وتجاهل أنها كانت آخر الحصون الثورية، وآخر الأصوات المتحررة، وهي من استطاعت أن تكون أما وحاضنة لكل معارض/مطارد/مطلوب/متمرد على النظام الرسمي العربي، لهذا كان الشاعر يتحدث بانفعال وتوتر مما انعكس على لغة القصيدة، وعلى جماليتها، فهي قصيدة تمثل حالة الانفعال والقهر والغضب.
سنحاول توضيح هذا الغضب من خلال الاستشهاد بالقصيدة، هناك مجموعة من الالفاظ تكررت في القصيدة كما هو الحال في قول الشاعر:
"سفر سفر، وتر وتر، زمن زمن، زبد زبد، شجرا شجر/ لا، لا، لا، لا، لا، نعم. لا. لا. نعم، هم العسس، هم العسس، مطر مطر" فثنائية الالفاظ تعبر عن حالة من التوتر عند الشاعر ولهذا كررها، تأكيدا على منه على الحالة الصعبة التي يمر فيها.
ونجد هناك ثنائية أخرى في القصيدة لكنها قدمت بشكل مغاير مثل:
"تحيا الكتابة تحيا الرقابة، سكين هو القنديل سكين إذا اشتعل الفتيل، الليل مر الحبر مر الليل مر، وانكسرت على المرايا وانفجرت على المرايا، وأين غزالة العرب؟ وأين يمامة العرب؟ ورمح الدولة العربي؟ وشمس الدولة العربي الكتاب الأخضر العربي؟" كل هذا يؤكد حالة الغضب عند الشاعر، ونجد أيضا صورة أخرى لهذا القهر من خلال مقاطع تشير إلى حالة عدم الاتزان والتوتر عند الشاعر فيقول:
"موج يعبئ بالنوارس
لي مسدس
طلقة في القلب
نورس
يا زمان الماء
سكين هو القنديل
سكين
إذا اشتعل الفتيل
دمي يسيل
جبريل يا جبريل
يا جبريل
لا وطن ولا تنزيل
شجر على الأمواج
اشرعة الرحيل.
...
تفاحة مثقوبة بفراشة
وفراشة مثقوبة
برصاصة
ورصاصة مثقوبة
بجرادة
...
وفي دمي تمشي يداي
أمش تخبيني يداي
أمشي وتسبقني يداي
أمشي وتتبعني يداي
أمشي وتكتبني يداي
أمشي وتقرأني يداي
أمشي وتذبحني يداي.
...
من أنا؟ القرمطي؟ البرمكي؟ القرطبي؟ الليلكي؟ الزئبقي؟ الدائري؟ اللولبي؟ الأمريكي؟ السوفيتي؟
...
من البطل؟
ولا بطل
وعصر نصفه حطب
وعصر نصفة لهب.
..
لم تكن عذراء نخلتكم
ولا عذراء مريمكم
فلا بيضاء صنائكم
ولا خضراء مرابعكم
ولا سوداء مواقعكم
ولا حمراء مواضعكم
ألا تبت أيايكم
وداعا يا ليالي الكرنفال" كل هذا المقاطع توكد على حالة الغضب والقهر ولهذا نجد الجمل والفقرات كلها تستخدم ألفاظ قاسية وتشير إلى معاني سوداء وأفكار قاسية وصعبة.
من التأكيدات على حالة الغضب ذكر الحيوانات والحشرات التي غالبا ما تجيء تعبيرا عن حالة القرف والغضب التي يمر بها الكاتب، فنجد في هذا الكم من الحيوانات ولحشرات في القصيدة:
"الهدهد المخصي كاتبه
وحاجبه ذبابة.
النجم ذئب
والبحر كلب.
تفاحة مثقوبة بفراشة.
غزالة الأمطار تركض في المرايا المغلقة.
طار الحجل
حط الحجل.
أيها الجمل.
والشمس دورة القز.
على ضفائره يستيقظ الوطن
ضفدع.
كلب على الشباك.
وعلى يدي العنكبوت.
ونقول للكرسي كن حوتا.
يا طائر الرح الذي
قصوا جناحيه.
وهذا الديك ذو الوجهين.
ذبابة مأجورة مؤجر؟.
كما قلنا هناك شبه اجماع عند غالبية الكتاب الذين يستخدمون الحيوانات كتعبير عن غضبهم وحنقهم على الواقع، وهنا أكد "معين بسيسو" هذا الأمر من خلال استحضار هذه الحيوانات والحشرات.
ونجد حنق الشاعر على ما هو ديني عربي من خلال استحضار الدين والعربي بصورة سلبية، يقول:
" جبريل يا جبريل
يا جبريل
لا وطن ولا تنزيل.
وإذا جئنا معتصما
وجدناه أبا لهب؟
وخذ ما شئت من
حمالة الحطب
من الخطب
وخذ ما €شئت من
الحطب.
كيف الريح قد مالت
يميل
خانتك عائشة وخان
المستحيل.
آه ضيقة قبوركم
وأرض الله ضيقة." كل هذا يؤكد بأن القصيدة كتبت والشاعر يمر بحالة من عدم الاستقرار ولهذا وجدناه يستخدم كل هذا الأشكال ليعبر عما فيه من قهر وغضب، وإذا ما تتبعنا القصيدة نجدها لا تذكر المرأة بتاتا، وكأن الشاعر يعيش في صحراء بلا نساء، ولهذا وجدناه يغيبها تماما من القصيدة، وكما نجد فقدان القصيدة لأي تصوير فني، وكل ما فيها يمثل حالة السواد والقتامة التي يمر بها الشاعر، ولهذا لا نستغرب قصر الزمن بين كتابة القصيدة وموت الشاعر، فكأنه يرثي حالة الأمة قبل أن يرثي حاله.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقتنا في كتاب -الأنثى هي الأصل- نوال السعداوي
- الحكمة الصوفية في رواية -قواعد العشق الأربعون- إليف شافاق
- التأنيث في مسرحية -عالم ذكور- عفيف شليوط
- الأنثى في كتاب -الشاعرة والمعاناة- هاني أبو غضيب
- فرح الشاعر
- الشعر والمرأة والغضب في ديوان -الصافنات الجياع- محمد العموش
- العهد التركي في رواية -نابلس جمر تحت الرماد- هاني أبوغضيب
- صوت المرأة في ديوان - أنثى المطر الأول- وفاء عياشي بقاعي ال ...
- أنا الأسود وهم الأبيض في قصيدة -مسخ لغوي-
- أثر الواقع على الكتابة مالك البطلي
- التماثل بين اللفظ والفكرة في -ذات مساء- -محمد لينسي-
- الفاتحة في سردية -أيلول الاسود- شريف سمحان
- المخاطب في ديوان -غفوة في المهب- منصور الريكان
- ونحن والاحتلال في رواية -كافر سبت- عارف الحسيني
- الحب في -أنغام حب- أحمد محمد الدن
- المرأة وأثرها على الشاعر في -هذه الليلة- أياد شماسنه
- التغريب والياس في قصيدة -يا صاحبي السجن- مفلح أسعد
- كتاب -رواية السجن الفلسطينية-
- الإنسان في رواية -وجوه في درب الآلام- مشهور البطران
- سخافات رجال الدين


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الاضطراب والغضب في قصيدة -سفر سفر- معين بسيسو